سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المربعانيّةُ الشتويّةُ… ارتباطٌ بالموروثِ الشَّعبيِّ وتعمُّقٌ بتفاصيلِ الشِّتاءِ

إعداد/ غزال العمر_

 تأتي “أربعينية الشتاء” في السنوات الأخيرة؛ وسط خوفٍ وترقبٍ، مما هو قادم جراء جائحة كورونا، حيث تزداد أمراض نزلات البرد، والانفلونزا الموسمية التي تتشابه في بعض أعراضها مع الإصابة بفيروس كورونا، لكنّا نتأمل أنّ تحمل لنا الأربعينية (أو المربعانية) الخير من شتاء، وأمطار، وثلوج، وسقيا الرحمة التي تروي الأرض والزرع.
فصل الشتاء هو فصل رائحة الحطب والنار، ورائحة التراب، هو فصل الشوربات، والأطعمة الدافئة، والملابس الصوفية، فصلٌ يحبُّه الناس، وله أقسام، وتسميات تخص الموروثات الشعبية خصوصاً، في بلاد الشام.
ففي شهري شباط وآذار تكثر الأمثال، نظراً لارتباط الشهرين بالأرض والزراعة، وفصل الربيع، ومنسوب المياه؛ فظاهرة السعود تعود إلى ما يعرف بـ خماسينية الشتاء، التي تبدأ بعد مربعانية الشتاء ومدتها خمسون يوماً، فتنقسم إلى أربع فترات زمنية متساوية (سعد الذابح، البالع، السعود، الخبايا).
متى تبدأ “المربعانية” ومتى تنتهي؟
تبدأ المربعانية أو “أربعينية الشتاء” في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كلّ عام، وتستمر لمدة 40 يوما، حتّى نهاية شهر يناير/ كانون الثاني، فيما يُعرف اختصاراً بـ”الكوانين”، وترتبط المربعانية بالبداية الحقيقية لفصل الشتاء، وما يرافقها من انخفاض درجات الحرارة، وكثرة الخير من المطر، بحيث تحمل ما يُقدر بـ 30 % -40 % من حجم الموسم المطري من كلّ عام.
وتبدأ المربعانية من الناحية العلمية بيوم الانقلاب الشتوي، فتشرق الشمس في أول أيامها من الزاوية الجنوبية الشرقية (مقدارها 117 درجة) بينما تغرب في الزاوية الجنوبية الغربية (مقدارها 243 درجة)، ويكون عدد ساعات النهار لهذا اليوم قرابة العشر ساعات، وهو أقصر نهار في العام، فيما يزيد عدد ساعات الليل عن 13 ساعة.
المربعانيةُ في المعتقداتِ الشّعبيةِ والتّراثيةِ
ارتبطت “المربعانية” عبر العقود الماضية بالكثير من المعتقدات الشعبية، التي تغنت بخير هذا الموسم، وحذرت في الوقت ذاته من البرد، الذي يرافقه، وكميات الأمطار الكبيرة التي يمكن أن تُحدث في بعض الأوقات كوارث طبيعية.
ما سبب تسمية “المربعانية” بهذا الاسم، وارتباطها بسعد؟
يشير الكاتب والباحث في الفلكلور والتراث الأردني، نبيل عماري مصنفاً: السعد الأول سعد الذابح، ويمتد لمدة 12,5 يوم (اثني عشر يوما ونصف اليوم)، سميت هذه الفترة بسعد الذابح، بسبب كميات الأمطار، التي تهطل فيه بغزارة.
 وتقول الحكاية: إنّ راعياً كان يرعى أبقاره بعيداً عن مكان سكنه، في اليوم الأول من شباط، داهمته الأمطار الغزيرة دون توقف، ولما لم يجد مغارة قريبة يأوي إليها، هو وقطيعه، اضطر هذا الراعي واسمه سعد، إلى ذبح بقرة من قطيعه والتحف بجلدها طوال فترة المطر، التي استمرت اثني عشر يوماً ونصف اليوم، وفي رواية أخرى يُقال: أنّها ناقة؛ ما نجاه من موتٍ محققٍ؛ حيث كان ذبحه للبقرة والتحافه بجلدها؛ سبباً في نجاته من الأمطار الغزيرة.
وعندما عاد إلى أهله وعشيرته استقبلوه مهنئين بعودته سالماً، وبحكمته في استخدام جلد بقرته بعد ذبحها، معتبرين جميعهم أنّ ذبح بقرة من قطيعه، كان السبب الرئيس في نجاته من الهلاك، انتشرت قصة سعد وخبر ذكائه بين الناس حتى سموا هذه الفترة من الشتاء بـ «سعد الذابح» نسبة له ولعمله.
 ويبدو أنهم أطلقوا أيضاً على الفترات التي تلي سعد الذابح، والتي تساويه في طول المدة بـ «سعد» أيضا مع التفريق بينهما بالصفات.
