No Result
View All Result
المشاهدات 2
قصيدة “وحي نوروز” نشرتها جريدة السلام العراقية في العدد 19 آذار 1948 للشاعر العراقي “بدر شاكر السياب”
طيفٌ تحدى بهِ البارودُ والنارُ
ما حاكً طاغٍ وما استبناه جبارُ
ذكرى من الثورة الحمراء وشّحها
بالنور والقانئ المسفوك، آذارُ
مرّت على القمة البيضاء صاهرةً
عنها الجليد، فملء السفحِ أنهارُ
في كل نهر ترى ظلاً تحف به
أشباح (كاوا) ويزهو حوله الغارُ
يا شعب (كاوا) سل الحداد كيف هوى
صرح على الساعد المفتول ينهار
وكيف أهوت على الطاغي يد نفضت
عنها الغبار وكيف انقض ثوار
والجاعل (الكير) يوم الهول مشعلة
تنصب منه على الآفاق أنوار
قف عند (شيرين) واهتف ربما نطقت
وحدّثتك بما تشتاق أحجار
وربما ارتجت الأصداء، وانفجرت
قيثارة في يد الراعي ومزمار
والفارس الثائر المغوار هل بقيت
من خيله الصافنات البلق آثار
تكاد تسمع في الآفاق صيحته
كأنها في سماء الحق إعصار
مرت على الظلم فاهتزت دعائمه
وجلجلت فهي للباغين إنذار
وساء مستعمراً أن يستفيق على
أصدائها، جائع في الحقل منهار
وأن يهب إلى الأغلال يحطمها
شعب، وتنشق عن عينيه أستار
كم أتيتم البغي من طفل، وسار على
بيت هوى، جحفل للبغي جرار
واستؤسر الجائع العريان واغتصبت
عذراؤه واستبيح الحقل والدار
وشردت في صحارى الثلج أفئدة
من فوقها أعظم تدمى وأطمار
وكشر السجن عن نابيه، وارتفعت
حمر المشانق يغذوهن جزار
شيرين، يا جبل الأحرار، ما غفلت
عن حقها الضائع المسلوب أحرار
كاوا كيعرب؛ مظلوم يمد يداً
إلى أخيه، فما أن يهدر الثار
والمستغلان في سهل وفي جبل
يدميهما بالسياط الحمر غدّار
سالت دماؤها في السوط فامتزجت
فلن يفرقها بالدس أشرار
وأغمد الظلم في الصدرين مخلبه
فجمعت بالدم الجرحين أظفار
ووحد الجوع عزم الجائعين على
أن يوقدوها… وألّا تُخمد النار
وكدّس العري أجساد العراة على
درب إلى النور قد أفضى بمن ساروا
وقرّب القيد من شعبين شدهما
ووجهت من خطى الشعبين أفكار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح
حتى تحرر من محتلها الدار
No Result
View All Result