هيئة الصحة تحذِر من تدهور الوضع الصحي وتناشد بفتح المعابر 

الشهباء/ فريدة عمرـ

حذَرت هيئة الصحة في إقليم عفرين، مع توافد الآلاف من الأسر المتضررة، من نفاذ الأدوية، وتدهور الوضع الصحي في حال استمرار الحصار الحكومي، فيما ناشدت بفتح المعابر الإنسانية لإيصال المساعدات.

تواصل حكومة دمشق فرض حصارها الخانق على مقاطعة الشهباء، وحيي الشيخ مقصود منذ أعوام، وتمنع منذ شهر آب من العام المنصرم، دخول المواد والمستلزمات الهامة إليها، وفي حال السماح بإدخالها يكون بعد فرض إتاوات ومبالغ مالية كبيرة، والذي زاد من معاناة الإدارة في تلبية احتياجات المنطقة، بالإضافة إلى تأثيرها على عدة أعمال خدمية منها “عمل البلديات، والأفران والمدارس والقطاع الصحي، ومعاناة الأهالي، والمهجرين في المخيمات أضعافاً مضاعفة”.

التسيس بالملفات الإنسانية

حيث تستمر سياسة الحصار، والتسيس بالملفات الإنسانية، على الرغم من الوضع المزري، والكارثة، التي حلَت بعدة مناطق في سوريا، ومنها أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، نتيجة الزلزال المدمِر، ونزوح أكثر من خمسة آلاف أسرة صوب مقاطعة الشهباء، وسط هجمات الاحتلال التركي، والتي تهدد حياة الآلاف بشكل يومي للخطر، فكل ذلك يزيد من المعاناة وخاصة فيما يتعلق بالصحة العامة.

وفي ضوء ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، عضوة منسقية هيئة الصحة لإقليم عفرين “بيريفان حسين“، حيث أشارت في بداية حديثها، إلى نصيب مهجري عفرين من الزلزال: “في البداية نترحم على أرواح ممن فقد حياته إثر الزلزال المدمر، ونتمنى الشفاء للجرحى، والصبر للمتضررين، إنها فاجعة حلَت على الجميع، وتسببت بالعديد من الأضرار، بما لاشك فيه، كان لمهجري عفرين نصيب فيها مرةً أخرى، فقد أصيب 50 شخصاً، وفقد ستة لحياتهم في الشيخ مقصود خلال الزلزال، بالإضافة إلى خمسة مصابين في الشهباء، وتضررت العشرات من المباني والمنازل، وبقاء الآلاف من الأسر بدون مأوى، حيث إنَ الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والشهباء، وانطلاقاً من واجبها الإنساني والأخلاقي، استقبلت الآلاف من الأسر المتضررة في مقاطعة الشهباء والمخيمات”.

الحصار كارثة من نوع آخر 

فيما أشارت بيريفان إلى سياسة الحصار المطبقة في المنطقة، والذي يفتح المجال أمام عدة كوارث إنسانية: “ونحن بدورنا كهيئة الصحة، ورغم الإمكانات البسيطة، وجَهنا كل طاقتنا، وأولويات عملنا لمساعدة الأسر المتضررة، وتلبية احتياجاتهم، إلاَ أن مقاطعة الشهباء محاصرة من حكومة دمشق، والتي تمنع دخول المواد والمساعدات الإنسانية إليها، ففي حال الاستمرار بالحصار، سنواجه كارثة إنسانية أخرى، من خلال نقص المواد الطبية والمستلزمات، إضافةً إلى حليب الأطفال، فالعديد من الأمراض، التي تظهر، وخاصةً لدى الأطفال، هي “نزلات البرد والالتهابات والربو”، فالنقاط الطبية تفتقر للأدوية الهامة كالمسكنات، ومضادات الالتهاب، وأدوية الأمراض المزمنة كأمراض الكلى، والقلب”.

وجوب إيصال المساعدات الإنسانية

فيما ناشدت، عضوة منسقية هيئة الصحة لإقليم عفرين، بيريفان حسين، في ختام حديثها، الجهات المعنية للقيام بواجبها، والنظر للحالة الإنسانية، التي تتعرض لها الآلاف من الأسر المتضررة: “تعاني المقاطعة من الحصار الحكومي من جهة، والقصف التركي اليومي من جهة أخرى، فقبل عدة أيام، فقد نازحٌ من حلب حياته، نتيجة استهداف المحتل التركي ومرتزقته لناحية تل رفعت، وأصيب مواطن آخر بجروح، فالمنطقة أمام كوارث إنسانية تنذر بحياة الآلاف للخطر، في حال صمت الجهات المعنية وتغافلها عما يحدث، فبالرغم من المحاولات العديدة، التي تقوم بها الإدارة الذاتية، لتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة، ومناشدات وتظاهرات الأهالي على الحواجز، إلا أنها واجهت الرفض عدة مرات من قبل حكومة دمشق، لذلك يجب على المنظمات الإنسانية والمعنية، حماية حقوق الإنسان، وعدم السماح بالتلاعب بمصير وحياة الآلاف من الأطفال والأبرياء، فالصمت والاختباء وراء عباءة المجرم، حماية وإشراك في الجريمة، ومشاركةٌ في الموت البطيء لحياة الآلاف”.

ويشار إلى أنَ، أكثر من خمسة آلاف أسرة متضررة، توافدت إلى مقاطعة الشهباء، والمخيمات الخمسة، وقد تفتقر المقاطعة إلى مواد، ومستلزمات هامة نتيجة الحصار الحكومي، وأبرزها حليب الأطفال، وأدوية هامة وضرورية، “كالمسكنات، ومضادات الالتهاب، وأدوية الأمراض المزمنة”.