سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شام فقدت سمعها..  والعائلة متعلقة بأمل جديد

روناهي/ منبج ـ

تتحدى “شام عمار اليحيى” وعمرها ثلاث سنوات ونصف فقدانها السمع، الذي أفقدها اتصالها بالعالم الخارجي من حولها، فتصرّ على ممارسة حياتها الطبيعية، في ممارسة ما تهوى من ألعاب، ومن أفعال، متفوقة على ذلك النقص السمعي، لكنها وحالتها كذلك تحتاج لمساعدة من أفراد عائلتها المكونة من سبعة أفراد، في توجيهها نحو ما تهوى من أفعال وغايات.    
شام لم تعش بهجة طفولتها مع رفيقاتها الصغار، اللاتي يغنين أحلى الأغاني، وينشدن أهازيج الفرح، بعدما فقدت السمع وتذوق جمال اللحن، وعذب الكلام.
خطأ طبي
وتحدث والد الطفلة “عمار يحيى”، خمسة وأربعون عاماً، يعمل حارساً في إحدى المؤسسات الإدارية، لصحيفتنا “روناهي” إن طفلته شام، أُصيبت بفقدان السمع على أثر خطأ طبي، من قبل أحد الأطباء، في المشفى فور ولادتها في عام 2018، واقترنت ولادتها في ذلك الوقت بعدد من المشاكل الصحية، إذ إنها في الأسبوع الأول، أصيبت بمرض أبو صفار، ما ترتب لزوم بقائها في الحاضنة أياماً عدة.
أبو صفار، هو مرض ينشأ نتيجة تراكم مادة البيليروبين Bilirubin وارتفاع مستوياتها في الدم، وفي أنسجة الجسم المختلفة، ما قد يؤدي لاصفرار الجلد، وللأغشية المخاطية، ولبياض العيون.
ويظهر مرض أبو صفار في مختلف المراحل العمرية، لكنه يعد حالة شائعة بشكل خاص بين المواليد الجدد.
ويضيف اليحيى: أنه تأزم وضع طفلته الصحي، وارتفاع نسبة مادة البيليروبين Bilirubin 17 من أصل 22 فيعد مؤشراً خطيراً لتدهور حالتها الصحية، الأمر الذي أجبره أن ينقلها إلى مشفى آخر، وفي ظل تواجدها بالمشفى الجديد تلقت الطفلة شام العديد من الأدوية، والعقاقير الطبية، وترافق ذلك دعوة الأطباء إلى ضرورة لزوم بقائها في المشفى، إلى أن تتماثل للشفاء حتى يسمح لها بالخروج.
دعوة مرجوة
“طفلتي تماثلت للشفاء بعد أيام عصيبة، مرّت علينا، خشيت أن أفقدها، لكنها فقدت السمع في تعرضها لذاك المرض، نعم فقدت طفلتي أجمل كلمات الحب، التي قد تسمعها مني، بعدما أخطأ أحد الأطباء، الذي قام بتصويرها بجهاز أشعة بطريقة غير سليمة، نجم عنها فقدانها للسمع”، والحديث لوالدها.
ويردف بالقول: “من الصعب أن تتخيل أن تفقد فلذات أكبادك، وهنّ أغلى ما تملك، والأصعب بقاؤك بانتظار لحظة الفرج، وطلب مني الأطباء إجراء تخطيط دماغ لطفلتي شام، من خلال جهاز رنين مغناطيسي، لكنه غير متوفر في منبج حالياً، فيما كانت مدينة حلب إحدى الوجهات المقترحة”.
عمار يحيى، والد الطفلة شام، أتم حديثه بألم: “إن ثمن علاج طفلتي مكلفٌ وغالٍ، ولا طاقة لي بتحمل تبعاته المادية، وعلاوة عن ذلك، تعداد أفراد عائلتي الكبير، فأطالب المنظمات الإنسانية، عبر صحيفتكم الموقرة، مساعدتي في التكفل بعلاجها، أو بمساعدة من أهل الخير، لأن ابنتي ستحرم من التعليم، عدا عن تأثيره الخطير في المستقبل”.