قامشلو/ دعاء يوسف-
أكدت الناطقة الرسمية باسم مؤتمر ستار شها خليل: أن التظاهرات الشعبية، التي تعم مدن إيران، منذ السادس عشر من أيلول المنصرم، لم تعد مجرد احتجاجات على قانون إلزامية الحجاب، بل أصبحت ثورة عارمة ضد الظلم، كونها كسرت أهم ما يمكن لنظام دكتاتوري أن يستند إليه، وحطمت حاجز الخوف.
ثورة انطلقت من خصلات شعر امرأة لتجوب العالم، واستمرت لأكثر من شهرين ضد العنف المطبق على النساء، فصرخت كل امرأة، وفتاة، من أجل تحقيق الحرية والتمرد على النظام الظالم لها.
تحت شعار ” Jin ,Jiyan, Azadî المرأة، الحياة، الحرية” وقفت نساء إيران وروجهلات كردستان، ضد العنف والظلم الممارسين ضد المرأة، وضد العقلية المهيمنة المتسترة خلف الدين لتطبق حكمها، وقبضتها حول عنق المرأة الغض النحيل، محولة شعار” Jin ,Jiyan, Azadî المرأة، الحياة، الحرية” مثالاً للظلم الممارس ضد النساء في العالم، حيث عمت الاحتجاجات مناطق إيران وروجهلات كردستان، التي طالبت بإسقاط النظام ونهاية العنف، بعد مقتل الشابة جينا أميني.
إن هذه الثورة قد زعزعت النظام وأركانه، وكسرت حاجز الخوف، وضربت هيبة المؤسستين الدينية والأمنية، وقد فتحت ثغرة في جدار سميك، لكنه لا يزال صامداً. إنه جدار السلطة القائمة على تحالف المؤسستين الدينية والأمنية، لكن هذا النظام قد يكون في طور الانكسار على المستوى الثقافي، أمام ثورة شبابية تتجسد بتصدر المرأة الصراع مع نظام ولاية الفقيه، الذي يتحول شيئاً فشيئاً إلى ديكتاتورية عسكرية مع تراجع نفوذ المؤسسة الدينية، التي يقودها رجال الدين، تحوم حولهم شبهات الفساد.
حبس المرأة باسم الإسلام
وحول ثورة المرأة في روجهلات كردستان وإيران، ونضالها الذي امتد إلى أنحاء العالم، التقت صحيفتنا “روناهي” الناطقة الرسمية باسم مؤتمر ستار في قامشلو شها خليل، والتي حدثتنا عن انتفاضة المرأة، وقوتها.
وأوضحت شها في بداية حديثها: “أن النظام الإيراني متخلف تجاه المرأة”، وتابعت بالقول: “إن النظام الإيراني يمارس القهر، والعنف، والألم، والتعذيب على المرأة باسم الإسلام، معللاً ذلك بأعذار واهنة، كما تم وضع قوانين صارمة لتقييد دور المرأة، وحرمانها من حقوقها”.
وقالت شها، إنه رغم تعذيب الإيرانيات، ظل العالم كله صامتاً، ولم تُحرك المرأة ساكناً منذ قرون، كونها رضيت بالأمر الواقع، وعن انتفاضتها اليوم علقت شها: “لم تكن تملك الإرادة والقوة، ولكن اليوم بعد الثورة، التي قامت بها المرأة الكردية وتمردها على العنف المطبق ضدها، استمدت النساء الشجاعة والقوة منها، وما نشهده في إيران هو امتداد لثورتنا، والقمع الذي تتعرض له المرأة في هذه الأوقات محاولة واهنة لقتل شغفها بالحرية”.
“لن تهزم ثورة تقودها المرأة”
وبينت شها أن العالم لم يحرك ساكناً في هذه الانتفاضة العالمية خوفاً من قوة وارادة المرأة: “هم على يقين أن المرأة ستغير الكثير، وتكسر الأقفاص، التي وضعوها من أجلها، وهذا الخوف يتربص بهم؛ لذلك لن يقف مع المرأة سوى ذاتها، ومن هذا المنطلق عليها أن توحد صفوفها، وتحقق انتصارها بنفسها”.
وعن ازدياد الهجمات والعنف المطبق على النساء في هذا الوقت، بينت شها أنها سياسة قمعية تحاول من خلالها القوة الرأسمالية حصر الثورة والقضاء عليها.
شها أضافت، أن اتحاد المرأة في هذه المرحلة سيخلق انتصاراً على الأنظمة الظالمة للمرأة في أنحاء العالم: “لن تهزم ثورة تقودها المرأة”.
وتابعت حديثها عن ثورة روج آفا، مبينة أنها كانت نتاجًا لحركة نساء الحرية، وأضافت: “تكاتفت النساء، فمع وحدة نساء الغرب والشرق وقوتهن العظيمة، نهضت ثورة الشارع للمطالبة بالحرية، ولهذا فإن نضال المرأة في كردستان، هو نتاج الثورة الكردية، فقد أثبتت المرأة نفسها، وعبرت عن قوتها تحت شعار (المرأة، الحياة، الحرية)”.
