مياه الشرب.. أزمة تتجدد كل صيف، والحلول لم تبصر النور حتى اللحظة

الشدادي/ حسام دخيل –

تزامناً مع حلول فصل الصيف، بدأت معاناة الأهالي جنوب الحسكة تتجدد مع أزمة شح المياه، التي تضرب المنطقة منذ أعوام، وسط غياب الحلول الجذرية من قبل الجهات المعنية، على الرغم من إطلاق مشروع استجرار مياه الفرات قبل أكثر من عام ونصف، إلا أن المشروع لم يبصر النور في جنوب الحسكة.

وساهم شح المياه برفع أسعارها بنسبة كبيرة، حيث وصل سعر المتر المكعب الواحد، أو ما يساوي أربعة براميل ونصف من المياه، بمبلغ يصل إلى 12000 ليرة سورية، ويباع المتر عبر الصهاريج الخاصة بالبلدية بمبلغ 6000 ليرة.

وساهمت التغييرات المناخية والجفاف، الذي أصاب المنطقة خلال العامين المنصرمين في جفاف العديد من الآبار الجوفية، والتي كان يستخدمها الأهالي لحاجيات المنزل، مثل الشطف والغسيل وغيرها، على الرغم من ملوحتها الشديدة، وعدم صلاحيتها للاستخدام البشري أو الحيواني.

 ففي قرية الحنة الشرقية ستة كيلو مترات شرق مدينة الشدادي، يؤكد المواطن محمد المخلف لصحيفتنا: إن مشكلة المياه تتكرر كل صيف حيث تقل حدة الأزمة في فصل الشتاء؛ بسبب قلة استهلاك المياه.

ويتابع: ” تخصص بلدية الشعب في الشدادي صهاريج توزع المياه على الأهالي بمبلغ /6000/ ليرة عن كل متر مكعب، وتضاف إليها /500/ ليرة للكومين، ولكن لا يحصل كل منزل علية سوى مرة واحدة شهرياً، وفي أحسن الأحوال على مرتين في الشهر”.

ويضيف المخلف: “نضطر لتعبئة خزان مياه الشرب سعة متر مكعب واحد كل عشرة أيام، بمبلغ يصل إلى /12000/ ليرة سورية، ويزيد هذا السعر إذا ارتفع استهلاك الأهالي للمياه، وقلة الصهاريج”.

وأردف في حديثه عن استمرار المعاناة: “ما زاد معاناتنا هو غياب المياه الجوفية الصالحة للاستهلاك البشري، حيث تعبر مياه المناطق الواقعة شرق الخابور شديدة الملوحة بسبب قربها من مالحة الجبسة؛ ما أثر بشكل كبير على الأهالي، حيث يضطر الأهالي لشراء مياه “مرة” تستخدم للاستحمام، والأعمال المنزلية أيضاً بالإضافة إلى مياه الشرب”.

استغلال وارتفاع في أسعار المياه

 ويبلغ سعر المتر المكعب من المياه المرة /3500/ ليرة سورية، وتحتاج العائلة إلى ثلاثة خزانات وسيطاً من المياه العذبة بمعدل وسطي شهري /30000/ ليرة سورية، وتضاف إليها /15000/ ليرة، ثمن المياه المرة.

ونوه المخلف: إن غالبية مياه الشرب التي يحصل عليها الأهالي غير صالحة للاستهلاك البشري، وتسبب مشاكل معوية، وإسهال، ومغص في البطن، وخاصة لدى الأطفال.

ويراجع مستوصف الشعب في الشدادي سنوياً المئات من حالات الالتهابات المعوية، والإسهال، والتي غالباً ما يكون السبب الرئيسي لها هو شرب مياه ملوثة.

تسويفات بشأن افتتاح مشروع الاستجرار

فيما انتقد الكثير من الأهالي مشروع استجرار مياه الفرات، الذي كانت أطلقته الإدارة الذاتية مطلع عام 2021، بقيمة وصلت إلى ملايين الدولارات، ولكن دون جدوى، حسب ما وصفة الأهالي، حيث لم يبصر النور إلى هذه اللحظة على الرغم من تأكيدات مسؤولين في الإدارة الذاتية عدة مرات انتهاء المشروع.

وكان المهندس عثمان كدو مشرف الصيانة في محطة الشدادي قد صرح في منتصف شهر كانون الثاني المنصرم، أن المحطة ستدخل الخدمة الفعلية في منتصف شهر شباط، وعندها ستكون أول عملية ضخ تجريبية لإحياء مدينة الشدادي. مضيفاً وقتها، أن المحطة ستخدم مدينة الشدادي بشكل كامل بالإضافة إلى كافة القرى المحيطة.

ولكن بعد مرور أكثر من أربعة أشهر، لم تتم أي عملية ضخ لأحياء مدينة الشدادي، ولم يتم توزيع أي صهريج على الريف، ولم تتم صيانة شبكات الصرف الصحي حتى هذه اللحظة.
فيما أكد أحمد أيو المسؤول المشرف على مشروع استجرار مياه الفرات، إن مياه مشروع استجرار مياه الفرات، وصلت إلى محطة تصفية العزيزية، وتمت عمليات الضخ إلى الأحياء الجنوبية من الحسكة بموجب اتفاقية بين إقليمي الجزيرة، ودير الزور، وتوقفت عمليات الضخ خلال هذا الأسبوع؛ بسبب عمليات إجراء صيانة على محطات الري الواصلة إلى بلدة الصور شمال دير الزور، وسيعاود الضخ خلال الأسبوع المقبل.

مضيفاً إلى أنه فور انتهاء عملية الصيانة سيباشر الضخ بشكل مستمر وستتم تجربة محطة مركدة، والتي انتهت أعمال الصيانة فيها بشكل كامل.

وأما فيما يخص مدينة الشدادي توجد دراسة كاملة لصيانة شبكات المياه، ولكنها بحاجة إلى مشروع دعم لإنجاز الصيانة، وأشار إلى المرحلة الأخيرة من المشروع تكون عبر صيانة محطة شمساني، حيث أن دراسة عملية الصيانة جاهزة بشكل كامل.

وكانت هيئة الإدارة المحلية والبيئة، قد أطلقت مشروع استجرار مياه الفرات في بداية عام 2021 عبر مؤتمر صحفي عقد في محطة العلوة عشر كم جنوب الشدادي، وكان الهدف من المشروع تأمين مياه الشرب للريف الجنوبي للحسكة بالإضافة إلى 20% من احتياجات مدينة الحسكة من المياه.

فيما قال نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في الشدادي، حسام الطعان: “بلدية الشعب تعمل على توفير مياه الشرب للأهالي، حيث هناك 25 صهريجاً مدنياً متعاقداً مع البلدية؛ لتغطية احتياجات ريف الشدادي من المياه بمبلغ /6000/ للمتر المكعب الواحد، وهناك خمسة صهاريج تابعة للبلدية مخصصة لتغطية احتياجات أحياء مدينة الشدادي من المياه بمبلغ /4500/ ليرة للمتر المكعب الواحد.