قامشلو/ رشا علي – أكدت العديد من النساء في شمال وشرق سوريا، أن المرأة في شمال وشرق سوريا، أثبتت مكانتها وقدرتها على تجاوز جميع الصعاب والمعوقات، ولدورها البارز في بناء المجتمع، والذي أصبح اساسيا وواضحا استهدفتها آلة القتل التركية والأطراف الأخرى، مشيرات إلى ضرورة وحدة النساء صفاً واحداً في وجه الاضطهاد، والعنف الممارس بحقها.
لا يخفى على أحد، أن المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، لاقت نصيباً من الحرية والتحرر، بفضل حركات المقاومة الثورية، التي انطلقت في العقود الأخيرة من القرن العشرين، وكان لدور المرأة ومقاومتها في باشور كردستان أثراً بالغاً في ذلك من أمثال الشهيدات (بيريفان _بيريتان _زيلان _سارا…)، وقد استطاعت المرأة بفضل تلك النسوة المناضلات المشاركة الفعالة في النضال والتحرر العرقي والعقائدي.
مع تطور البشرية في المجالات كافة، والدور الرئيسي للمرأة في هذا التطور، لاتزال المرأة تلاقي الكثير من الاضطهاد والتنكيل، ولاسيما في الأماكن، التي تتحكم فيها الذهنية الذكورية المستبدة، بالإضافة إلى ذلك ففي الدول المتقدمة، التي ترفع شعارات التحرر والديمقراطية، وحقوق المرأة، يتم استخدام المرأة فيها سلعة لكسب المال والربح.
وضع المرأة قبل ثورة روج آفا وبعدها
وحول الهجمات، والانتهاكات بحق المرأة، ولمعرفة الهدف منها، التقت صحيفتنا “روناهي” مع عدد من النساء، اللواتي يعملن ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، حيث بينت النسوة الظلم والاضطهاد، التي تعرضت لهما المرأة من قبل الذهنية الذكورية المتسلطة قبل ثورة روج آفا في مناطق شمال وشرق سوريا.
كما أشرن إلى أنه مع انطلاق ثورة روج آفا تجاوزت المرأة الكثير من العراقيل، والتحديات والمعوقات لمسيرتها التحررية، وأن المرأة وقفت في وجه الانتهاكات، التي تمارسها دولة الاحتلال التركي بحق النساء، كما أكدن على ضرورة أن تكون النساء مؤمنات بحقوقهن، ويطالبن بها، ويدافعن عنها، من أجل أن تكون الثقافة النسوية عامةً، وليست حكراً على فئة أو نخبة ما، بل لبناء مجتمع أخلاقي سياسي وديمقراطي.
لدورها البارز… تستهدف
في البداية تحدثت “ليلى إبراهيم” الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، وأشارت إلى دور المرأة الريادي منذ بداية الثورة، ومواجهتا لكافة الصعاب والمعوقات، بالإضافة إلى نضالها الدؤوب: “أثبتت المرأة في شمال وشرق سوريا قدرتها على تجاوز العراقيل، والصعوبات، التي واجهتها منذ بداية ثورة روج آفا، وعلى كافة الأصعدة، ولا زالت مستمرة في نضالها ومقاومتها ولا سيما على الصعيد السياسي، فقد وصلت إلى مراحل متقدمة، وهذا يعود إلى مساعيها الجادة من أجل إرساء السلام في المنطقة”.
إن الدور البارز للمرأة، وفعاليتها بات واضحاً وجلياً لجميع الأطراف المحلية، والإقليمية والدولية، لذلك فقد باتت المرأة هدفاً للجهات المعادية، هذا العنف الممنهج، الذي يمارس ضد المرأة، لا يستهدف المرأة الكردية فقط، بل هدفها كسر إرادة كافة النساء من شعوب شمال وشرق سوريا، وهذا ما أوضحته ليلى بقولها: “تسعى الدولة التركية لكسر إرادة المرأة الحرة المنظمة المدربة، التي تناضل في سبيل نيل حقوقها، حيث لا يخفى على أحد ما تقوم به تركيا من ممارسات، وانتهاكات بحق النساء الكرديات، وجميع نساء شمال وشرق سوريا ومن كافة شعوبها، فأثبتت المرأة رغم القمع، الذي تتعرض له مدى مقاومتها ونضالها في وجه الفاشية التركية على مدى سنوات طوال”.
اتحاد النسوة في وجه الاضطهاد والعنف الممارس بحقها
أما “أفين يوسف” عضوة مجلس المرأة الديني التابع لمؤتمر الإسلام الديمقراطي في مدينة قامشلو، أشارت إلى الظلم والاضطهاد، الذي تعاني منهما المرأة في الشرق الأوسط بشكل عام: “تعاني المرأة في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي مناطقنا بشكل خاص من الظلم وطمس الهوية، كما تتعرض للعنف، والقتل المتعمد من قبل أصحاب الذهنية الذكورية، من أجل تحرر المرأة، وحفظ حقوقها ومحاسبة كل من تسول له نفسه بارتكاب الجرائم بحق النساء، فيجب تشريع قوانين صارمة لمحاسبة كل من يجرم بحق المرأة، فالمرأة هي إنسانة لها حقها في العيش بحرية وكرامة”.
ونوهت أفين إلى ضرورة وقوف النساء صفاً واحداً في وجه الاضطهاد والهجمات والتهديدات والعنف، وحالات القتل والجرم بحق النساء، وقالت: “يقولون المرأة نصف المجتمع، فكيف يقتلون نصف المجتمع، إننا نسوة شمال وشرق سوريا نطالب بالمساواة والعدالة، ولا نقبل الظلم والاضطهاد بحق المرأة وإهانتها، إذا تحررت المرأة، سيتحرر المجتمع”.
