سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الملاعب الرياضية ملاذ آمن للسوريين في ظل كارثة الزلزال

روناهي/ قامشلو ـ

السادس من شهر شباط الجاري، تاريخ لن ينساه الشعوب في سوريا وتركيا، عقب الزلزال المدمر الذي ارتقى على أثره الآلاف من المواطنين، وأصبحت الملاعب الرياضية والصالات ملاذاً آمناً لكل من خرج من منزله وبقي دون مأوى.
في إقليم الجزيرة على الفور تم نصب عدة خيم في ملعب شهداء الثاني عشر من آذار في قامشلو، مع تواجد دائم لطواقم الهلال الأحمر الكردي، وفي الرقة نصب في الملعب البلدي أيضاً، طبعاً بعد أيام تم إزالة هذه الخيم وجاري حالياً وضع خيم لاستقبال تبرعات للمواطنين، أما في مناطق حكومة دمشق فقد كانت على الشاكلة نفسها، حيث أصبحت الملاعب ملاذاً آمناً لكل من تدمر منزله أو يخشى من المكوث فيه.
كما كانت هناك مبادرات من أصحاب الملاعب الخاصة المغطاة في إقليم الجزيرة بفتحها أمام المواطنين في حال تطلب الأمر لاستقبال المواطنين فيها، ولكن هذه الملاعب أيضاً تعتبر مكاناً غير آمن بشكلٍ كبير في حال حصل زلزال قوي، وذلك بسبب وجود أسقف لهذه الصالات ومنها سقطت جراء العواصف الثلجية التي ضربت المنطقة في السنوات الماضية، أما الملاعب المعشبة لكرة القدم فهي مفتوحة وكبيرة، وتعتبر أفضل حالاً من الصالات الرياضية والملاعب المغطاة.
وفي كامل مدن شمال وشرق سوريا ليست هناك ملاعب مفتوحة كبيرة بالعدد المطلوب فهي لا تتجاوز أصابع اليد، فهناك ملعبين في قامشلو وهما: “الشهيد هيثم كجو وشهداء الثاني عشر من آذار” وفي كوباني والرقة ومناطق أخرى هناك ملاعب معشبة بحجم أصغر من حجم الملاعب الرسمية الكبيرة وهي بدون أسقف، بالإضافة للملعب البلدي في الرقة والبلدي المعشب في منبج، هذه كلها ملاعب جيدة لتكون ملاذاً آمناً للمواطنين، في شمال وشرق سوريا.
ولكن علينا أن نأخذ العبرة فيما حصل، فهناك تقاعس كبير من قبل حكومة دمشق والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بخصوص بناء ملاعب معشبة كبيرة ومفتوحة، ومجهزة بمرافق عامة، لأنها أصبحت مكاناً آمناً في أوقات الشدة، ويتطلب وضع خطط حقيقية وفورية لبناء ملاعب أخرى في المدن كافة، فقد نحتاجها لا سمح الله في المستقبل.
جدير ذكره بأنه في السادس من شهر شباط الجاري ضرب زلزال مدمر العديد من المدن في كل من سوريا وتركيا، وشعر بها عدة دول أخرى وفقد على أثرها الآلاف من المواطنين من البلدين لحياتهم، وتشرد عشرات الآلاف من منازلهم، وفي سوريا وبحسب الأمم المتحدة أصبح أكثر من خمسة ملايين نسمة بدون مأوى.