منبج ستبقى شوكة في حلق أردوغان ومرتزقته

استطلاع/ خضر الجاسم –

روناهي / منبج – كان بداية تأسيس الإدارة الذاتية المدنية في منبج محفوفةً بالعثرات والمشاكل الجمة والتحديات الجسيمة بسبب طبيعتها الخاصة، ولحساسية الوضع السياسي والعسكري العام فيها، لكن مع هيكلة الإدارة واللجان والمجالس فيها أضحى للإدارة قاعدة من الصلابة والقوة المتينتين حيث بوسعها السير واثقة الخطى على الرغم من كثرة التهديدات التركية بالآونة الأخيرة في محاولة منها للنيل من وحدة أهلها وترابها.

وكان لصحيفتنا استطلاع للرأي حول الأوضاع في المدينة، وقد التقينا مع عدد من الإداريين في المجلس المدني في منبج حيث تحدثت الإدارية فاطمة بكو قائلةً: الحياة في الفترة الماضية قد شاهدنا بأم أعيننا الموت وظلاله، في الحقبة التي تمثلت بداعش، ومن قبلهم مرتزقة المعارضة، حيث تم فيها تهميش أهالي منبج بالمطلق، حيث لم يكن لهم تمثيل حقيقيّ في مختلف المجالات، وهذا ما انعكس جلياً في فشل ذريع، نتج عنه كوارث، وصلت إلى حد الإبادة الجماعية بحق كافة الشعوب فيها.                   

وتابعت فاطمة: أما في فترة الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها، والتي انبثقت من الشعب؛ ممثلة بالكومين الذي يعد أصغر خلية اجتماعية، فالشعب أخذ يلتف حول بعضه بشكل ليس له مثيل، هذا المشروع النهضوي يعتبر مثالاً يحتذى به، وقد وجد الشعب الأمان الذي يفتقده معظم المناطق السورية، حيث تسود فيها الفوضى، والعنف، والاضطرابات، وعدم استتباب الأمن، وهذا ما أتاح للشعب أن يرى بأم عينه الترشح للانتخابات، والاقتراع، والمنافسة الشريفة، ومن ثم فرز الأصوات أمام نظر الجميع في مشهد ديمقراطي حقيقي، يعيشه السوريون بصدق في حق لم يألفوه أبداً”.

منوهةً: ويمثل الكومين في القرى وأحياء المدينة؛ الشريان الرئيسي بين الإدارة العامة في منبج، وإدارة الخطوط، وذلك تحسباً في عدم وضعها في إدارة وحيدة مطلقة السلطات، وتتحكم في زمام الأمور والقرارات، الأمر الذي يعيدنا لنقطة الصفر التي انطلقت منه الاحتجاجات في سورية بعام 2011م، فأن إدارة المجتمع لنفسه، أوجد إدارة حقيقية بمشاركة كافة الشعوب بمنبج، وبالتالي إن أي اعتبارات مزعومة بخصوص إن إدارة منبج مغتصبة من غير أهلها مردود بتاتاً على قائليه، لأننا غدونا نشاهد بأم أعيننا المشاريع والإنجازات التي يقوم بها أبناء منبج حالياً، وليسوا على ما أعتقد أنهم مستوردون من كوكب آخر”.

إفلاس المحتل التركي ومخططاته تجاه منبج

بينما الإداري أحمد العابو يعتقد أن الأحلام التركية التوسعية اتجاه مدينة منبج انهارت قائلاً: الخداع التركي، صار مكشوفاً وجلياً للعيان، وبالتالي حاول أردوغان في البدء اللعب على أن وحدات حماية الشعب لاتزال موجودة في منبج، وهم فصيل إرهابي حسب وصفه، كونهم يهددون الأمن التركي في حدودهم الجنوبية، وخلال تحرير مدينة منبج من رجس المرتزقة من قبلهم وبمشاركة قوات مجلس منبج العسكري؛ انتهى مسوغ تواجدهم، وخرجوا منها بتاريخ 26/8/2016م.

