جامعة روج آفا: صرحٌ تعليميٌّ باختصاصات علمية وأدبية مختلفة ومتطورة

قامشلو/ علي خضير ـ تعدّ جامعة روج آفا، والتي أُسِّست عام2016 في قامشلو، إحدى مكتسبات ثورة روج آفا، والتي أصبحت طريقاً للطَّلبة بعد أن حُرموا التعليم في الجامعات السوريَّة، بسبب الحرب والنزاعات التي تمر به سوريا، والساعية في تطوير مجالاتها كافةً، وتوسيع علاقاتها مع الجامعات الدولية للاعتراف بها.

في ظل الأوضاع، والظروف الصعبة، التي تمر بها سوريا بشكل عام، وشمال وشرق سوريا بشكل خاص، شهدت جامعة روج آفا، تطوُّراً ملحوظاً، في إقبال الطلبة إليها بأعدادٍ هائلة، وإنشاء علاقات واسعة مع الجامعات الدوليّة.

توسيع العلاقات

ففي السنوات الأخيرة، أصبح هناك تواصل بين جامعة روج آفا، وبعض الجامعات الدولية، والتي رفعت من المستوى التعليمي، وأدت إلى زيادة عدد الأفرع العلمية فيها، وتطويرها.

 وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي”، الرئيسة المشتركة لجامعة روج آفا “شيندا داوود“، والتي حدثتنا: “لاحظنا منذ بداية تأسيس الجامعة، ولغاية هذا اليوم، ارتفاعاً وتقدماً ملحوظاً بالمستوى التعليمي، وإقبالاً هائلاً من قبل الطّلاب، لذا نسعى جاهدين إلى تطويرها، والسعي إلى مناهج تليق بالطلّبة المنتسبين إليها، سواء من شمال شرق سوريا، أو من أي بلد آخر”.

ومن حيث توسيع العلاقات مع الجامعات الأخرى، قالت شيندا: “نحاول أن نبني، ونوسع علاقاتنا مع الجامعات كافة بشكل مستمر، سواء داخل الشرق الأوسط، أو خارجه، حيث يوجد لدينا اتصالات مع عدد من الجامعات الخارجية، فقد وقَّعنا بروتوكولاً مع جامعة “أندنير” الألمانية منذ فترة وجيزة، وقبلها مع جامعة “كوناكيتيك” الأمريكية، وأيضاً مع الجامعة اللبنانية الفرنسية، وكان مضمون البروتوكولات جميعها، يهدف لبناء جسور (تعاونية ـ علمية)، بين جامعة روج آفا، والجامعات الأخرى، للاستفادة من تجارب الآخرين في مجال العلوم والآداب المختلفة”.

وفيما يخص المعلومات، التي تقدمها الجامعة لطلابها، أوضحت شيندا: “سوف نشارك بالبعثات العلمية، والمنتديات، وأسواق العمل المشتركة في الدِّراسات العليا، ونقوم بتأليف مقالات علمية مشتركة أيضاً، وسنحاول بشكل دائم بناء، وتقوية المبادرات الساعية إلى التطوير بالمعرفة، من أجل تطوير المستوى العلمي لطلابنا بشكل أوسع، وتزويدهم بفكر علمي متفتِّح، وفعَّال نحو مستقبل نموذجي أفضل”.

وجوب الاعتراف الدُّولي بالجامعة

وفيما يتعلق بضرورة الاعتراف الدولي بالجامعة، أوضحت شيندا: “لم نناقش موضوع الاعتراف بجامعتنا بشكل مباشر، ولم تتم أيَّة حوارات مع الجامعات الدولية للاعتراف بها، ولكن من خلال العلاقات التي نبنيها مع تلك الجامعات، وتعاملنا معها، لتبادل الأفكار والمعلومات، سوف تحظى جامعة “روج آفا”، بالاعتراف الدولي لها”. وأضافت: “فهناك من ليس لديهم معرفة، ولا حتى فكرة عن جامعة روج آفا، وهذا شيء طبيعي، لأنَّها لازالت في سنواتها الأولى، فهي مؤسسة تأسيسيَّة، فمعظم الجامعات الموجودة حالياً، والمعترف بها دولياً، قد أُسست منذ أعوام بعيدة، وأصبح لديها الكثير من سنوات العمل الأكاديمي، وهذا يحتاج منا بذل مجهود لسنوات طويلة، لنصل إلى ما وصلت إليه تلك الجامعات على مستوى العالم”.

وزادت شيندا: “وبالرّغم من صغر عمر الجامعة، إلا إننا لاحظنا إقبالاً جيداً، وسواعد تساعدنا في تقدُّم مستواها، فحلم الاعتراف بها، ليس ببعيد، لكن يحتاج إلى القليل من الصَّبر والجهد، لذا فنحن نسير نحو تحقيق هذا الهدف”.

الأقسام والتخصصات

واستكملت شيندا: “تضم الجامعة ما يقرب من3000 طالب وطالبة، في فروعها كافةً، وهناك ما يقرب من 750 طالباً متخرجاً من الجامعة منذ عام 2018 إلى 2022عام، وفيما يتعلق  بالأقسام، والاختصاصات الموجودة فيها هي: (كلية الطب، كلية الهندسة، “كهندسة البترول والبتروكيمياء والهندسة الزراعية”، كلية هندسة العمارة البيئية، كلية العلوم الطبيعية والتكنولوجيا: وتنقسم إلى “هندسة الميكاترونيك والاتصالات”، كلية الرياضيات، وعلم الأحياء، والفيزياء، والكيمياء، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، قسم جيولوجيا، وقسم اللغة العربية والكردية، والترجمة من الإنكليزي للكردي، كلية الفنون الجميلة، كلية الحقوق)”.

وأضافت: “وأما المعاهد، فهناك العديد منها، (المعهد العالي للإعلام، والمعهد العالي الإداري والمالي، المعهد المدني)”.

وفيما يخص الكادر التّدريسي، قالت شيندا: “يوجد فيها كادر تدريسي، ذو خبرات، ومستوى علمي جيد، فهم ليسوا من حاملي شهادة الدكتوراه أو البروفيسورات مثلاً، لذلك نسعى لرفع المستوى العلمي، للمجازين في الجامعة، من خلال فتح أقسام متنوعة للدراسات العليا، فعلى سبيل المثال، يوجد لدينا قسمان للدِّراسات العليا، وهما التّكنولوجيا الحديثة، مثل: (بتروكيمياء، والزراعة، والبيئة التكنولوجية، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والفيزيولوجيا)، وقسم للعلوم الاجتماعية مثل: (علم الاجتماع، والتاريخ، واللغات القديمة، والآثار)، حيث فُتحت هذه الأقسام خلال الثلاث سّنوات الأخيرة”.

واختتمت الرئيسة المشتركة لجامعة روج آفا “شيندا داوود”: “من أهم الخطوات، التي نركز عليها حالياً، هي التواصل الخارجي مع الجامعات، والتبادل الثقافي، وضرورة الاعتراف الدولي بجامعة “روج آفا”، ورفع مستوى التعليم العالي، من ماجستير، ودكتوراه لجميع الأقسام، حيث أنَّ أغلب طّلبة الدراسات العليا، من الكادر التدريسي للجامعة، وآملين في زيادة عدد أفرعها، للتطوير، والسير نحو مستقبلٍ زاهر”.