سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نزيه أبو عفش وأناقة النسق المترف

أحمد ديبو_

إذا كان العصاب الاستحواذي لبلاغة الشاعر السوري، نزيه أبو عفش، يجد له مستقراً أو مقاماً في الخطأ الإملائي، الذي يفرضه عليك نصه كقارئ، فإن هذا الإملاء الموحد، شكلاً ولغةً، في بساطته ولاعقلانيته، لأنه ممارسة قسرية لملكية الخطاب، يقوم به الشاعر، دون أن يدري، أو يعي عوز القارئ لقشعريرة المعنى، أولاً، ثم حاجته الى نظام من الكلمات، يحقق له المتعة التي تنساب من الدوال المشغولة بأناقة، ومن ثم تسريبها الى المدلول الخفي.
إذاً، الأناقة، والرقة، والغموض الجميل، المطعّم بالبساطة، هي الشروط لتحرّر اللغة، إزاء المدلولات، وإزاء ملكية الخطاب، لكنّ (أبو عفش)، وفي أغلب مجموعاته الشعرية، وهي كثيرة، يعتقل لغته في ثنائية ” مع/ ضد” وفي نموذج، وفي خطاب، وذلك بسبب من عبارته الوعظيّة، والتي يقوم نسيجها على جملة من الصيغ الإجبارية، والكلمات المفتاحية، ذات المحمول الأيديولوجي. فالاستلاب الأيديولوجي مرتبط جوهرياً باستلاب المعنى، وما كان على الشاعر فعله، وبجد، هو طرد الأيديولوجية من المعنى:
” جعبةٌ للزاد
وجعبةٌ للرصاص
 يدٌ للعطاء، ويدٌ للأخذ
ثقوبٌ للأعشاش وأعشاشٌ للثعابين”
(أيها الزمان الضيّق أيتها الأرض الواسعة)
بهذه السياقات الثخينة، أي هنا حيث الكتابة تبسط جناحيها ضد اللغة الفردية، لتقف على حدودها وتقاتلها، وهذا بالضبط ما يجعل نسقه الشعري، عبارة عن تركيب جملي أيديولوجي على الأكثر، أو هو مدونة من الجمل، يبررها المعيار الأيديولوجي، والرأي السائد. وبكلمة واحدة، تصبح العبارة الشعرية لديه صورة علمانية لبلاغة النسق الشعري وكبريائه:
“انتبهوا جيداً
انتبهوا جيداً
إنهم يموتون
على الهواء مباشرة”
(ما ليس شيئاً)
“الأشجار تعلّم الخريف
 الأطفال يعلمون المذبحة
 العصافير تعلّم الرصاص
   والخبز يعلّم المجاعة”
 (أيها الزمان الضيّق أيتها الأرض الواسعة)
من هذه الاستشهادات، التي من الممكن أن نجد مثيلاً لها في دواوينه كلها، ابتداءً من “الوجه الذي لا يغيب” مجموعته الشعرية الأولى الصادرة عام 1968، وحتى آخر دواوينه،” مجموعة دلالات ممزّقة رافضة”، كأنَّ الشاعر قد تحوّل شاهداً خاماً لما حصل هنا أوهناك.
ومن الواضح، أنّه إذ يفعل ذلك، نجد أن يده بطيئةً في مجاراة فكره وانفعاله، الشاعر هنا، هو أن يفرض على القارئ سلطة مدلول نهائي، وهو إذ يفعل ذلك أيضاً، فإنما يغلق الكتابة، وكأن القارئ من غير ذاكرة، ولا تكوين نفسي، فالكتابة هنا أقصته بسلطة الإملاء القسري المتأتية من مدلول نهائي للقول الشعري:
” أيتها المرأة
  أيتها المرأة المبجلة
  لشدة ما تشبهين علم فرنسا”
  (ما ليس شيئاً)
“لا تنم يا أبي
أو… فنم
أنت قلعتنا
أنت سور فضائلنا الباقيات
أنت علّمتنا
أن نحب الحياة ونأكل لقمتنا بشرف”
 (هكذا أتيت هكذا أمضي)
إنّه شيء يشبه قول الملوك “أعلن”، فالكتابة صنعت من نفسها بطلة حقوق القارئ، وتالياً، تحولت إلى محاكاة ضائعة، وتراجعٍ غير محدود لأدبية القول الشعري، وقدرته على ابتكار الأناقة، والمحادثة العميقة، التي تتيح للقراءة، أن تتحرّر إزاء المدلولات وإزاء ملكية الخطاب الشعري.
