سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ممدوح عدوان… أنت بيننا في ذكرى رحيلك

أحمد ديبو_

“نحن خسرنا من حياتنا وأنفسنا إلى درجة أننا لم نعد نكترث للشعر أو للموسيقا
في23/11/ 1941 ولِد ممدوح عدوان في بلدة “دير ماما” قضاء مصياف، وفي عام 9/12/2004 كانت وفاته، تاركاً لنا قرابة الخمسين كتاباً في الشعر، والمسرح، والدراما، والترجمات الهامة، والكتب الإشكالية، والمقالات.
من حُسن حظي أنني التقيته مرتين: كانت الأولى، في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كان أستاذاً فيه، أهديته ديواني “الماء البارد” الصادر حديثاً عن دار “النهار” اللبنانية، وكذلك عرضت عليه نصاً مسرحياً كنت قد كتبته، كي يُبدي رأيه الأكاديمي فيه، وما أن احتسينا القهوة حتى طلب مني مرافقته، خرجنا دون أن أستفسر منه عن الوجهة.
خرجنا من المعهد ليسبقني متجهاً صوب سيارة “فولغسفاغن” حمراء قديمة، موديل الخمسينات.. فتح بابها ضاحكاً وقال: اصعد إلى تحفتي؟!!.
وقتها ذهبنا إلى ساحة المرجة، حيث كان يريد شراء براد جديد له.
في الطريق، تبادلنا النكات وبعض التعليقات على تحفته التي كانت تقفز بنا.. رمى بكل الحواجز بيننا، وكان يمازحني كأنه يعرفني من زمنٍ بعيد.
المرة الثانية التي التقيته بها، كانت أيضاً في “كافيتريا المعهد”، وقتها قال لي رأيه بنصي المسرحي محاولاً انتقاء كلماته، لكنه كان رأياً واضحاً وصريحاً، عرفت بعدها أنني لستُ مسرحياً… أما رأيه بديواني فقد أشاد به وأبدى إعجابه الشديد بشخصية الشعر، وبتلك الحساسية الأنثوية للقصائد.
أذكر أنني سألته في تلك الجلسة عن سرِّ غياب المرأة في أشعاره؟، فضحك وقال: أنا ابن الشارع، أنا ابن الحياة اليومية المغبرّة، المحطمة، التي وقعت عليها كل هزائم الدكتاتوريات… والناس تريد منا أن نكتب عن همومها، واستطرد قائلاً: شو رأيك أنو إلي ديوان سيصدر حديثاً عنوانه “وهذا أنا أيضاً” أذكر فيه المرأة وأقول فيه:
“في فمي دمُ أمي
ولن يصبحَ الدمُ ماء”.
فقلت له مازحاً: ولكن هذا عن أمك، ضحك قائلاً: يعني أمي ليست امرأة!.
وعن أزمة الشعر، وما وصل إليه الحال من تراجع الناس عنه؟، قال:
كم نحن نخسر وخسرنا من حياتنا، وأنفسنا إلى درجة أننا لم نعد نهتم بالشعر!!. وباغتّه مستنكراً كيف أنه أفنى حياته وهو يكتب عن هزيمة حزيران عام 1967، ألم تشبع من نكئ الجراح؟!.
 تنهد وقال بألم: لأنها قصمت ظهورنا، وأطلقت الصرخات تلو الصرخات، الكارثة، أنها أضحت صدمة متكرّرة، فبعدها لم نعِش إلا الهزائم وراء هزائم، سأبقى أكتب عنها لأن حيلتنا هنا، وليست هناك، ضارباً بكفه على الطاولة من شدة انفعاله.
بعد هذا اللقاء بعام، أي في العام “2003” صدر له كتابه الشهير “حيونة الإنسان”، الذي أثار ضجة وأقبل عليه الناس لقراءته، والحقيقة أنه كتاب صادم، ففيه يقول ممدوح: “نحن لا نتعوّد يا أبي إلا إذا مات فينا شيء. فعندما تسكن في مكان فيه رائحة تزعجك في البداية، ثم لا تلبث أن تتعوّد عليها، ويخف تدريجياً انزعاجك منها، بل يكاد ينتهي، تأكد أن شعيرات التحسس في أنفك التي كانت تنبه دماغك لكره الرائحة قد ماتت”.
ويأتي في مكان آخر من الكتاب، كيف أن الإنسان بسبب الممارسات القمعية بحقه والتي تؤدي إلى موت الكثير من القيم الإنسانية والأخلاقية لديه، حتى يتعوّد على كل ما يجري حوله دون أن تؤثر فيه، وقتها علينا أن نعلم، كم فقد هذا الإنسان من كرامته، وتضامنه الإنساني، وإحساسه بكرامته حتى صار متعوداً على الإذلال الذي يحيط به وبغيره، وحتى صار يقبل هذا العنف اللا إنساني الممارس عليه وعلى غيره.
هذا هو مضمون كتاب “حيونة الإنسان” الذي غيّر كل إنسان قرأه.
وإذا كان شعره لا يعنيني كثيراً، فهذا لا يعني أنه كان مسرحياً موهوباً، وكان كاتباً درامياً من الطراز الأوّل، وكذلك هو صحافياً لا يُشق له غبار.
وأخيراً لا بد لي أن أقول عن ممدوح عدوان، ومن خلاله لكل مبدع ما يلي: إن الكتاب والشعراء وكل مبدع في هذا العالم، أقول كلّما غاب واحدٌ منهم، سقطت شجرة من غابة قلبي، كلّما استيقظ شاعرٌ، كلّما كتب واحد منهم قصيدة، أو مسرحية، أو كتاب فكري، ارتفعت شجرة دفينة في غابة قلبي.
موتاً أموت، موتاً أحيا، كلّما مات أديب، وكلّما استفاق، فلا أعمق، ولا أكثف، ولا أضنى، ولا ألذّ من قلبٍ يصبح هو الغابة، كلّما فاز قلبي بشجرةٍ. كلهم في الغابة، كلّهم في قلبي، من امرئ القيس، إلى إليوت، ومن دانتي إلى شكسبير، إلى ريلكه إلى آنا أخماتوفا، إلى فرناندو بيسو وأحمد الخاني، إلى هيدغر إلى أنسي الحاج، ومحمد الماغوط وسليم بركات ومحمود درويش… عندما أقول غابة، فإني أعني ما أقول.
لكن ليس أي غابة، بل تلك التي لا ابتداء لها ولا انتهاء. يحضر الموتى الشعراء، جميعهم بلا استثناء، وكلٌّ في موضعه ومرتبته، فلا يضيعُ واحدٌ منهم، ولا ييبس غصن من أشجار قصائدهم أو إبداعاتهم، قلبي يحضن أشعارهم، ورواياتهم، ومسرحياتهم، وقصصهم، وأفكارهم، ثم أقول للشعراء والكتّاب الأحياء، هم أيضاً الغابة، فما أجمل أعمارهم، وأشعارهم في قلبي، أحبهم كثيراً لكي يُعمروا كثيراً، فلا يهرموا كي تبقى إبداعاتهم في منأى من الجفاف، من القحط، والذل، والإرهاب، وغدر الزمان.
الأرغفة لهم، والزيت والزيتون، والزعتر البريّ، وما احتاجوا إليه من حبر وكلمات.
أُسميهم شعراء من باب تسمية الكل بالجزء، وأقول للناس وللسلطات الغاشمة مُحذراً: أي عالم يكون العالم إذا خلا من الشعر، من الشعراء والأدباء…. وأيّ حياة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle