في دراسته حول «مستويات القراءة في (واحة الغروب)، سعى الناقد الدكتور مصطفى الضبع لإضاءة المساحة الفاصلة بين بطل قصة «الخطوبة» و«محمود عزمي» بطل رواية «واحة الغروب»، وذكر، أن هناك خيطاً رقيقاً شفيفاً يربط بين بطل القصة القصيرة؛ ذلك الشاب المأزوم؛ لأنه يريد الحياة، ويسعى لأن يعيش حياة مغايرة «تكمن مغايرتها في مجرد العيش وفق الطبيعة البشرية؛ بأن يتزوج ممن يحبها»، و«محمود عزمي» الذي يكاد يكون امتداداً تاريخياً لبطل «الخطوبة» الذي لم ينجح في الزواج ممن أرادها، وقد استدعاه طاهر من بين ثناياها، وأعاده ليحمل اسماً مغايراً هو «محمود عزمي»، ليؤكد من خلال الرواية، أن السلطة الأبوية ما زالت قائمة بالمعنى، الذي تجلى في الأب، بطل قصة «الخطوبة»؛ ذلك الذي يأخذ هيئة المحقِّق محولاً الشاب المقدِم على خطبة ابنته لمتهم، يبدأ بتهديده بالفضائح، وصولاً إلى التخلص منه بطريقة سياسية، وهذا الموقف يجعل محمود عزمي بطل «الخطوبة»/ العائد في «واحة الغروب» يوقف علاقته بالمرأة المصرية، ويُضرِب عن الزواج حتى يلتقي «كاثرين» ويتزوجها، وكأنه بذلك «ينتقم من الأب الذي رفض زواجه من ابنته».
القادم بوست