سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شعب وإدارة: التحلي بالثقافة البيئية أساس المجتمعات الطبيعية

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

شدَّد مواطنون ومسؤولون في ناحية عين عيسى على أهمية الحفاظ على الطبيعة، والبيئة في ظل ما تتعرض له من تدمير ممنهج نتيجة الحروب، وعمليات التخريب المرافقة لها، مؤكدين على وجوب تحلي المواطنين كافة بالوعي، وبالثقافة البيئية السليمة، بما يضمن الحفاظ على الغطاء النباتي، ومحاربة التصحر.
وفقدت البيئة في المنطقة عدداً كبيراً من الأشجار، ومن الغطاء النباتي خلال السنوات المنصرمة؛ بسبب استمرار العمليات العدوانية للدولة التركية المحتلة، واستهداف المرافق الخدمية كمحطات المياه، والكهرباء، والآبار الأساسية في تغذية الغطاء النباتي بالمياه، حفاظا على حياة النبات.

 

 

 

 

 

 

 

العمل للحفاظ على الغطاء النباتي
وبهذا الصدد تسعى الجهات المعنية في ناحية عين عيسى، ومقاطعة تل أبيض/ كري سبي، للحفاظ على البيئة من خلال المكاتب التابعة لها، والحرص على زراعة الأشجار، ونشر الوعي البيئي.
يقول الإداري بمكتب البيئة في ناحية عين عيسى عثمان رمو: “ندأب على تأهيل البنية التحتية للحدائق والأرصفة المتواجدة في الناحية، من خلال حملات التنظيف اليومية، ونشر التوعية في هذا المجال، والاعتناء بالأشجار المزروعة، والمغروسة حديثاً، بعد سنواتٍ عدة من خلو الأماكن المذكورة من الغطاء النباتي وبإمكانات متواضعة”.
وأردف رمو “يجب على أهالي المنطقة كافة إدراك حجم الكوارث البيئية، التي طالت المرافق البيئية خلال السنوات الماضية، ومساعدتنا بجهودنا لإعادة الحياة إليها؛ لأن الثقافة البيئية بحق هي الملجأ الذي يحافظ على الغطاء النباتي، واستمرارية المساحات الخضراء، لذلك عملنا على زراعة آلاف الأشجار خلال هذا العام، وذلك تزامناً مع ذكرى ميلاد القائد أوجلان، وأعياد نيسان المجيدة، في حدائق الناحية، ومرافقها الخدمية”.

 

 

 

 

 

 

 

الحفاظ على الطبيعة مسؤولية الجميع
من جانبهم لفت مواطنو ناحية عين عيسى، التابعة لمقاطعة تل أبيض/ كري سبي إلى أن الاعتناء بالغطاء النباتي، والاندماج مع الطبيعة، هما أساس استمرار الحياة البشرية، وجزء لا يتجزأ من الثقافة الطبيعية السليمة والفطرية.
تقول المواطنة عوش العبد الله: “يجب على كل مواطن حريص على وطنه الاهتمام بموضوع الثقافة البيئية، والحفاظ على المرافق الخدمية العامة، والخاصة، التي يمتلكها مثلاً العناية بالأشجار المنزلية، والمثمرة المتواجدة في فنائه الخلفي، والأشجار المزروعة في الحدائق العامة، وخاصة المزروعة حديثاً، لأنه منذ سنوات عدة، أزيل قسم كبير من الأشجار؛ بسبب الحرب الدائرة، وباستهدافها بالقذائف من قبل الجهات المعادية، التي تسببت بحرائق كثيرة، فقضت على الغطاء النباتي”.
وأشارت عوش إلى أن “مناطقنا بشكل عام ذات مناخ (شبه صحراوي)، لذلك الغطاء النباتي يحتاج إلى عناية مناسبة، واهتمام متواصل، وإلا ستصبح أرضنا قاحلة جرداء”.
الثقافة الإيكولوجية أساس المجتمع الطبيعي
من جهته حمّل الشاب عدنان حمادي الدول المعادية للشعوب السورية المسؤولية، لتضرر الغطاء النباتي في إطار الحرب الخاصة الممارسة بحق شعوب المنطقة، والعمل على تجويعهم، والتأثير عليهم لترك البلدان قاحلة ليسهل عليها الهيمنة، والسيطرة.
ولفت الشاب حمادي إلى أن القائد أوجلان ركز في فلسفته، وفي أفكاره إلى مسألة (الإيكولوجية) أي علم الوعي البيئي ـ الاجتماعي، وجعله جزءاً لا يتجزأ من البناء السليم للمجتمعات الطبيعية، التي أسسها على أساس كومينالي طبيعي ومتطور، لذلك كان المبدأ المركزي لفلسفة الوعي البيئي، في ذهن القائد: “فكرة هيمنة الإنسان على الطبيعة تنبع من هيمنة الإنسان على الإنسان أولاً”.
واختتم الشاب عدنان حمادي حديثه بتأكيده وجوب السير على خُطا وفلسفة القائد أوجلان من أجل الحفاظ على الغطاء النباتي، وفي الوصول إلى المجتمع الطبيعي الصحيح المندمج مع الطبيعة، وليس المدمر لها، وهذا الأمر يبدأ أولاً بجهود ثقيلة تقع على كاهل الجميع، بهدف نشر الثقافة البيئية للوصول إلى المجتمع السليم، والطبيعي.