سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

القزم المشلول والطويل الأعمى

“قصة قصيرة من التراث الدمشقي”
تعرف على حكاية القزم المشلول المسيحي، وصديقه الطويل الأعمى المسلم، وهي من روائع الأمثلة للوحدة الوطنية وسماحة الأديان والإخلاص، لما بدا منهما من محبة وأخوه لبعضهما رغم اختلاف الأديان.
تعود رواية هذين الرجلين لعام 1889م، حيث كانا يقطنان دمشق، والتقطت حينئذ لقطات تصويرية لهما، حيث رصدت القزم المسيحي المشلول ويدعى ”سمير” يحمله على ظهره الضرير المسلم “محمد”.
وكانا يسكنان بغرفة واحده، ويعملان بالمكان نفسه، المسيحي المشلول كان يعمل حكواتيا في إحدى مقاهي دمشق القديمة، والأعمى المسلم كان يبيع البليلة، أمام المقهى نفسه، ويستمع لحكايات صاحبه سمير.
كان القزم سمير يعتمد على محمد في تنقلاته عبر شوارع دمشق، فيما كان الأعمى محمد أيضاً يعتمد على سمير لإرشاده على الطريق، وتحذيره من الحفر والعوائق، حيث أن شخصاَ يرى، والآخر فقط يمشي، لقد كملا بعضهما.
وبالرغم من قساوة الحياة، إلا أنهما عاندا تلك الحياة والظروف، وتقدم العمر بالمشلول المسيحي والأعمى المسلم، وبلغا مرحلة اليتم من الأب والأم والأهل، وتوفي سمير، وبقي محمد يبكي لمدة أسبوع كامل في غرفته، حيث أنه لم يصدق أن صديق دربه، قد فارقه وتركه وحيداً، إلى أن وجد ميتاً حزناً على نصفه الآخر.