سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سخرية من المنتخب السوري بعد فقدانه التأهل لكأس العالم

روناهي/ قامشلو ـ

كما توقع الجميع.. خسارة جديدة للمنتخب السوري أمام المنتخب الكوري الجنوبي الذي فاز بهدفين دون رد، ليضمن تأهله إلى مونديال كأس العالم قطر 2022، وموجة من السخرية من الجماهير السوريّة لفقدان منتخبهم الأمل بالحصول على بطاقة المُلحق.
مهازل وفضائح واكبت رحلة المنتخب السوري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، من تعيين أربعة مدربين إلى حل اتحاد الكرة ونسيان جوازات السفر للاعبين المحترفين في دمشق إلى إبعاد آياز عثمان بسبب تدخّل المحسوبيات والواسطة وإلخ…، من ثم خسارة وراء خسارة، ثمان مباريات ولا فوز، نقطتين فقط من تعادلين.
المنتخب السوري كان ضحية المنتخب الكوري الذي فاز عليه بهدفين دون رد ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022.
بعد الهدفين المنتخب الكوري حوّل المباراة إلى حصة تدريبية وبات يتفنن في اللقاء، وسط محاولات خجولة من لاعبي المنتخب السوري ولكن دون جدوى، وبهذه الخسارة فقد المنتخب السوري بعض من الآمال التي كانت متبقية لديه في الحصول على المركز الثالث واقتناص بطاقة الملحق المؤهل لمونديال كأس العالم في قطر 2022.
السومة يعتذر عن اللعب!
وغاب عن تشكيلة المنتخب السوري اللاعب عمر السومة وبحسب موقع الكورة أن السومة هو من طلب عدم المشاركة في المباراة، بسبب الانتقادات الكبيرة التي تعرّض لها بعد مباراة الإمارات، الخميس المنصرم، حيث طالبته بعض الجماهير السوريّة بالاعتزال الدولي وحمّلته مسؤولية الفشل بتحقيق أي فوز في الدور الثالث من التصفيات.
تيتا يعترف
وقبل لقاء المنتخبين اعترف الروماني تيتا فاليريو، المدير الفني للمنتخب السوري، بصعوبة مباراة كوريا الجنوبية.
وأكد فاليريو في المؤتمر الصحفي وقتها، أنه عمل على رفع معنويات اللاعبين خلال اليومين الماضيين، بعد تأثرهم عقب الخسارة أمام منتخب الإمارات، مضيفاً: “نتيجة المباراة كانت سلبية بالرغم من الأداء الجيد الذي قدمناه”.
وأشار: “نعلم جيداً أن المنتخب الكوري الجنوبي قوي جداً ويملك العديد من اللاعبين المميزين، لكن الجميع يُدرك أنها مباراة الفرصة الأخيرة من أجل المحافظة على حظوظنا في المنافسة على المركز الثالث”.
من جهته قال أوليفر كاسكاو لاعب منتخب سوريا قبل المباراة: “الاستعداد لأي مباراة بعد الخروج من خسارة يكون صعباً دوماً، وخرجنا ببعض الأمور الجيدة من المباراة السابقة ونتطلع للبناء عليها”.
وواصل: “لدى المنتخب الكوري العديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا لكننا نحترم الجميع.. ولاعبو كوريا لديهم حافز لتحقيق الفوز والتأهل لكأس العالم.. بالمقابل نحن أيضاً نمتلك حافز الفوز لأنه في كرة القدم لا يمكنك أن تدخل أي مباراة دون أن تفكر بالفوز بها”.
تصريحات ضد تيتا
وقبل المباراة برزت تصريحات تؤكد عدم قدرة تيتا على اقتناص البطاقة الثالثة وهي المؤهلة للملحق، حيث قال السوري صافي عيوش، المدير الفني لفريق ويتليسي رينجرز الأسترالي، إن منتخب سوريا قدم مباراة سيئة للغاية أمام الإمارات (2-0)، الخميس الماضي، ضمن منافسات الدور الثالث المؤهل لمونديال 2022.
وأضاف عيوش في تصريحات للكورة: “خيارات المدرب الروماني تيتا فاليريو خاطئة، والخط الخلفي يتغير دائمًا فغاب التجانس بين اللاعبين، والمدرب فشل في كيفية تسخير إمكانيات اللاعبين”.
وتابع: “على سبيل المثال أوليفر كاسكاو يلعب في مركزي 6 و8 وليس صانع ألعاب، وهو دخل بخطة 4-3-3، فيما كانت تتحول إلى 4-4-2 بسبب تحركات عمر خريبين الخاطئة والمتسرعة”.
وتابع: “فاليريو، مدرب غير جدير بقيادة منتخب نسور قاسيون، ونحن من أعطيناه أكبر من حجمه وخاصةً بعد الفوز على تونس في بطولة كأس العرب في قطر”.
وأكمل: “فاليريو درّب أكثر من نادٍ عربي وفشل بشكلٍ ذريع، وحتى جهازه المساعد من رومانيا لا يحملون أي شهادات رسمية، ولا يسمح لهم الجلوس على دكة البدلاء”.
وواصل: “أتمنى أن يعتمد على اللاعبين الشباب في مواجهات كوريا الجنوبية والعراق ولبنان، لإكسابهم الخبرة والثقة ولاحترافهم بدوريات قوية، لبناء منتخب قوي في المستقبل، خاصةً بعد خروجنا من دائرة الحسابات لاحتلال المركز الثالث والوصول للملحق الآسيوي”.
واختتم: “شخصيًا أتوقع خسارة منتخب سوريا أمام كوريا بهدفين، رغم كل الأمنيات لتحقيق فوز ولكن الفوارق الكبيرة”.
المباراة
واصل المنتخب الكوري الجنوبي، مسلسل انتصاراته وحصده للنقاط الكاملة للمباراة الرابعة على التوالي، فهزم نظيره السوري بنتيجة 2-0، ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدور الثالث المؤهل لمونديال 2022، وذلك في استاد راشد بنادي شباب الأهلي في دبي.
سجل هدفي كوريا جين سو كيم في الدقيقة 53، وتشانغ هون كون في الدقيقة 71.
المنتخب الكوري رفع رصيده إلى 20 نقطة وتأهل رسمياً للمونديال وهي المرة 11 في تاريخه، فيما بقي المنتخب السوري في المركز السادس والأخير بالمجموعة الأولى بنقطتين.
وكان المنتخب الكوري فاز في مباراة الذهاب بنتيجة 2-1. وأُقيمت المواجهة في غياب السومة والجمهور السوري الغاضب من النتائج السلبية، حيث لم يتذوق الفريق طعم الفوز في الدور الثالث. ولم يقدم المنتخب السوري الأداء الجماعي المتوقع مع هجمات خجولة بغياب الروح القتالية والتبديلات الصحيحة من الروماني تيتا فاليريو الذي بات قريباً من الإقالة.
شوط سلبي
الشوط الأول، شهد فترة جس النبض في أول 10 دقائق، حتى سجل عمر خريبين هدفاً من رأسية، ألغاه الحكم الياباني ريوجي ساتو، بعد العودة لتقنية الفيديو “الفار” حيث ظهر خريبين متسللاً، ليعود المنتخب الكوري ويفرض نفسه بقوة من خلال التمريرات القصيرة والهجوم السريع.
أبرز الفرص الكورية كانت لكيم مين جاي، فيما أبعد إبراهيم عالمة تسديدة كورية قبل صافرة نهاية الشوط الذي انتهى باستحواذ كوري وبنسبة 80%.

تفوّق كوري
الشوط الثاني كان مغايراً حيث دخل المنتخب الكوري الشوط الثاني بطموح التسجيل المبكر، فكثف من هجومه ونجح جين سو كيم من التسجيل برأسية فشل العالمة في إبعادها.
وفي خطوة عاجلة منها قام فاليريو بإدخال محمود البحر وحسام عايش، لكن المنتخب الكوري بقي الأفضل والأكثر خطورة وسيطر على وسط الملعب واستمر في تهديده للمرمى السوري، فيما حاول خريبين اختراق دفاعات كوريا وفشل المواس بمهاراته في الاقتراب من المرمى الكوري.
وسجل تشانغ هون الهدف الثاني لكوريا في الدقيقة 71 ليقضي على آمال سوريا.
الدقائق الأخيرة دخل فيها محمد ريحانية ومحمد العنز، ورغم ذلك بقيت المحاولات السوريّة خجولة أمام صمود الدفاع الكوري، وكاد خريبين أن يسجل هدف الشرف لمنتخب بلاده، إلا أن رأسيته علت العارضة.
بعد المباراة ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بسخرية من المنتخب السوري وعلى استمراره في مسلسل الهزائم والنكبات.
تعليقات ساخرة
وهي استبعاد المنتخب السوري من دعم البطاقة الذكية ووويييييي.
مبروك ابراهيم عالمة ربح الإقامة الذهبية بكوريا الجنوبية.
خيي رجعوا على الدوري السوري والله أحسن إلكون.
المفروض يرفعوا الدعم من بنزين ومازوت وسكر ورز عن كل المنتخب.
السبب رفع الدعم.
اتركوا الرياضة لأهلها.
لك من يوم يومن هيك الحماس أخذنا لبعيد وبعد لحظة منعرف حجمنا ومستوانا ليكون في مؤامرة كونية على المنتخب.
بدنا نحطم رقم قياسي بأطول سلسلة لا فوز بتاريخ كرة القدم.
الخانكان يُعقّب
من جانبه أكد المدرب السوري عماد خانكان أن خروج منتخب بلاده من التصفيات المونديالية كان متوقعاً.
وقال خانكان في تصريحات لإذاعة صدى المحلية “خروجنا من التصفيات كان متوقعاً، للأسف خرجنا بصورة مُخيبة وحزينة وما بُني على خطأ فهو خطأ، الغالبية توقعوا حدوث ذلك نتيجة العمل غير المدروس والتخطيط السيئ من قِبل القائمين على رياضتنا”.
وتابع: “موضوع المحاسبة كان غائباً كلياً لذلك هانت على نفوس من يعمل العبث بمصلحة الكرة السورية، حيث أن تصريحات كثيرة سمعناها لكن تبيّن إنها إبر مخدرة”.
وأردف: “حافظنا على جميع الأسماء والأشخاص رغم الأخطاء التي ارتُكبت وهم أنفسهم من يتصدّرون المشهد والبعثات، مما ولّد الفشل الذريع”.
وأكمل: “الأموال التي أُنفقت على منتخبنا توازي ما أنفق على منتخبات الخليج عبر تحضيرات ومعسكرات ورحلات سياحية”.
وأضاف: “صياغة عقد المدرب تيتا لا مثيل لها حتى في دول العالم الثالث: بنود غير مفهومة ولا أحد يعرف من جاء بها وما هي مدة العقد، استغرق الأمر أكثر من شهر حتى تم حل الموضوع بعد نزاعات وتدخّلات”.
واختتم المدرب السوري خانكان: “تيتا فرض علينا بعض الأسماء بما فيهم معالج المنتخب مع شد وجذب، ومن سيتقلد دور البطل وكله على حساب المنتخب فضاع حلم الوصول للملحق”.
وانتقد الكثيرين ظهور الخانكان عقب كل هزيمة للمنتخب السوري وانتقاده لتيتا والاتحاد الرياضي العام والاتحاد العربي السوري لكرة القدم، وعبّروا عن سخريتهم منه وأنه حتى لو كان هو مدرباً فما كان لكي يفعل شيء أفضل من تيتا الروماني.
تحليل الكورة
أما موقع كورة العالمي فقد نشر تحليلاً عن ضياع حلم الوصول للمونديال مجدداً لأول مرة في تاريخ الكرة السوريّة.
وذكر الموقع أنه ثلاث أسباب تقف وراء النتائج المخيبة للآمال والوداع الحزين وضياع الحلم، للمنتخب السوري:
أربعة مدربين
قاد المنتخب السوري في تصفيات المونديال أربعة مدربين، فكانت البداية الموفقة والناجحة والمثالية مع فجر إبراهيم الذي قاد نسور قاسيون للعلامة الكاملة، والعبور للدور الثالث والتأهل لنهائيات أمم آسيا العام المقبل في الصين 2023، لتتم إقالته من قبل اتحاد الكرة برئاسة حاتم الغائب، وتكليف التونسي نبيل معلول بدلاً عنه والذي فشل بالمهمة ليعين بعده المحلي نزار المحروس، والذي لم يوفق فتمت إقالته من قبل اللجنة المؤقتة برئاسة نبيل السباعي بعد قبول استقالة اتحاد حاتم الغائب، ليكلف الروماني تيتا فاليريو والذي فشل بشكلٍ ذريع، فخسر أمام الإمارات وكوريا وبذات النتيجة 2-0.
عبد القادر كردغلي كان مديراً للمنتخب في عهد اتحاد حاتم الغائب، ومن ثم تم تكليف أنور عبد القادر ولساعات وائل عقيل ليكلف رسمياً ياسر لبابيدي.
الاستقرار الإداري والفني من أهم أسباب النجاح وتحقيق نتائج جيدة، لكنه كان غائباً عن المنتخب السوري، الذي شهد صراعات قوية بين الخبرات والفنيين.
تراجع المستوى
الجماهير الرياضية في سوريا كانت تعوّل على اللاعبين المخضرمين بالمنتخب، لتحقيق نتائج جيدة، لخبرتهم وتألقهم مع فرقهم التي يحترفون فيها وأبرزهم عمر السومة وعمر خريبين ومحمود المواس وإبراهيم عالمة حارس مرمى جبلة، ولكن الجميع لم يُقدم الأداء المتوقع والمطلوب منه، مع أخطاء قاتلة من العالمة في الكثير من المباريات ساهمت بنزيف كبير من النقاط، فيما كان غياب أحمد الصالح عن خط الدفاع مؤثراً للغاية.
السومة تعرّض لصيحات استهجان من أنصار المنتخب في مباراة الإمارات، ساهمت في غيابه عن مباراة كوريا الجنوبية.
غياب التجانس
شهدت المباريات الماضية اعتذارات وغيابات غير مبررة، من نجوم المنتخب وإصابات بالجملة، فيما كان اللافت هو ضم لاعبين جدد لصفوف المنتخب أثناء إقامة منافسات الدور الثالث فتم ضم أوليفر كاسكاو وملهم بابولي وحسام عايش، ليغيب الثبات عن تشكيلة سوريا.
وغاب أيضاً التجانس بين اللاعبين وخاصةً خط الدفاع الذي عانى من أخطاء فردية ساهمت في أهداف من أخطاء ساذجة وبدائية، مع غياب للمحاسبة والمتابعة للمدربين الأربعة.
وقررت اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة إقالة الجهاز الفني بقيادة الروماني تيتا فاليريو، بعد فقدان الأمل في بلوغ الملحق.