سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استهداف المناضلات الكرديات.. سياسة تركية ممنهجة

دجوار أحمد آغا_

لم تشذ الأنظمة المتعاقبة على حكم دولة الاحتلال التركي (خليفة السلطنة العثمانية المستعمرة)، عن اسلافها العثمانيين الهمج، الذين مارسوا سياسة الإبادة العرقية والثقافية بحق الشعوب والأقوام، التي كانت، ومازالت تعيش على أرضها التاريخية منذ آلاف السنين، حيث كانوا يستهدفون إحداث تغير ديموغرافي في المنطقة، وإفراغها من سكانها الأصليين، لكي يتسنى لهم التحكم بها، وإسكان قبائلهم المهاجرة من صحراء قره قوم، أواسط آسيا فيها ونهب خيراتها. هذا ما قام به بنو عثمان حيث ارتكبوا المجازر الوحشية بحق الأرمن والكرد والعرب والسريان والاشور وغيرهم من شعوب المنطقة، وركّزوا هجماتهم بشكل خاص على النساء والأطفال، لذا نرى كيف يقوم أحفادهم الاتراك باستهداف النساء عموماً والكرديات خصوصاً.
مدخل إلى القضية
صور النساء الأرمنيات العاريات والمصلوبات على الأعمدة لا تزال في الأذهان، وبقر بطون النساء الكرديات بحراب البنادق في ديرسم وكوجكيري وغيرها من مناطق كردستان، لم تزل ماثلة للعيان، وخطف واغتصاب وقتل وتعذيب النساء العربيات والسريانيات، وحتى التركيات لم تكن بعيدة عن متناول هذه الأنظمة المتعاقبة على السلطة والحكم في خليفة السلطنة العثمانية صاحبة الأمجاد والبطولات في ارتكاب المجازر والإبادات بحق شعوب المنطقة الأصلاء، نعم هؤلاء الهمج أحفاء أولئك الوحوش وهم يستمرون على نفس النهج والعقلية المريضة التي لا ترى نفسها سوى في سفك الدماء والقتل والتعذيب والحروب، فهي لم تبنِ حضارة وهي بهذه الأعمال تنتقم من أصحاب الحضارات.
ثلاث نساء طليعيات
كان سكان منطقة بوطان في باكور كردستان على موعد مع التاريخ في العاشر من آب 2015 إذ تم الإعلان عن تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية، في كلا من جزيرة بوطان، وسلوبي حيث تم تشكيل مجالس للشعب في المدينتين، وتم انتخاب رئاسة مشتركة، وجرى انتخاب المناضلة باكيزا نايير رئيسة مشتركة لمجلس الشعب في سلوبي، لكن هذا الأمر لم يرق لدولة الاحتلال التركي القائمة على قمع الحريات وتدمير وتحطيم إرادة الشعوب، حيث بدأت بفرض حصار خانق من جميع الاتجاهات على منطقة بوطان من خلال إنزال جيش الاحتلال ومعه مرتزقة إلى المدن وحصارها، كما بدأت بعمليات القصف الوحشية بالدبابات والمدافع وتدمير المنطقة عن قصد، وفي الرابع من كانون الثاني سنة 2016 قامت الوحدات الخاصة التركية مدعومة بالآليات الثقيلة والمصفحة بمهاجمة حي “كارشياكاي” في ناحية سلوبي التابعة لشرناخ في الوقت الذي كانت فيه كلا من سيفي دمير عضوة الهيئة الإدارية في منظومة المرأة الحرة وعضوة مجلس حزب الأقاليم الديمقراطية، والرئيسة المشتركة لمجلس الشعب في مدينة سلوبي باكيزا نايير، وعضوة منظومة المرأة الحرة فاطمة أويار حيث تم اغتيالهن رغم إنهن مدنيات وغير مسلحات، الهدف كان واضحاً وهو تحطيم إرادة الشعب الكردي المقاوم من خلال استهداف إرادة المرأة الحرة.
باكيزا نايير
ولدت باكيزا في سلوبي، وقضت كسائر أطفال كردستان طفولة صعبة وقاسية، إذ اضطرت أن تتحمل أعباء العائلة المادية والمعنوية منذ صغرها، ومن خلال عملها في صالون لتسريح الشعر، كانت تقدم الدعم لأسرتها بالتوازي مع عملها كرئيسة مشتركة لمجلس الشعب في سلوبي وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، لتتحول بعد استشهادها إلى أيقونة ومنارة لنضال وكفاح شعبها وسائر شعوب المنطقة في مواجهة قوى الظلام والقمع والإبادة.
