سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الثقافة موقف لا مهنة

مصطفى بالي_

كتبَ المربي الأستاذ حسين محمد علي في صفحته على منصة فيسبوك (الثقافة موقف لا مهنة، وكثيراً ما لا تمنع أحداً من أن يكون سافلاً) هي جملة مختصرة مُركّزة كأنها خلاصة ما يمكن أن يصل إليه الإنسان من اعتصار حقل من العنب في عصارة من قطرة تغنيك عن الحقل كله.
الحقيقة هي جملة تختصر سجالاً من تجاذبات التعاريف المدرسية، عمرها آلاف الكتب، الرسائل، القصائد، بدأ منذ أن تملّك أول إنسان إنساناً، ولما ينتهي هذا السجال على ضفتي التفسيرين المتوازيين للظواهر المادية والمثالية، هنا لا موقف يُعبر بالضرورة عن موقف اليسار أو اليمين الكلاسيكيين في تعريف كينونة المثقف، بقدر ما يفتح الباب على مصراعيه لوخز الدبوس في ضمائر ما فتأت تختبئ خلف إصبعها لتصنع المتاريس والدروع لأنفسها، ولتتملص من مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية أمام شعوبها في منعطفات التاريخ الشديدة الاستدارة، والتي قد تكلفها السقوط في ثقب التاريخ الأسود، وابتُلِع كما يبتلع الثقب الأسود المجرات التي تعاكس منطق الناموس الكوني.
إذاً الأمر بسيط تماماً، هناك أناس بائسون أغبياء متذاكون، كسالى كدببة الكوالا، موهبتهم الفضلى هي النوم، ومن ثم الاجترار على جمل حفظوها لتوحي بأنهم مثقفين لمجرد كونهم يحفظون تلك الجملة، يعتاشون بها ويملؤون محيطهم الآسن طنيناً (ثقافياً) مستهلكاً لا قيمة له و لا وزن، لا فكر فيه ولا اتزان، ديدنهم طرح الأسئلة الغبية غير المفهومة، يتحدثون بغموض ليوحوا لمحيطهم بأنهم أذكياء، وهم قبل غيرهم يعلمون بأن (الغموض هو العلامة الأبرز للأغبياء) همهم إحداث ثغرة في حصن الحقيقة ليتسربوا منه إلى وهمهم بأن الثقافة مهنة يعتاش منها المرء.
 في مقاربته لتعريف المثقف يرفض المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي الحديث عن (لا مثقفين)، ويحدد بأن كل عمل يدوي أو عضلي حتى لو كان ميكانيكياً يتطلب قدراً من المهارة والنشاط الفكري، وبالتالي فالمثقف موصوف بكونه عضو من جسد، و كل إنسان مهما كانت مهنته إنما يمارس نوعاً من الثقافة، وغرامشي المشبع بالانتماء إلى الجمهور ككيان ثقافي مستمر ومتدفق رفض على الدوام احتكار المثقف التقليدي (للخدمات الفكرية والفلسفية والعلوم) بصفتها جزءاً من نتاج المجتمعات وليست مستقلة مثلما يحاول (ممتهنو الثقافة) الإيهام بذلك، فشتان ما بين مثقف اندمج وتماهى مع شروطه البيئية والاجتماعية، وتحول إلى رأس الرمح الذي تَصدَّر التضحيات، وأصبح محور تحمل عبء التقدم والتحرر؛ وبين مدعي ثقافة اختبأ خلف محفوظاته السمجة لعيش ظلام الجحر ريثما تمر العواصف.
تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود قد يكون صعباً في الظروف الرتيبة المملة من مسيرة الشعوب وتاريخها، لكن في محطاتها المصيرية ومنعطفات التاريخ القصوى، تمييز الخيط الأبيض من الأسود هي المهمة الأسهل للشعوب، والتفريق بين دببة الكوالا الكسولة وبين النحل لا تعود مَلِكَة تحتاج إلى مهارة وكثيرٍ من إجهاد عقل، بقدر ما تحتاج إلى الالتفات يميناً ويساراً لترى الشعوب من يرص الصفوف ويعمل إناء النهار وأطراف الليل ليسابق الزمن، لا يلتقط الأنفاس خوفاً أن يهدر لحظة من زمن متدفق، لا يبتسم في نجاحاته ولا وقت لديه للحزن في إخفاقاته، كل وقته منذور لقضية شعبه، كل تفكيره متمحور حول السؤال الأزلي للقادة الحقيقيين (وماذا بعد؟؟) وعلى الضفة الأخرى ترى أولئك الذين يلهثون هنا وهناك بألف وجه للكذب والدجل، مسوقين ألف ألف حجة ليمنحوا الحق لأنفسهم في كهف السلطان مع لصوصه الأربعين.
ترى من الأكثر أحقية بأن توسم بالثقافة، تلك الأم التي حملت السلاح لتحمي شوارع الحسكة، أم أولئك الذين استنكروا على أمهاتنا بأنهن ما عدنَ يقِرْنَ في بيوتهن؟
حقاً أنها لم تستطع أن تمنع الكثيرين من أن يكونوا سَفَلَة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle