في ذكرى تأسيس مؤتمر ستار.. شها خليل: نعاهد المرأة على الاستمرار في نضالنا حتى تحرير القائد أوجلان وتحقيق حريّة المرأة

قامشلو/ رشا علي –

أكدت شها خليل الناطقة باسم مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو أن 17 عاماً من الكفاح، والنضال لمؤتمر ستار؛ أحدث نقلة نوعية لواقع المرأة في شمال وشرق سوريا، وأشارت إلى أن المؤتمر أخذ على عاتقه تنظيم حياة المرأة، والعمل على استعادة مكانتها في المجتمع بعد مرور سنوات من حرمانها من حقوقها، وحريتها، وأضافت: “إن المؤتمر تحول اليوم إلى مظلة أساسية للنساء كافة”.

أُسّس مؤتمر ستار في 15 كانون الثاني من عام 2005، وسُمي باتحاد ستار، وكان أول مؤسسة تُعنى بشؤون المرأة، وكان منبراً للمرأة الكردية، وفي عام 2016 تحول اتحاد ستار إلى منظمة، تضم إلى جانب المرأة الكردية، نسوة من شعوب شمال وشرق سوريا “العربية، الكردية، السريانية، الإيزيدية، الاشورية، الكلدانية…”، وحملت هذه المنظمة: اسم مؤتمر ستار.

سبعة عشر عاماً من الكدح

ولمعرفة المزيد حول عمل مؤتمر ستار، منذ تأسيسه قبل 17 عاماً، وإلى يومنا هذا، ومدى توسعه في مختلف المناطق، التقت صحيفتنا “روناهي” مع الناطقة الرسمية باسم مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو “شها خليل” التي أشارت إلى أن مؤتمر ستار أمضى 17 عاماً من الكفاح والنضال من أجل بناء وتنظيم المرأة، ومر بسنوات صعبة للغاية في بداية تأسيسه، وتعرض أعضاؤه للظلم والاضطهاد والسجن، من قبل أجهزة النظام البعثي في سوريا، ومن قبل المجتمع أيضاً، فتحدثت قائلةً: “في بداية التأسيس كان عدد المنضمات قليلاً جداً، واجهنا الكثير من الصعوبات والعوائق، وذلك بسبب الذهنية الذكورية المتسلطة منذ خمسة آلاف سنة، وفي تلك الحقبة، وقفت حركة المرأة أمام الضغوطات، وناضلت لأجل حرية المرأة وتنظيمها. لقد استطاعت تغير الذهنية الذكورية، هذه الذهنية التي كانت تقف في وجه المرأة، وتمنعها من المشاركة إلى جانب الرجل في مجالات الحياة”.

قوّة المرأة ومقاومتها

اكتسبت المرأة القوة بسبب مقاومتها العظيمة، وإرادتها التي لا تنكسر، ودافعت عن نفسها لسنوات طويلة، وعملت على إيصال حركة المرأة وفكرها إلى نساء شعوب المنطقة، من عرب، وكرد، وسريان، وغيرها، وكافحت من أجل تحقيق حرية المرأة، والحفاظ على حقوقها، والعمل من أجل خلاصها من الذهنية الدكتاتورية، فبيَّنت شها بقولها: “وجدنا أن عمل اتحاد ستار ليس كافياً ضمن إطار ضيق، بل رغبنا بالوصول إلى النسوة من مختلف الشعوب، والمنظمات النسائية والمدنية، والدولية، فتحول إلى مؤتمر ستار، فهي حركة مفتوحة يستطيع أن يضم النسوة، وإيصال صوتها للعالم أجمع”.

وعن نظام الإدارة الذاتية، وعمل مؤسساتها، وتطبيق نظام الرئاسة المشتركة، بيَّنت شها: أن الهيئات والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية، تعتمد على نظام الرئاسة المشتركة من أجل تحقيق المشاركة العادلة للمرأة، في المؤسسات كلها، وأن مؤتمر ستار كان يعمل على تنظيم المجتمع، وكان له دور كبير في تنظيم أفراد المجتمع، فقالت: “بُنيت المئات من الكومينات ومؤسسات المرأة، كما نُظمت الكثير من الدورات التدريبية لعضوات المجالس، والنواحي، ونظمت المرأة ضمنها، وكانت بعض هذه الدورات التدريبية مغلقة، والبعض منها مفتوحة، التحقت بها المئات من النساء الكرد، والعرب والسريان، وغيرهن، واستطاعت حل المئات من المشاكل والقضايا المتعلقة بالمرأة”.

المقاومةُ البطوليّةُ للمرأةِ

وعن المقاومة البطولية للمرأة ضمن ثورة روج آفا، والتي أصبحت مثالاً يقتدى به في أنحاء العالم كله، أشارت شها إلى أن الإرادة العظيمة، التي تحلت بها المرأة المقاتلة متمثلة بوحدات حماية المرأة YPJ كانت عظيمة، وإن هذه الوحدات استطاعت هزيمة مرتزقة داعش، الذين زرعوا الخوف والرعب في قلوب العالم، ولم تستطع جيوش الدول من إيقافه، واستطاعت المرأة من خلال مقاومتها، وإرادتها الصلبة من تحرير المناطق من المرتزقة، وإلحاق الهزيمة بالمرتزقة، ومن هؤلاء المناضلات آرين ميركان وغيرها من المناضلات اللواتي قاومن، وحاربن حتى انتصرت كوباني.