سيفي دمير
تعود نشأتها إلى قرية شوتي في ميردين وقد عانت مع أسرتها من ظلم دولة الاحتلال التركي ونفيت من قريتها لتستقر مع أسرتها في مدينة مانيسا التركية، تعرفت على فكر ورفاق حركة التحرر الكردستانية، ما دفعها للعودة سنة 2009 لكردستان وهو ما أدى إلى اعتقالها من جانب سلطات الاحتلال وحكم عليها بالسجن خمس سنوات، وفي عام 2012 شاركت في السجن بحملة الإضراب عن الطعام لمدة 68 يوما لرفع العزلة عن القائد أوجلان، بعد انتهاء فترة سجنها، وإطلاق سراحها شاركت في التحضير للمسيرة العالمية للمرأة في نصيبين في آذار 2015 ومن ثم توجهت إلى بوطان، التي تعشقها وهي في الثانية والأربعين من عمرها حيث استشهدت.
فاطمة أويار
كانت في الثامنة والعشرين من عمرها عند اغتيالها، ولدت في قرية دهوك، التي تقع في سلسلة جبال كابار، لكنها أجبرت على الخروج من قريتها، نتيجة ضغوطات المحتل التركي، وتوجهت الى مدينة شرناخ حيث استقرت فيها، وفي سنة 2000 انضمت الى مسيرات الشبيبة الكردستانية الحرة، واستمرت بالنضال والكفاح السياسي إلى أن اعتقلتها سلطات الاحتلال سنة 2009 وبقيت في السجن لمدة ثلاثة أعوام ونصف وبعد انتهاء فترة اعتقالها توجهت الى بوطان حيث شاركت بفعالية في نشاط إنشاء وتشكيل الإدارة الذاتية.
سياسة ممنهجة وموحدة
هذه السياسة تتبع منهاجاً مرسوماً مكملاً لسياسات دولة الاحتلال التركية، وعملية اغتيال الناشطات الكرديات الثلاثة في سلوبي كانت عبارة عن مذبحة سياسية أراد النظام الحاكم من خلالها ارتكابها إبادة جماعية ضد الشعب الكردي في شخصهم، لذا يجب تعريف هذه العملية على أنها “جينوسايد” ضد النساء الكرديات عموماً وما جرائم الإبادة التي تتم بحق المعتقلات السياسيات الكرديات في السجون التركية إلا عبارة عن عملية موت بطيء.
مجزرة باريس
لم ترتوِ دولة الاحتلال التركي  من دماء الكرديات، واستمرت بعمليات الإبادة والاغتيال بحق النساء الكرديات وهذه المرة عن طريق أجهزة استخباراتها ومرتزقتها وعملائها، ارتكبت جريمة أخرى بحق ثلاث نساء كرديات مناضلات ولكن هذه المرة تمت عملية الاغتيال خارج حدود كردستان وتركيا، في قلب أوروبا وفي باريس عاصمة النور والضياء، الضحايا كنّ كلاً من ساكينة جانسيز “سارة” العضوة المؤسسة والبارزة في حركة التحرر الكردستانية والناشطتين المدنيتين فيدان دوغان “روجبين”  وليلى شايلمز “روناهي” حيث تمت عملية الاغتيال في وقت متأخر من الليل، لم يكن اختيار ساكنة ورفيقتيها مجرد صدفة أو حدث عابر، ولكن كان هدفاً مختاراً كونها ترمز لمسيرة المرأة الحرة في حركة التحرر الكردستانية، وكانت تقوم بنشاطات مدنية كبيرة ومتنوعة من أجل إزالة اسم الحركة من لائحة الإرهاب وكانت ذات شخصية متميزة ومثقفة قضت سنوات طويلة من عمرها في سجون ومعتقلات الفاشية الطورانية، وكان لها مواقف صلبة وصامدة في سجن آمد السيء الصيت خلال فترة مقاومة السجون.
دنيز بويراز 
لم تكتفِ ولم تشبع هذه الطغمة الحاكمة من قتل واغتيال الناشطات الكرديات، هذه المرة قام أحد أزلامها بالدخول في وضح النهار وأمام أعين الناس إلى مقر حزب الشعوب الديمقراطي HDP في مدينة إزمير التركية وقام بقتل عضوة الحزب دنيز بويراز بدم بارد وهي لم تُكمل أكلها البسيط أمامها، بتاريخ السابع عشر من حزيران 2021، الشخص الذي قام بعملية الاقتحام والاغتيال له صور مع مسؤولين كبار في حكومة التحالف الفاشي AKP – MHP  ومنهم وزير الداخلية “سليمان صويلو” وكذلك وزير الدفاع “خلوصي آكار” وهو كان ضمن صفوف القوات الخاصة التي قاتلت في مناطق ريف حلب الغربي وسفك دماء الكثير من أبناء الشعب السوري هناك.
