سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ظلّك الطويل لا يزال بيننا

أحمد ديبو_

منذ أسبوع وقعت عيناي بالمصادفة على نص قديم وشبه مجهول لسمير قصير، نُشر في العام 1995في كتاب جماعي، أصدرته دورية “ميديتيراتيه” (البحر المتوسط) تحت عنوان “أن تكون صحافياً في المتوسط”، قدم فيه عشرين صحافياً من دول المتوسط شهاداتهم عن العمل الصحافي في المنطقة.
نص سمير قصير في الكتاب جذّاب لأكثر من سبب، فهو يُلخص في ثلاث صفحات الكثير من الصحافة اللبنانية خصوصاً، والعربية عموماً، من مثل منافسة الإعلام المرئي وتدني أرقام المبيعات، وانخفاض أعداد القرّاء، بالإضافة إلى قوانين النشر المجحفة وممارسة الرقابة بنوعيها الرسمي والذاتي.
يتحدّث سمير قصير عن “المسكوت عنه”، والذي يضطر معظم الصحافيين في تلك الفترة 1995 إلى عدم التطرّق إليه، ويوجزه في ثلاثة محاذير، هي الهيمنة السورية والمافيات داخل أروقة الحكم وسلطة المال التي تشتري وتبيع داخل صفوف السياسيين والصحافيين، ويشير قصير في السياق ذاته إلى الكتابة المشفّرة، التي يلجأ إليها بعض الصحافيين لقول ما يريدون قوله من دون أخذ مجازفة كبيرة، ويتأسف لذلك لأن هذا من شأنه أن يقضي على حب الفضول والمجازفة لديهم.
لكن أهم ما ينطوي عليه هذا النص، بحسب رأيي، يتمثّل في كونه من المرّات القليلة التي يكتب فيها سمير قصير عن تجربته الصحافية متكلّماً بضمير “الأنا”، وهو إذ يفعل ذلك فليس في سبيل إطراء الذات، ولكن في سياق مساءَلتها عن جدوى القرار الذي اتخذه بالعودة إلى لبنان، بعد نهاية الحرب، ومزاولة مهنة الصحافة فيه.
هذه المهنة التي ابتدأها وله من العمر (18) عاماً، واغتيل مُتلبساً بممارستها حتى الموت. يقول سمير قصير: “إن أحد الأسباب التي دفعته إلى العودة هو حاجته إلى محفّز للاستمرار في الكتابة، وهو السبب الذي يأمل أن يجده من خلال قربه من قرَّائه، وقدرته على التفاعل المباشر معهم؛ الأمر الذي لطالما افتقده في فرنسا، لكن سمير قصير لا يلبث أن يعلن في النص نفسه عن خيبة أمله، ليس فقط لغياب تفاعل القارئ معه في ذلك الزمن، ولكن لعدم قدرته على الاستبطان الكامل لشيفرة الكتابة الصحافية المرمّزة التي كانت سائدة في الوسط الصحافي اللبناني.
ويروي كيف كان يحاول أن يستدعي التاريخ ليقول “المسكوت عنه”؟، وكيف كان يكتشف في كل مرّة أنّه يستطيع أن يذهب أبعد فأبعد وصولاً إلى سقف، لم يكن من الممكن له وقتذاك تجاوزه، وهو النقد الشخصي للرئيس الأسد؟
في لحظة من لحظات النقد الذاتي الحميمية، يتكلّم سمير قصير كيف كان في كلّ مرّة ينتهي من كتابة مقال جريء ينبهر لبرهة، بشجاعته الشخصية، ومن ثم لا يلبث أن يتمالك نفسه ويتنبه إلى ما تحمله هذه الشجاعة من عبثية، كونه أتقن كما الآخرين كيفية استخدام هذه الشيفرة لقول “المسكوت عنه”، وأن ثمن هذا الإتقان هو أنه يؤدي بصاحبه إلى عدم إتقان وعي ومزاج الشأن العام الذي هو علّة وجود الصحافي.
الحقيقة هي أن سمير قصير، في العمق فشل حتى النهاية في إتقان آلية استخدام هذه الشيفرة، كونه ظل لصيقاً بالشأن العام، وقضى في النهاية في سبيله.

اللقاء المتجدّد
كنتُ أعتقد حتى وقت قريب أن سمير قصير سيظل يخاطبنا ويشاكسنا بين الفينة والأخرى، نحن الذين نشبهه رفاق درب الحرية الصعبة، من خلال كتاباته التي لا تنفكّ نسترجعها، ونستمتع بحرارة اللقاء معها، ومن خلالها، معك أنت يا سمير، في رحلة غيابك الذي أتقنته جيداً، لم أتصوّر مطلقاً أنك في ذهابك الطويل والبعيد، لسوف تُطلُ علينا في كل معركة من معاركك الصحافية التي لا تلائم غيرك، والتي ينطبق عليها حرفياً كل ما كتبته في النص الذي قرأته وأكتب عنه الآن.
جائزة سمير قصير
اليوم في غيابك ولم تزل أكثر حضوراً، عبر جائزتك: “جائزة سمير قصير لحرية الصحافة”، التي تضم في عضويتها مجموعة من الصحافيين الغربيين والعرب، ارتأت اللجنة المنظمة للجائزة أن تقدّم مجموعة المقالات المغفلة التوقيع، إلى أعضاء لجنة التحكيم، كل على حدة لتقييمها، وإعطاء العلامات المناسبة وفقاً لجدول محدد، على أن يتم في النهاية حساب متوسط العلامات، وإعلان الفائز الذي نال أفضل علامة.
ولقد نال المقال المغربي المغفل التوقيع، والمشغول بحرفية عالية، ويتعلّق باشتغال آلة عبادة الفرد حول الملك، ودور حاشيته والمؤسسات والملك نفسه في صناعة هذه الآلة وتشغيلها.
جاءت النتيجة النهائية وبدون منازع لصالح أحمد بن شمسي، يا له من حضور هو حضورك من خلال فوز هكذا نوع من المقالات، التي تجمع التحليل السوسيولوجي العميق، والجرأة في قول المسكوت عنه وكسر الخطوط الحمر، ومغادرة الشيفرة الصحافية البالية.
لعلّها مسيرتك، ولعله قتلكَ الغادر، أو لعلها جائزتك تدل على أنّه لا يزال هناك مستقبل للصحافة النقدية المكتوبة في العالم العربي، والشرق الأوسط عموماً، وأن قضية الحريات هي في الأساس قضية نضال، وجهد، وتضحية لانتزاع فسحة من الحريّة والعمل على توسيعها.
معركة الصحافي أحمد بن شمسي مع السلطة المغربية، هي معركة سمير قصير بكل ما للكلمة من معنى.
وهذه المعركة إن دلّت على شيء، فعلى أن سمير قصير ليس فقط اسماً وجائزة نستعيدهما في كلّ عام، ولا هو رائد في الصحافة غير المهادنة، قدّم لأجلها حياته ليكون الدرب المضيئة لنا، ولكل صحافي أراد أن يسير في نفس الطريق بل في كونه مدرسة ونهج للصحافة المقروءة، والمرئية ولجميع من أراد أن يحمل صفة صحافي بجدارة الحبر ونزاهة الورق، وإذا كنا اليوم نعيش ذكراه في القلب والعقل، فلأنّه أولاً، وقبل كل شيء، معنىً يعصى على الموت، ولسوف يظل يعود إلينا حيّاً في معارك، من مثل التي يخوضها البارحة واليوم الصحافي المغربي أحمد بن شمسي.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle