سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“شر البلية ما يُضحك”

“من كتاب قصص الأمثال لعبدالرحمن أومري”
مَنْ منا لم يضحك في أوقات عصيبة، فطبيعة الإنسان تجعله يبتسم أحيانًا رغم المعاناة، لأن الابتسامة هي التي تجعل الحياة تستمر، وتساعد الإنسان على تحمّل الصِعاب، وغالبًا ما تقع أشياء مؤذية وسيئة لكنها تجعل صاحبها يضحك بدلًا من أن يشتاط حزنًا وهمًا، وفي هذا السياق أُطلِق المثل القائل شر البلية ما يُضحك، أي الشر الذي ابتُلي به الإنسان هو ما قد يُضحكه.
 قصة المثل: يُحكى أن عاملًا في مصنع للسكر عاد إلى منزله في الليلة بعد تفريغ حمولة قدرها مائتي طن من السكر، وبعد أن أنهكه التعب وصل منزله وهو في غاية الإرهاق كي يستريح، ويأكل ما يسد به رمقه، وبعد تناول الطعام البسيط الذي أعدته زوجته، والذي كان يخلو مما يُحرك المعدة ويجذب الأنف، جلس في انتظار كوب الشاي الساخن الذي سيجعل مزاجه أفضل، وبعد غياب زوجته لبرهة في المطبخ جاءت وبيدها كوب الشاي ذو الرائحة النفاذة، فاعتدل الرجل في جلسته قبل أن يتناول كوبه المنشود، ولكن مدت الزوجة يدها أولًا وفتحت علبة السكر كي تضع لزوجها بضع حباتٍ منه كما يحب، فلم تجد به ولا حبةٍ واحدة، فنظرت إلى زوجها في صمت ودهشة ثم نظر الاثنان معًا إلى العلبة الفارغة، وحينها قال الرجل لزوجته في صدمة: أعمل في مصنع للسكر، واليوم فقط خزّنت مائتي طن من السكر، وبيتي ليس به حبة واحدة منه، أليس هذا مضحكاً فانفجر الزوجان في الضحك على هذا الموقف وقالوا حينها ”حقًا شر البلية ما يُضحك”. وهناك مقولة أخرى تقول أن هذا المثل انطلق من حلبة المصارعات الرومانية، التي كان يستمتع فيها الشعب بقتل المصارعين لبعضهم البعض بعد معركة ضارية، وأن أحد هؤلاء المصارعين أثناء سقوطه على الأرض ووقت احتضاره، نظر لجمهور الناس وهم يضحكون في سعادة قائلًا: شر البلية ما يُضحك.