وأضاف العابو لم يكتف أردوغان بذلك بل قام بعدة مخططات شريرة عدائية، محاولاً تأليب أهالي منبج بعضهم ببعض، هادفاً بذلك ضرب اللحمة الشعبية في منبج، وهذا الأمر ظهر جلياً في كثير من التصريحات المتوالية على ألسنة مسؤولي حكومة أردوغان الذين اعتبروا أن العرب غير ممثلين في الإدارة المدنية في منبج وريفها، وهم لا يحكمون مدينتهم، وإن إدارة منبج مسروقة من أهلها، في انتهاك صريح وصارخ للحقيقة، فالعرب في تمثيلهم لمجلس الشعب، يمثلون ما نسبته 81شخصاً، والكرد40 شخصاً، والتركمان20شخصاً، والشركس10 أشخاص، والأرمن2، وبالتالي هذه الحجة مدحضة بالدليل القاطع، والجميع يدرك إن تلك التصريحات، وأهدافها الرامية هي لزعزعة استقرار المدينة.

وأردف العابو في ذكر بعض المخططات العدائية بقوله: “حاول أردوغان مراراً استمالة الجانب الأمريكي للتخلي عن دعمهم لقوات سورية الديمقراطية، وذلك بموجب اتفاقية خارطة الطريق بين الجانبين، لكنه فشل في ذلك ليفلس أردوغان من طرح جميع أوراقه السياسية، وتحترق أمام صمود إدارة منبج”.

تشكيل حكومة لشمال وشرق سوريا شعرة قصمت ظهر البعير

كما تحدث بهذا الصدد شيخ قبيلة بني سعيد إبراهيم الداعور: أن العشائر، وشيوخها، ترسخ ذاكرة الشعب بأجمعه وقد حملنا قيمنا وتاريخنا الطويل، من جيل لآخر حتى تلاشت الحدود والمسافات لأننا أبناء بلد واحد، وما يحاول الاحتلال التركيّ القيام به، هو زرع بذور الفتنة بين العشائر، وهذا ما دعانا أن نتعاون مع الإدارة المدنية الديمقراطية، وننخرط في إدارتها لنعرف بأننا شعوب منبج قادرين على أن ندير أنفسنا”.

 وأوضح الداعور في عرضه لمنجزات أبناء منبج في نجاحهم في تحرير المدينة وهم ماضون أيضاً في إعادة إعمارها بالقول: “لقد نجح أبناؤنا في إدارة مدينتهم منذ استعادة تحريرها، وحتى وقتنا الراهن، وتعتبر تشكيل حكومة شمال وشرق سوريا خيمة للمشروع الديمقراطي الذي فيه تم إصلاح أمورنا ومشاكلنا، التي سفكت الدم السوري البريء خلال ثماني سنوات من الحرب العجاف.

الإدارة المدنية سلسلة طويلة من النجاحات

أما الإداري حسن عارف فتحدث عن التلاحم والوحدة الوطنية المزروعة في دماء أبناءها موضحاً: أن أهالي منبج، قدموا نموذجا حقيقياً في التوحد تحت راية المشروع الديمقراطي في المجتمع، والتي حاول الاحتلال التركي اختراق هذا الجدار، وثقبه بشرخ الطائفية وقد فشل في ذلك.

وأشار عارف إن هناك فرق كبير بين الطرحين السابقين بين استبدادية دولة التركية، وبين ديمقراطية حقيقية بقوله” إن الاستبداد ظهر جلياً في حزب العدالة والتنمية بشخص الدكتاتور أردوغان ذو الصلاحيات المطلقة الذي ألحق ببلاده خيبات الأمل والتخلف جراء سياسته الهمجية بينما نحن في الإدارة المدنية الديمقراطية ننعم بفضاء كبير وآفق واسع، وذلك زهاء عامين من التحرير حيث تم توفير البنية الإدارية مئة بالمئة، إلى جانب توفير بيئة مناسبة للعيش تفوق نظيراتها في المناطق الأخرى في سوريا على مستوى تأمين المواد الأساسية للمواطن، فعلى سبيل المثال: ورش النظافة؛ تعمل على مدار الساعة طوال اليوم، كما إن ورش الكهرباء لازالت تقدم المزيد من المشاريع لخدمة المواطنين بكافة المناطق في القرى والمدينة”.