مع قدوم شهر أيلول والذي يعد من أفضل الأشهر لصناعة المربيات، تبدأ النساء في عموم المناطق بإعداد المربيات بأنواعها المختلفة، في ناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو رصدت صحيفتنا تحضير النساء للمربى استعداداً لفصل الشتاء، “نزهة قاسو” استقبلتنا وهي تحمل العيدان الخشبية والتي جهزتها مسبقاً لإشعال النار التي ستحضّر عليها المربى حدثتنا بقولها: “أبلغ من العمر ستين عاماً ومنذ صغري تعلمت تحضير المربيات على النيران المشتعلة من العيدان الخشبية، الطهي وتحضير المأكولات على المدفأة اليدوية له نكهة خاصة، لذا لا أعتمد على الغاز المنزلي في صناعة المربى هكذا تعلمت من والدتي بأن نار المدفئة اليدوية مع دخانها المتصاعد يمتزج مع الطعم ليكون له مذاق مميز على خلاف الطعم الذي نحصل عليه إن قمنا بتحضيره على الغاز”.
لا يكتمل بيت المؤونة في المنازل إلا بوجود المربى والذي يعد المحطة الأخيرة في رحلة تجهيز بيت المؤونة وزادت نزهة: “رحلة تجهيز لبيت المؤونة على وشك النهاية، بدأناها بصناعة المخللات والجبن والملوخية وسنختمها بصناعة المكدوس والمربى، ليكون بيت المؤونة على أهبة الاستعداد لقدوم الشتاء، على هذه الثقافة كبرنا وترعرعنا وخاصةً في المناطق الريفية”.
السابق بوست
القادم بوست