وأضاف: «وفي رواية أخرى خرج سعد للبحث عن أبل ضلت، وكان يقود ناقة، واشتد البرد، والزمهرير بينما والده كان في بيته، فقلق على ابنه، وعندما اشتد البرد، ويئس من عودته كان يقول: إنّ ذبح سعد نجا سعد، وكان سعد قد ذبح الناقة واختبأ بداخلها، وأكلَ منها، وعندما عاد إلى والده أخبره بالحال، وهكذا كان».
أما السعد الثاني “سعد بلع” ويسمى الاثنا عشر يوما ونصف اليوم، الذي يلي سعد الذابح بـ ” سعد بلع”، وتمتاز هذه الفترة بأنّ الأرض تبتلع الأمطار، التي تهطل طوال هذه الفترة ويقال حينها أنّ “الأرض وسيعة –واسعة” لتعكس قدرة الأرض على ابتلاع كميات المطر، التي تهطل عادة في هذا “السعد”.
السعد الثالث: سعد السعود، وهو السعد الثالث في الموسم الشتوي الواحد، ومدته كأشقائه وهي اثنا عشر يوما ونصف اليوم، ويمتد إلى الأيام الأوائل من شهر آذار؛ بمعنى أنّ شهري شباط وآذار يشتركان فيه، ويقال “في سعد السعود تدور المية في العود”، أيّ تتحرك العصارة في أغصان الأشجار، وتلاحظ هذه العصارة عند كسر أيّ غصن صغير من شجرة.
المستقرضاتُ والموروثُ الشعبيُّ كما وصلنا
ويتخلل هذا “السعد” ما يسمى بـ “المستقرضات” وهي سبعة أيام، منها أربعة أيام من شهر شباط، وثلاثة أيام من شهر آذار، تهطل فيها الأمطار طوال هذه الأيام السبعة بغزارة، والمستقرضات لها حكاية في التراث الشعبي لبلاد الشام”.
وبين الكاتب عماري الأيام “المستقرضات” وحكايتها: يُحكى أنّ سيدة تملك قطيعاً من الغنم، وما أنّ شارف شهر شباط على الانتهاء حتى راحت تتحدى المطر، وتتندر على شهر شباط الخباط، الذي يكاد ينتهي دون أنّ يلحق بها، ولا بماشيتها أيّ أذىً، سمعها شهر شباط، فقرر أنّ ينتقم منها، ويرد اعتباره واعتبار موسم الشتاء عموماً، فما كان منه ألاّ أنّ استصرخ ابن عمه شهر آذار ليقرضه عدداً من أيامه الماطرة مخاطباً إياه “يا آذار يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني، حتى نهلك هذه العجوز ونخليها –ندعها- في الوادي تغني” ايّ تصرخ طالبة النجدة بينما تجرفها وماشيتها مياه الوادي.
فما كان من شهر آذار إلاّ أنّ استجاب لنداء رد الاعتبار، وأقرض ابن عمه ثلاثة أيام ماطرة، أضافها شباط إلى أربعة من أيامه، تواصل المطر طوال الأيام السبعة، حتّى جرف العجوز وغنمها، ودفعت العجوز ثمن استهتارها بشهر شباط وأمطاره.
والأخير السعد الرابع: سعد الخبايا: وهذا هو السعد الأخير، وسمي هكذا؛ لأن الأفاعي ومثيلاتها من الحيوانات تخرج من جحورها، بعد فترة السبات الشتوي الطويلة، ذلك أنّ الشمس بدأت ترسل أشعتها على الأرض، وأخذت حرارة الجو بالازدياد واكتست الأرض بالأزهار، ومختلف الأعشاب بفعل أشعة الشمس وحرارتها التي تبعث الحياة.
ويقال “بسعد الخبايا بتطلع الحيايا من الزاويا وبتتفتل الصبايا»
أقوالٌ وأمثالٌ شعبيةٌ ارتبطت بالمربعانية
أمثال شعبية ومقولات كثيرة رافقت الأجداد على مدار عقود ماضية، تتضمن تنبؤات أو توقعات جوية خلال فترة أربعينية الشتاء، مبنية على خبرة الكبار منهم، وعليه كان المزارعون والعائلات، ينظمون حياتهم وفق تلك المقولات.
ومن أهم ما دونته كتب التراث من هذه الأمثال:
“المربعانية، يا بتربّع يا بتقـبِّع”: إما أنّ تكون المربعانية تحمل الخير، ويسعد الناس بها، وأحيانا تكون شديدة جداً فتأخذ المال والزرع والناس، فيقال أنها “قبّعت”.
“المربعانية، يا شمس تحرق يا مطر تغرق”: فإذا أمطرت بغزارة يكون موسم خير، وإذا شمست فلا يكون الموسم جيدا.
“المربعانية، يا بتشَرّق يا بتغرّق”: بمعنى إما أنّ نشهد رياحاً شرقية جافة، أو رياحاً غربية رطبة تحمل لنا المطر الوفير.
وجميعها تصب في المعنى ذاته من أنّ أربعينية الشتاء أو “المربعانية” تعتمد على ما يكون في بدايتها، فهي إما أنّ تكون ماطرة، وتبقى عما هي عليّه طيلة الأربعين يوماً (أمطار متفاوتة)، وإنّ جاءت مشمسة تبقى أمطارها قليلة نسبةً إلى الحجم المطري المعتاد.
الباحث والمختص في التراث الأردني الشعبي طه الهباهبة، يقول: إنّ اسم “المربعانية” مأخوذة من الربيع، أيّ الفترة التي تبدأ معها تباشير الأزهار بعد تقليم الأشجار، وهي فترة غير محددة تاريخيا إلاّ أنّها في الأجندة الشعبية تقارب الأربعين يوما، تبدأ من بعد منتصف شهر الثاني عشر، وتنتهي بنهاية شهر كانون الثاني.
ويبين الهباهبة أن هذه الفترة تعدّ متذبذبة الأحوال، متقلبة الأجواء، وفي بعض السنوات تمر مرور الكرام، بلا أعاصير ورياح، وبلا برد قارس، ويقول بعض كبار السن، والذين يُعدّون في الوجدان الشعبي خبراء كما خبراء الأرصاد الجوية، إنّ هذه الفترة لها علامات وشواهد، فإنّ جاءت قبل موجة شتاء، فإنّها تكون باردة وقارسة جداً، وانّ جاءت بعد فترة شتاء فإنّها ستمر دافئة لطيفة.
ومثلما هو الحال مع كلّ الظواهر الشعبية، من فلاحة، وحصاد وتقليم الأشجار، نجد أن الوجدان الشعبي من قصص وأمثال وحكايات تزدهر في هذه الأجواء، كما يقول الهباهبة، وقد تصل إلى درجة السخرية عندما يقول شخص لشخص آخر “وجهك ناشف مثل المربعانية، وذلك لأن هواء هذه الفترة ينشف الوجه، مع قشعريرة مرافقة”.
المربعانيةُ تاريخٌ
ويؤرخ بعض كبار السن، بحسب الهباهبة، ميلاد الأبناء بسنة المربعانية، التي نشفت الزرع والضرع، كما يقولون، ومما يذكر أنّ المواسم التي تأتي بعد نهاية المربعانية، تتأثر تأثراً كبيراً بنتائجها، فيأتي سعد الذابح أكثر قسوة منها، وتكثر الزواحف والقوارض في سعد الخبايا، أما سعد السعود فيخجل من تلك السنة.
المربعانيةُ في السّجلاتِ المناخيّةِ
تشهد أحيانا بداية “أربعينية الشتاء” منخفضات جوية مصحوبة بأمطار متفاوتة، ما يبشر المزارعين أنّ الموسم المطري سيكون مناسباً للزراعة، فيبدأ المزارعون بحراثة الأرض، وتجهيزها للزراعة، كما تعدّ هذه الفترة حرجة على المزارعين في ذات الوقت، حيث يؤدي الانخفاض إلى ما دون الصفر إلى إتلاف المزروعات بشكل كبير.
وليس بالضرورة أنّ يرتبط دخول موعد الأربعينية بهطولات مطرية مباشرةً، إذ تعتمد طبيعة حركة المنخفضات الجوية على عددٍ كبيرٍ من العوامل المعقدة، منّها حركة الرياح، وقيم الضغط الجوي، ودرجات الحرارة في طبقات الجو، لكنّها لا تعتمد على درجة الحرارة في أول أيام فصل الشتاء.
فقد تكون فترة مطرية شديدة أو جافة أحياناً، كما حدث في بعض السنوات، لكنّها تعدّ الفترة “الأنسب” لوصول الكُتَل الهوائية القطبيّة المنشأ، لنضوج جبهات البحر الأبيض المتوسط، وثبات الأنظمة الشتوية.
وعلى الرغم من كلّ تلك التوقعات الجوية العلمية، أو المعتقدات الشعبية، إلاّ أن العائلات بطبيعة الحال، تستعد “فعلياً” لدخول فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة الكبير منذ اليوم الأول لدخول “المربعانية”، من خلال تهيئة مستلزمات التدفئة، والأغطية الثقيلة، والملابس الدافئة، إضافة إلى الاستعداد للمنخفضات الجوية، التي قد تأتي تباعاً خلال هذه الفترة، وإنّ تفاوتت في كمية الأمطار، ولكن درجات الحرارة تبدو دائماً منخفضة.
ومن باب التندر والفكاهة؛ عادةً ما يقوم أهل الأرياف بتسمية كلّ يومٍ من أيام العجايز السبعة باسم عجوزٍ من القرية، يحمل اسمها ليقولوا لبعضهم ممازحين بلهجتهم المحلية: “لا بالله العجوز فلانة دافية اليوم”.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle