تل كوجر/ مثنى المحمود ـ
نجار منذ أربعة عشر عاماً، لا يزال يداعب الأخشاب ويصنع منها أشكالاً وأدوات تثير الدهشة، رغم المدة الطويلة لا يزال شغف المهنة يُشكّل لديه الحافز نحو الاستمرار.
فاضل مأمور الجاسم من قرية تل مشحن، الواقعة في ريف منطقة تل كوجر، يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، يعمل في مجال النجارة وصناعة الأثاث وتجهيز المطابخ، يمتلك ورشته الخاصة في تل كوجر، أربعة عشر عاماً في مهنته ولا يزال يعمل بشغف البدايات، والبحث عن إبداع يزيد من زبائنه ويرتقي بعمله نحو الأفضل له في كل منزل لمسة يقصده البعيد والقريب لما يمتلكه من سمعة طيبة ودقة عالية وإتقان، ينعكس دائماً على الأشكال والنماذج التي يصنعها.
شغف البداية
بدأ الجاسم عمله في مجال النجارة، في عام ٢٠٠٨ حين كان فتى في بداية شبابه، انطلق نحو لبنان بحثاً عن فرصة عمل حاله كحال جل شباب المنطقة، في بيروت بدأ شغفه القديم نحو ألواح الخشب يتجدد، وبدأ العمل مع نجارين يمتلكون ذاكرة خصبة في مجال عملهم، بدأ الجاسم يداعب ألواح الخشب ويصنع منها ما يتناسب مع البيئة التي يعمل ضمنها، لا ينكر الجاسم أن البداية كانت صعبة بعض الشيء، إنما حب العمل الممزوج مع حب المهنة جعله يستمر في زيادة خبرته، يوماً بعد يوم، مهمة إثر أخرى، يتمرس فاضل الجاسم في تحويل ألواح الأخشاب إلى أشكال تُزين بيوت الزبائن، انعكس شغفه على سرعة تعلمه، إذ انه لم يلبث كثيرة في رتبة العامل بل تطور بشكلٍ ملحوظ وبوقت قياسي، ما نقله من رتبة عامل يتعلم، إلى رتبة مبدع يجيد فعل كل شيء يتعلق بمهنته التي اختارها مُحباً، فجعلته يرتقي بها ومنها إلى مصافي النجارين أصحاب اللمسة الواضحة في مجالهم العملي.