سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جمال رشيد: ردًّاً على الهجمات والصمت الدولي المقاومة سبيل الخلاص

الشهباء/ فريدة عمر –

حمَّل نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين والشهباء، الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بحقوق الإنسان، والصمت الروسي كدولة ضامنة، ما تعانيه منطقة الشهباء من استهداف تركي وحصار حكومي خانق، يفتح المجال لمجازر يومية، مؤكدا أنَّ مقاومة شعوب المنطقة ستفشل جميع مخططات الإبادة.
 صعّدت دولة الاحتلال التركي هجماتها واعتداءاتها الجوية عبر مسيّراتها على شمال وشرق سوريا، مستهدفة المدنيين، والعسكريين على حد سواء، على طول المناطق الحدودية، دون حسيب أو رقيب، في دعم وتشجيع واضح من قبل المجتمع الدولي، والقوى الضامنة في المنطقة، لالتزامها الصمت إزاء الهجمات والجرائم، التي يرتكبها المحتل التركي بحق شعوب المنطقة، والكرد خاصة.
هذه الهجمات تزداد بشكل خاص على مناطق الشهباء، ومهجري عفرين، الذين يعانون معاناة معيشية صعبة لظروف التهجير القاسية، وبالتوازي تفرض حكومة دمشق حصاراً عليها، ومخطط لاستهداف مقاومة وإرادة شعبها.

استهداف المدنيين والمشافي جريمة حرب
وحول الموضوع، تحدث لصحيفتنا نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين والشهباء، جمال رشيد: “الهجمات على المنطقة هي جزء من سياسة الإبادة، التي تحاك ضد الكرد وشعوب المنطقة، ولا يغفل على أحد تاريخ الدولة التركية، المليء بإراقة دماء الشعوب، وتحديدا حقدها الدفين تجاه الكرد، ففوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية مجددا، ما هو إلاَّ استمرار للنظام الديكتاتوري الفاشي ضد الكرد وشعوب المنطقة، وضرب المكتسبات، التي تحققت. فالهجمات التركية لم تكن وليدة اليوم، وهدفها الاحتلال والإبادة، وتشريد الآلاف من سكان المنطقة، وارتكاب المجازر بحقهم مرة أخرى”.
وأشار رشيد، إلى أنَّ الاحتلال التركي يخرق المواثيق الدولية باستهدافه القطاعات الحيوية والمستشفيات والمدنيين: “يستهدف الاحتلال التركي بشكل يومي مقاطعة الشهباء، بأسلحته كافة، فيما صعَّد من وتيرة هجماتها بالطائرات المسيرة في الآونة الأخيرة، مستهدفا  قرى آهلة بالسكان والمهجرين، فيما استهدف خلال الأيام المنصرمة سيارة وسط ناحية الأحداث، التي تبعد عن القرى الحدودية بعمق أكثر من 37 كيلو متراً، واستهدف مشفى تل رفعت، الذي يقدم الخدمة للمهجرين ويعدُّ قطاعا طبيا هاماً للسكان في تلك المناطق، والذي تسبب بإصابات وأضرار مادية في المشفى، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، فالاحتلال التركي يستهدف بشكل مباشر المدنيين والنقاط الطبية، وكل ذلك يعدُّ جريمة، وخرقا واضحا للمعايير والمواثيق الدولية والقانونية”.
وحمَّل رشيد المجتمع الدولي والقوى الضامنة في المنطقة، المسؤولية حيال جرائم الاحتلال التركي في المنطقة: “على الرغم ممّا يحدث في المنطقة، وتعرض مقاطعة الشهباء وغيرها من المناطق لهجمات يومية، تحدث على مقربة من النقاط الروسية، وأحيانا يتم استهداف القوات الروسية، ونقاط حكومة دمشق، إلاَ أنهم ملتزمون الصمت، ما يدل على المشاركة في الجرائم مع المحتل التركي”.
وتابع رشيد: “يبدو أن روسيا والتحالف الدولي بقيادة أمريكا الموجودين في المنطقة، لا يحبذون التدخل في هذا الشأن، أو إبداء أي موقف أخلاقي تجاه تهديدات وتدخلات الاحتلال التركي بهذا الشكل الوحشي ضد إرادة شعوب المنطقة وسيادتها، ويبدو أن الجميع متفقون مع المحتل التركي، لإبادة الكرد، وبقية شعوب المنطقة، كل ذلك من أجل تحقيق مصالحهم دون النظر إلى مصالح الشعب السوري، وهذا ما يشجَّع أردوغان على ارتكاب المزيد من المجازر بحق شعوب شمال وشرق سوريا”.
فرض حظر جوي مطلب شعبي
ونوَّه رشيد، إلى ضرورة فرض حظر جوي على المنطقة للحد من الهجمات التركية: “إنَّ سماء المنطقة مفتوحة أمام الطائرات التركية الحربية والمسيرة، لتقوم بهجماتها على المدنيين بالدرجة الأولى بكل أريحية، والمجتمع الدولي يدرك خطورة ذلك، وللحد من هذه الهجمات، هناك ضرورة لفرض منطقة حظر جوي على شمال وشرق سوريا، وبذلك فقط سيتم وضع حد لإراقة الدماء في المنطقة”.
وأكَّد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمقاطعة عفرين والشهباء، جمال رشيد، في ختام حديثه، على إيمانهم بانتصار مقاومتهم: “على مدار أعوام من التهجير القسري، والحرب مستمرة بأشكالها كلها، بهدف ضرب مشروع الإدارة الذاتية، وكسر مقاومة أهالي المنطقة، ودفعها نحو التشريد والتهجير، وفتح المجال أمام احتلال المزيد من الأراضي، إلاَّ أنّ المقاومة ضد المخططات كلها، سواء مخططات الاحتلال التركي ومرتزقته، أو مخطط حكومة دمشق عبر الحصار، وأساليب تضييق الخناق، مستمرة على ذروتها، ونحن مؤمنون بقضيتنا ومقاومتنا، لذلك نناشد شعوب المنطقة، بضرورة تصعيد النضال لإفشال مخططات الإبادة والاحتلال التركي”.