وشاركت المرأة في مفاصل الإدارة الذاتية على الأصعدة كلها، وكانت مشاركتها في المجال السياسي خطوة هامة في إثبات شخصية المرأة السياسية، وأكدت شها: أن هناك الكثير من النسوة يعملن في المجال السياسي، وأنهن مستهدفات من قبل دولة الاحتلال التركي وأضافت: “بسبب خوف الاحتلال التركي من إرادة، وقوة المرأة، فهو يعمل على استهدافها، ففي اليوم الثاني من هجمات الاحتلال التركي على سري كانيه، وكري سبي/ تل ابيض، استهدف الاحتلال ومرتزقته الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف، وجاء الاستهداف من أجل كسر إرادة المرأة، ومنعها من دخول المجال السياسي”.

إعطاءُ أهميّةٍ للمناطقِ المحرّرةِ

وأشارت شها إلى إعطائهم أهمية أكثر للمناطق، التي تحررت في السنوات الأخيرة مثل مدن: الطبقة، والرقة، ودير الزور، وأنهن تأخرن في الوصول إلى تلك المناطق، بسبب العادات والتقاليد، اللتين كانتا سائدتين هناك، والفكر العشائري والذهنية الذكورية السائدة، التي لا تتقبل عمل المرأة، أو الاعتراف بحقوقها وقالت: “أُسست مجموعة المرأة “زنوبيا” في المناطق المحررة، فتعمل نساء الشعب العربي على تنظيم أنفسهن؛ لأجل تحقيق حريتهن، تعقد مجموعة العلاقات الدبلوماسية لمؤتمر ستار علاقاتها مع مؤسسات ومنظمات، ومجموعات نسائية في الدول أجمع، وهذه العلاقة مستمرة، وتزور الكثير من الوفود العالمية إلى مراكز وأكاديميات مؤتمر ستار، وبينت المرأة لمؤتمر ستار بأنهن يرغبن بتطبيق هذا النظام في الدول، التي يعيشن فيها، ففي معظم دول العالم، تعاني المرأة من الاضطهاد والظلم”.

وحول العمل التنظيمي لمؤتمر ستار تحدثت شها: “نعمل على تنظيم مجموعات نسوية، وتنظيمها، وتدريبها ضمن الكومينات، والبلدات، والنواحي، والأقاليم، فعلى مستوى قامشلو هناك 27 بلدة تعمل فيها حركة المرأة، وكل بلدة يتبع لها 30 أو 40 قرية أو أكثر، وتتألف المجموعات الإدارية في كل بلدة، من لجان الحماية، والعدالة، والتدريب، والاقتصاد والنواحي، يتم تعين ثلاثة إداريين في النواحي وعشر مجموعات، يقسم المجلس نفسه على 15 مجموعة، وكل منها تعمل عملها، وهي تعمل حسب التسلسل الأفقي والعمودي”.

التقدّمُ في مسيرةِ عملِهنَّ

ونوّهت شها أن النساء يتعرضن للعنف والتسلط الذكوري، والقتل إلى يومنا هذا، وأنهن يعملن من أجل تغير الذهنية الذكورية المتسلطة، والتي وجدت منذ آلاف السنين وقالت: “دخلنا في عامنا السابع عشر، ونحن نقاوم، لقد خطونا خطوات كبيرة في سبيل تحقيق حرية المرأة، ولكن لا تزال هناك مناطق، تتعرض فيها المرأة للعنف، نهدف إلى تحقيق حرية المرأة، والوقوف في وجه الذهنية الذكورية، يكبر هدفنا في كل عام، وهو هدفنا الأساسي تنظيم المرأة، وتدريبها والعمل للوصول إلى النسوة كلها، وبهذا العمل الشاق، تتحقق أهدافنا”.

الصُّعوباتُ والعوائقُ

أكدت شها على أنهم كمؤتمر ستار، استطاعوا الدخول إلى كل منزل، لأنهم حركة نسائية منظمة، وتعمل على تنظم النساء، وكانت الأبواب كلها مفتوحة أمامهن، وأن العوائق التي واجهتهن، كانت في الهجمات الاحتلالية للدولة التركية وأضافت: “هناك صعوبات نتعرض لها من ناحية تقبل المجتمع، والذهنية الذكورية، والحرب الخاصة، التي تستهدف النساء، مثل نشر الأعمال اللاأخلاقية، والمواد المخدرة بين الفئة الشابة، لكننا نعمل للوقوف في وجه هذه الأعمال، وتواجهنا الكثير من الصعوبات، ولكننا سنحقق أهدافنا في تدريب، وتنظيم حركة المرأة”.

وفي نهاية حديثها، أكدت شها خليل الناطقة باسم مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو على أنهن سيعملن من أجل أن يكون 2022 عاماً لتحقيق حرية المرأة، وتحرير القائد جسدياً، واختتمت: “إننا كمؤتمر ستار نعمل بفكر وفلسفة القائد أوجلان، الذي ناضل  من أجل حرية المرأة، وخلاصها من العنف، وبفضل فكره الحر، وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، من دون القائد ليست هناك أي معنى لكلمة الحرية، إنه يعيش بيننا بفكره وفلسفته، لن تتحقق حرية المرأة، حتى تحقيق حرية القائد، ونعاهده في ذكرى تأسيس مؤتمر ستار، أننا سنناضل حتى يتحرر القائد أوجلان، وتحقيق حرية المرأة”.