غريبة جيزر
أعلنت سلطات سجن “كانديرا” للنساء في منطقة كوجالي على أطراف إسطنبول عن انتحار السجينة الكردية غريبة جيزر ذات 28 ربيعاً من عمرها في زنزانتها  بتاريخ 9 كانون الأول 2021 وهي المتهمة بأنها على صلة مع منظمة إرهابية (يقصدون بهذه التهمة حزب العمال الكردستاني), لكن حقيقة الأمر لم تكن كذلك فقد سبق أن تعرضت غريبة للتعذيب والاعتداء عليها من قبل حراسها، لكنها رفضت ذلك وقاومتهم بقوة ما دفع بهم إلى نقلها إلى زنزانة انفرادية مغلقة حيث تم الاعتداء عليها ومن ثم قتلها والادعاء فيما بعد بأنها انتحرت وشنقت نفسها، هذه هي حقيقة ما يجري بحق المناضلات السجينات في سجون الفاشية التركية. ما يؤكد ذلك ما كتبه الإعلام الموالي للنظام الحاكم عن هذه الجريمة بالقول “ماتت إرهابية أخرى في السجن”.
أيسل توغلوك
سنأخذ النائبة السابقة والسياسية المخضرمة ومحامية حقوق الإنسان “أيسل توغلوك” نموذجاً للآلاف من النساء الكرديات المناضلات والمعتقلات في سجون الفاشية التركية، ويتعرضن للعنف والتعذيب والممارسات اللاإنسانية، تم اعتقال أيسل توغلوك في كانون الأول 2016 على خلفية قضية كوباني والتي تم اتهام  108 شخصية سياسية كردية ناشطة بالتحريض على الاحتجاجات في الشوارع سنة 2014 والتي سقط خلالها أكثر من 30 ضحية، تدهورت حالة أيسل توغلوك نتيجة الضغوطات والتعذيب النفسي والجسدي الذي تمارسه سلطات السجن بحق السجينات الكرديات على وجه الخصوص، وبعد سماعها نبأ وفاة والدتها سنة 2017 وهي في السجن ولم ترها، تم تشخيص حالتها الصحية بالتعرض لنوع من فقدان الذاكرة ولكن لم يتم إطلاق سراحها بل على العكس من ذلك حكمت عليها السلطات بالحبس الإنفرادي غير مراعية حالتها الصحية وحاجتها لمن يعتني بها.
هذه هي حقيقة ما يجري بحق السجناء السياسيين الكرد المرضى في السجون والمعتقلات الفاشية التركية، إن هذه السجون أصبحت مراكز للتعذيب وسوء المعاملة، وأضحت تُخرج الكثير من الجنازات والتوابيت منها بدلاً من إطلاح سراح السجناء المرضى أو على الأقل تحويلهم الى الرعاية الصحية.
ذهنية الفاشية الطورانية
هي الذهنية الفاشية القائمة على عدم تقبل الآخر بأي شكل من الأشكال ورفض وجوده، لذا فهي تستهدف النساء ذوات الفكر الحر والرافضات لهذه الذهنية المريضة والمستبدة، من أستهدف “سيفي وباكيزا وفاطمة” ومن بعدهم “سارة وروجبين وروناهي” هم أنفسهم من استهدف “هفرين خلف” الأمين العامة لحزب سوريا المستقبل في 12 تشرين الأول 2019، وهم أنفسهم من اغتال كلاً من “زهرة بركل وهبون ملا خليل” عضوتي مؤتمر ستار في كوباني بتاريخ 23 حزيران 2020، وهم أنفسهم أيضاً من قام باغتيال المناضلة “سعدة الهرماس” الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة تل الشاير في ريف الحسكة ونائبتها “هند الخضر” بتاريخ 22 كانون الثاني 2021. هذه هي الذهنية المريضة التي تسير عليها دولة الاحتلال التركي وتسعى من خلالها كسر إرادة المرأة الحرة وشلّ دورها في بناء شخصيتها الحرة والمشاركة في بناء مجتمع ديمقراطي حر.
يُذكر أنه جرائم القتل بحق النساء تزداد بشكل ملحوظ في تركيا، خاصة بعد خروج حكومة أردوغان من اتفاقية إسطنبول التي تحمي بعضاً من حقوق المرأة، وهو ما دفع بأصحاب الذهنية الذكورية المريضة إلى ارتكاب المزيد من جرائم القتل والاغتيال بحق النساء تحت حجج وذرائع واهية وتحت حماية دولة الاحتلال التركي نفسها.
 نترك لكم التعليق.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle