سُجن ظلماً، من قبل سلطات دولة الاحتلال التركي، بعد إجباره على التوقيع على مستندات لا يعرف ما المكتوب فيها، وحكمت عليه بالسجن المؤبد؛ ليبعث سليمان شيخو، بعد 18 عاماً، رسالة من سجنه إلى أسرته يخبرها فيها، أنه “مسجون ظلماً”.
سليمان شيخو شاب كردي من قرية “دونغر صغير” على بعد 14 كم جنوب مدينة كوباني، عاش طفولته في القرية حتى بلغ 17 عاماً من عمره، ثم قصد مدينة السويداء أقصى جنوب سوريا؛ للعمل هناك لأشهر قليلة، ثم انقطعت أخباره، ليظهر بعد ذلك في باكور (شمال كردستان) وهو يعمل في حفر الآبار الارتوازية.
وعندما بلغ سليمان 20 عاماً، وأثناء بحثه عن عمل في إحدى قرى ولاية سرت في باكور عام 2004؛ اعتُقل على متن دراجة نارية؛ واقتيد إلى أحد السجون في الولاية باسم محمد أحمد.
ولا يزال سليمان معتقلاً في سجون الدولة التركية، منذ ذلك الوقت، أي منذ 18 عاماً، بتهمة القيام بأعمال عنف ضد الدولة التركية.
قبل أيام، نشرت وكالة ميزوبوتاميا النشطة في باكور؛ رسالة من سليمان شيخو تحدث فيها عن عدم استماع أحد للحقيقة التي يحملها هو؛ بينما تستمر الدولة التركية باعتقاله ظلماً.
يقول سليمان في رسالته “زعموا أنني محمد أحمد، وحكموا عليّ بالسجن المؤبد، أنا سليمان شيخو وسُجنت 18 عاماً، باسم شخص آخر، ولأنني لا أعرف اللغة التركية، وقّعت مجبراً على جميع المستندات الموضوعة أمامي في مركز الشرطة، وحُكم عليّ بالسجن المؤبد باسم محمد أحمد”.
مضيفاً “خلال هذه الأعوام الـ 18، تنقّلت بين ست سجون مختلفة، لقد عشت مأساة، تعلمت القراءة والكتابة باللغة التركية كي أتمكن من شرح ما حدث لي، خلال ذلك، حاولت أن أشرح مشكلتي عدة مرات لوزارة العدل ومؤسسات أخرى، لقد أرسلت رسائل إلى المحكمة والنيابة والمؤسسات الأخرى، لكن دون جدوى، لا أحد يستمع إلى ألمي.
وفي عام 2020 تقدّمت بطلب إلى فرع جمعية حقوق الإنسان (IHD) في أزمير، ثم تقدمت IHD بطلب إلى مكتب المدعي العام في سيرت، وطلبت التحقيق فيما ذكرته في طلبي، لكن مكتب المدعي العام قرر أنه ليس هناك داعٍ لمتابعة القضية، دون تحقيق، ودون النظر إلى أقوالي في المحكمة، وإلى الوثائق الرسمية التي تكشف أنني لست محمد أحمد”.
والوكالة قصدت قرية دونغز صغير، والتقت أسرة سليمان شيخو في منزله، والتي قالت: إن الوثائق والصور كلها، تثبت أن ابنها ليس محمد أحمد؛ وإنها حاولت مراراً وتكراراً، عبر زيارات متكررة إلى تركيا، توضيح الحقيقة للسلطات التركية، إلا أن الأخيرة رفضت أقوالها كلها.
يشير والد سليمان، إسماعيل شيخو، إلى أن ابنه لم يُعتقل وهو حامل للسلاح أو ممارس لأي عنف، إنما اعتُقل وهو في طريقه للبحث عن عمل، مبيّناً “أنه يتعرض لمعاملة قاسية في سجون الدولة التركية؛ حتى أن مصاريفه في السجن نرسلها نحن له من هنا، وبات ذلك يشكل عبئاً كبيراً علينا”.
وحسب الأسرة، فقد كان لقاؤها الأخير مع سليمان شيخو عام 2010، وبعد ذلك رفضت السلطات التركية أي لقاء لها به، بذريعة أن اسم الأسرة واسم المعتقل غير متشابهين.
سليمان شيخو من مواليد 1984، من قرية دونغز في مقاطعة كوباني، وهو الأخ الأكبر لتسعة شباب، وثلاث بنات، ولم يلتقِ بأسرته سوى نصف ساعة، منذ 23 عاماً.
