بعد الزلزال ارتفاع إصابات “الكوليرا” في الشمال السوري

شهدت منطقة الشمال السوري ارتفاع أعداد الإصابات بوباء “الكوليرا”، عقب الزلزال، الذي ضرب تركيا وسوريا بقوة 7.7 درجة بمقياس “ريختر”، وبعمق سبعة كيلومترات.

وسجل تقرير “برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة”، ارتفاع عدد الإصابات بمرض “الكوليرا” في شمال غربي سوريا إلى 48 ألفًا و586 إصابة حتى الآن.

وفي شمال شرقي سوريا، وصلت أعداد الإصابات بـ”الكوليرا”، حسب “الإنذار المبكر”، إلى 32 ألفًا و589 إصابة، و3689 إصابة في المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته في شمال وشرق سوريا، فيما بلغ عدد الوفيات جراء الوباء 53 حالة وفاة في مناطق الشمال السوري.

وبهذا الصدد قال مدير برنامج اللقاح بـ”وحدة تنسيق الدعم” في سوريا، “الدكتور محمد سالم”، لعنب بلدي: “إن الحركة السكانية، التي حدثت عقب الزلزال، تحمل خطورة كبيرة في رفع أعداد الإصابات، سواء كانت إصابات “الكوليرا، أو الحصبة”.

وأوضح قائلاً: “إن المنطقة شهدت ارتفاعًا مفاجئًا، بسبب صعوبة وصول السكان إلى مصادر مياه صالحة للشرب، فمراكز الإيواء الجديدة، لا توجد فيها رفاهية المخيمات المنظمة، وهي إما خيم كبيرة مختلطة، وإما أماكن أُنشئت حديثًا من دون مراعاة البنية التحتية الكافية لاستقبال عدد كبير من الناس بوقت واحد”.

وأضاف: “إن دمار البنية التحتية، وخطوط الصرف الصحي بعد الزلزال، يزيد من احتمالية تفشي المرض في الشمال السوري”.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد حذرت في تقريرها العام حول وباء الكوليرا، في 11 شباط المنصرم، للعام الجاري، من تفشي الوباء في البلدان المتاخمة لسوريا، التي ينشط فيها انتشار “الكوليرا” قبل الزلزال، حيث ذكرت، “إنه ينبغي توقع ارتفاع مخاطر تفشي الكوليرا في تركيا، نظرًا إلى الزلزال الكبير الأخير، الذي ضرب المنطقة، وكان له تأثير مدمر على البنية التحتية، فالمناطق المتضررة تعدُّ معرضة لانتشار الأمراض والأوبئة بشكل أكبر”.

كما حذّر، “إن مراكز الإيواء لاحقًا ستكون أمام مشكلة إيجاد خدمة طبية للتجمعات السكانية الجديدة، مثل عيادات نقالة، وأدوية، وفرق طبية تطوعية، لزيارة النازحين الجدد، وتنبيههم إلى ضرورة حماية أنفسهم، لأن الوقاية خير من العلاج”.

مضيفاً: “فحركة النزوح عقب الزلزال تشكّل خطرًا كبيرًا على أصحاب الأمراض المزمنة، الذين يهملون متابعة علاج السكري، أو ارتفاع الضغط الشرياني، و(كوفيد- 19)”.

النظام الصحي “غير قادر على الاستجابة”

قال رئيس منظمة الصحة العالمية: “إن الناجين من الزلزال يواجهون ظروفًا صعبة، فأغلبهم دون مأوى مناسب، أو طعام، أو تدفئة، أو مياه نظيفة، أو رعاية طبية”.

وأضاف: “إن النظام الصحي في سوريا، غير قادر على الاستجابة بعد أن أضعفه الصراع، والتدهور الاقتصادي، في اكثر من قرن، بالإضافة إلى تفشي “الكوليرا والحصبة، وجائحة كورونا (كوفيد- 19)”.

ونوه إلى، أن الزلزال هو تذكير آخر بأحد الدروس الرئيسية للوباء.

وذكر التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن القطاع الصحي يعاني أزمة، ونسبة كبيرة من المراكز إما خارج الخدمة، وإما متوقفة جزئيًا.

وحسب التقرير، فإن البنية التحتية للخدمات الصحية الأساسية مثل، المستشفيات، ومراكز الصحة، تتطلب إعادة صيانة وتأهيل.

وخلال عام 2022، وصل عدد المستشفيات إلى 113 في عموم سوريا، 26% منها تعمل بشكل جزئي، و27% منها خارج الخدمة، ومن بين 1789 مركزًا صحيًا، تعمل نسبة 21% جزئيًا، و32% خارج الخدمة تمامًا.

وأوضح التقرير، أنه لا يمكن معالجة هذه الفجوات، إلا من خلال الاستثمار الطويل الأجل.