سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قفزة الخامس عشر من آب.. صرخة شعب ثورية في وجه الظلم وإحقاق الحرية

جل آغا/ أمل محمد –

أشارت نساء ناحية جل آغا التابعة، لمقاطعة قامشلو، إلى أن قفزة 15 آب كانت بمثابة الشرارة الأولى لشعوب شمال وشرق سوريا؛ لتحقيق الحرية ومواصلة النضال ضد العدو، ومواجهة الخوف الداخلي لبلوغ الغايات المنشودة، مؤكدات أن ثورة روج آفا، هي امتداد لقفزة 15 آب، حيث أن هنالك جوانب كثيرة مشتركة بينهما من حيث روح المقاومة، والقضاء على الفاشية والارهاب.
 

  ميلاد الحرية
 
أطلق حزب العمال الكردستاني قفزة 15 آب عام 1984، والتي جاءت انتقاماً لشهداء سجن آمد (محمد خيري دورموش، مظلوم دوغان، كمال بير، عاكف يلماز) والذين نفذوا عمليات فدائية عديدة ضد الدولة التركية الفاشية عام 1982، فكانت هذه القفزة الشرارة، التي ألهمت الكثيرين في الانتقام ورفع وتيرة النضال، وفي هذا السياق التقت صحيفتنا “روناهي” بنساء من ناحية جل آغا، اللواتي تحدثنَّ بدورهنَّ عن أهمية هذه القفزة، التي كانت الفتيلة الأولى لمعنى المواجهة وعدم الخضوع.
جفين شيخو حدثتنا: “قفزة 15 آب هي بداية عصر جديد لشعوب المنطقة، ثورة روج آفا ولدت من رحم هذه القفزة، ومع بداية انطلاق قفزة 15 آب تخلى الكثيرون عن الاحساس بالخوف، الذي كانوا يختفون وراءه، وخاصةً الشعب الكردي الذي ذاق الأمرين على مر التاريخ، فهي أولى خطوات التحرر من العبودية، التي فرضتها الأنظمة الاستبدادية على شعبنا”.

وأردفت جفين قائلةً: “قفزة آب ليست هامة في المجال العسكري وحمل السلاح فقط، بل يجب أن ننظر إليها من منظور اجتماعي، وثقافي، وحتى سياسي، كانت بمثابة زوبعة إعادة الشعب الكردي إلى رشده، الذي فقده نتيجة ظلم الطغاة له، شعبنا كان بأمس الحاجة لمثل هذه القفزة؛ ليتقدم إلى الأمام، ويتحرر من القيود التي فرضت عليه”.
قفزة الفكر والنهوض من مستنقع الخوف
ومن جهتها بيَّنت نزهة سيف الدين، مدى حاجة الإنسان، الذي تعرض للاضطهاد لمثل هذه القفزة في أي مجتمع كان فقالت: “كان الشعب الكردي قبل هذه القفزة النوعية يكتم غضبه، ورفض للأنظمة الفاشية، ولكن دون الإفصاح عنه خوفاً من العقاب، فجاءت قفزة 15 آب لتوقظ هذا الشعب من سباته، وفي ظل الظروف الصعبة، ولدت هذه القفزة لتنير الدرب أمام الجموع للتعبير عن مكنوناته، ومطالبه المشروعة، والوقوف في وجه الظلم”.

وأنهت نزهة سيف الدين حديثها: “مرت ثمان وثلاثون سنة منذ اليوم الأول لهذه القفزة، هنا فقط يمكننا القول، كم كان شعبنا بحاجة لمثل هذه الخطوة الجوهرية، سنستمر بنضالنا، ولتتمة هذه القفزة بقية غاب من أشعل الشرارة الأولى لهذه القفزة، ولكن لم تغب أهدافهم ومطالبهم نحن من استلمنا الراية من بعدهم، وسنسير على الدرب حتى النهاية”.