No Result
View All Result
المشاهدات 0
هيفيدار خالد_
بمناسبة عيد العمال العالمي، لا بدّ أن نتحدَّث عن جهود ونضال المرأة العاملة والكادحة في الحياة، وسط آلامٍ ومعاناةٍ تتعرض لها بشكل يومي؛ نتيجة الفجوة المجتمعية ما بين المرأة والرجل، وظروف العمل الصعبة، حيث نعلم جميعاً أن المرأة العاملة تعاني من صعوبات جمة، ليس فقط في الشرق الأوسط، وإنما في أنحاء العالم، وخاصة في المناطق النامية، والريفية، ذلك نتيجة السياسات والممارسات، التي تنتهجها السلطات الحاكمة بحقها من النواحي كافة. فإنها تعمل في الحقول والمصانع والمعامل لساعات طويلة مقابل أجور بخسة جداً ربما لا تلبي حتى احتياجاتها اليومية البسيطة.
لطالما واجهت المرأة الريفية عبر العصور والأزمان شتى المعوقات، التي تعترضها وخاصة من الناحية الاقتصادية، والمالية، فهي تخرج للعمل من المنزل، وتترك أطفالها في معظم الأوقات، منذ ساعات الصباح الأولى، وحتى ساعات متأخرة، في انتهاك واضح وصريح لأدنى حقوقها، وخاصة إنها لا تحصل على مقابل، أو أجور تتناسب مع ساعات العمل الطويلة، التي تمضيها والضغوطات النفسية والجسمانية، التي تعتريها أثناء عملها، إضافة إلى ما تتعرض له من تمييز سواء في نوع العمل، أوفي إدارة الأعمال، وعلاوة على ما ينتظرها من مسؤوليات منزلية بعد عودتها من العمل.
كما أنها تواجه صعوبات كبيرة في حياتها، ومن هذه الصعوبات والتحديات، التي تواجهها الأم العاملة صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والمنزل، والزوج، ونفسها. إذ إنه من الأعمال المنوطة بها التواصل مع أطفالها، والقيام بجميع الأعمال المنزلية، والاهتمام بنفسها لتتمكن من الاستمرار في العطاء، وتقديم كل شيء لأسرتها، بيد أنها ومهما حاولت فلن تستطيع التوفيق بينها جميعاً، ذلك نتيجة عملها خارج المنزل، الذي غالبا ما يخلق لها العديد من المشاكل الاجتماعية، والعائلية.
وهناك تحدٍّ آخر يواجه المرأة العاملة في مجالات العمل المختلفة بصفة عامة يتمثل في التحرش الجنسي، والمعاملة السيئة سواء في مكان العمل، أو في أثناء طريقها إليه في الحالات، التي لا يتم فيها توفير النقل لها بشكلٍ آمن.
كما أن المرأة تجد صعوبة في الوصول إلى المناصب الإدارية فغالباً ما تشغل وظائف، وأقساماً محددة مثل خدمة الغرف (فيما يتعلق بالسياحة) والمساعدة في الأعمال الإدارية والشؤون المالية والمبيعات والتسويق، الأمر الذي يحد من دورها الفعّال في مجالات الحياة. وهو ما أرهقها وخلق لها مستويات عالية من التعب.
لذا يتطلب من المنظمات النسوية والحقوقية والنقابات العمالية تطوير ظروف عمل مناسبة وآمنة للنساء بمناسبة يوم العمال العالمي، وتحديد ساعات تتناسب مع ظروفهن الخاصة في الحياة وإيجاد آلية تحمي حقوقهن جميعاً، وتوفير بيئة مناسبة للعمل مع توفير وسائل النقل المناسبة لنقلهن إلى أعمالهن بشكل آمن؛ ذلك إذا ما أردنا القضاء على الفجوة المجتمعية بين المرأة والرجل، ونيلها حقوقها وقيامها بدورها على أكمل وجه.
No Result
View All Result