ومما لا شك فيه، أنّ مثل هذه السياقات، هي سياقات نشطة لكنّها بالتأكيد مستبدة، وهذا الذي أوقع أغلب قصائده في الوصف والإخبار، والتقرير، وليس في الكشف، والإشراق، والمباغتة. هذا من جانب، أمّا من الجانب الآخر، فإن هذا الأيديولوجي، قد لا يخلو من السحر، فيما لو كتب ببث هو أقرب إلى البساطة، التي هي صعوبة ونضارة معاً، بث لا تجد فيه خطاباً مسهباً، ولا وعظاً، ولا حتى مانوية تثقيفية. هنا حيث نجد نهاية غير منتظرة، ونقداً اجتماعياً، ينتج خارج القوالب الجاهزة، ويحرك الطاقة الخفية في القول الشعري:
“ذات يوم
ذات يأس
ذات رصاصة
سأجمع زعماء العالم في جمجمتي
الواحد تلو الآخر
الخائن الصغير والشجاع الكاذب
ثم:
“بم”
فينتهون جميعاً.
 (ما ليس شيئاً)
هنا، يساهم النص بانزلاق خفي للمعنى، فالمعنى بقي ضالعاً في خفائه، متوارياً في الخلف، وفجأةً وفي نهاية القصيدة، ينكشف ليبث اللذّة، وهنا السياقات اللغوية مستقيمة ونزيهة؛ لأنّها استطاعت أن تشارك جماليّاً في حدوث المعنى.
إذاً، لا يخلو الإملاء الأيديولوجي من السحر، استطاع أن لا يخلو من انحراف، لا على صعيد الكلمة عن معناها، ولا على صعيد النسق عن تاريخيته القواعدية أو الثقافية، بل أيضاً في قدرته على المخاتلة، وعلى إحداث خيبة مباغتة للمعنى المنتظر، فالمدلول هنا في هذه القصيدة، بدا كأنّه مطرود من الإشارات، ومطرودة معه إمكان للتوقعات كلها، أي عملياً مطرودة معه البيئة السردية المترهلة أيضاً. فالدوال المكونة للنص، جاءت غير تائهة في نفسها، بل استطاعت أن تنشّط الانتباه لدى القارئ، واستطاعت أن تستدرجه بسلاسة وإغراء إلى مكوناتها من المعنى الخفي، ومن ثم لتفتح سياجاتها فجأة، وليحلق المعنى محققاً الدهشة والمتعة معاً.
هذا الكلام ينطبق على قصائد كثيرة في مجموعاته الشعرية، وأخص بالذكر “الله قريب من قلبي” و”الله يبكي” و”أهل التابوت” ففي هذ المجموعات، استطاع الشاعر أن يتسلل إلى ما وراء القشور، ليصل إلى الجوهري والأصيل في معنى الكتابة، وفي معنى الإنسان، وفي مجمل العلاقات التي تربطه ربطاً وثيقاً بالحياة والناس، ذلك كله من خلال لغة غنية تنساب كأنّها ينبوع رقراق.
شعر نزيه أبو عفش، هو شعر الترف السردي المفرط، إلى درجة أنّه ينثر التفاصيل غير المفيدة، فالحواشي غير الدالة التي تكثر في كلّ مكان من دواوينه، تتحول حواشي تائهة ومحبوسة في الوهم، وهي إذ تكون كذلك، تطرد عملياً البنية السردية نفسها، وتطرد كل إمكان لتطوير شكل للمدلول، ليتحوّل مدلولاً ارتجالياً متعالياُ ومستلباً إلى الخطاب الأيديولوجي.
تنويه: (أيها الزمان الضيّق أيتها الأرض الواسعة، ما ليس شيئاً، هكذا أتيت هكذا أمضي) دواوين للشاعر نزيه أبو عش.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle