No Result
View All Result
المشاهدات 1
رجائي فايد_
للكورونا فوائد، رغم مأساويّتها! فبسبب التباعد الاجتماعي الذي فرضته علينا، كان اكتشافنا المدهش لتنظيم الندوات الحوارية عبر شبكة التواصل الاجتماعي، ببساطة فالمشاركون في تلك الندوات يجلسون في أماكنهم براحة تامّة دون عناء سفر، أو الانتقال من مكان إلى مكان آخر في المدينة الواحدة نفسها، وبغير تكلفة ماديّة.
ولذلك تعدّدت منصّات تلك الندوات؛ لبساطة تنظيمها، وتعدّدت موضوعاتها، إذ لا يكاد يمرّ أسبوع من غير أن أشارك في ندوة أو أكثر، ومن أهمّ تلك المنصّات التي أتابع ندواتها، وأشارك فيها، تلك الندوات الحوارية لمنصّة (التجمّع العربيّ لنصرة القضية الكردية)، وكذلك منصّة (أكاديمية السياسة والفكر الديمقراطي)، فضلاً عن منصّة (المبادرة العربية لحرية أوجلان) والتي أتولّى تنسيقها، وقد نظّمت المنصة الأولى منذ أسبوعين ندوة حوارية بعنوان (دور المثقفين العرب والكرد في تطوير العلاقات العربية الكردية)، ولأنّي لم أكن ضمن منصّة تلك الندوة، فقد شاركت بمداخلة قصيرة، رغم ما لديّ من الكثير الذى يجب أن يُقال بهذا الصدد.
فمنذ أوائل تسعينات القرن الماضي، وبعد عودتي من أربيل، وبناء على نصيحة الأصدقاء، ركّزت اهتماماتي كلّها بالمسألة الكردية، وتحديداً حول مسألة أهميّة وضرورة الحوار مع هذا الشعب، الذي شاركنا تاريخياً السراء والضراء، حيث كان للكرد أدوارٌ مشهودة في النهضة العربية والمصريّة على وجه الخصوص، وأشهد أنّني كنت سعيد الحظ، إذ وجدت من نصحني وعاونني في ذلك.
وكتبت، ونوّهت كثيراً عن أصحاب الفضل كلّهم في توجيهي ومعاونتي، حينها التقيت بالزعيم الكردي (جلال الطلباني) عند زيارته للقاهرة عام 1987، وعلمت فيما بعد أنّ تلك الزيارة كانت بهدف التنسيق مع السلطات المصرية؛ لفتح مكتب في القاهرة لحزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني)، والذي تولّاه الأخ (عدنان المفتي) الذي تواصلت معه حين وصوله القاهرة، واصطحبته لمركز (ابن خلدون) في القاهرة (الدكتور سعد الدين إبراهيم)، وهو المركز المعنى بهموم الأقليات في المنطقة.
وترحيباً به، فقد غيّر مدير ندوة رواق (ابن خلدون) برنامجه الشهري، كي يتحدّث فيه (عدنان المفتي)، وكانت محاضرته في أغلبها عن مآسي الشعب الكردي في ظلّ حكومة البعث، ولم يكن هناك أيّ مجال للتطرّق إلى الجانب الثقافي، فقد كان الحديث كلُّه سياساً، وهذا أمر طبيعيّ، حيث كان حجم معاناة الشعب الكردي لا تسمح بالتطرّق إلى الجانب الثقافي.
بعد ذلك بدأت تحضيرات مؤتمر الحوار العربي الكردي في القاهرة، والذى نظمته اللجنة المصريّة للتضامن، وكنت عضواً في اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر، كما قدّمت دراسة للمؤتمر بعنوان (المسألة الكردية والأمن القومي العربي)، وفيها نبّهت بضرورة التواصل والحوار مع الكرد، لمالهم من تأثير بالغ على أمننا القومي، كان الوفد الكردي محصوراً في الحزبين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني)، وكانت على المشاركين الأكراد ملاحظة، وهي أنّهم كانوا من السياسيين، في حين أن المشاركين العرب (المصريين)، كانوا من المجتمع المدني.
لذلك كان هناك غياب تامّ للجانب الثقافي في حوارات هذا المؤتمر، رغب الشعب المصري بالذات، للتعرّف على الجوانب الثقافية الكردية، في الوقت الذي كنت فيه، خلال إقامتي في أربيل، أعرف مدى شغف الكرد بالفن المصري من خلال ما يعرض في تلفاز بغداد عن الأفلام والمسلسلات المصرية، وكنت ألاحق بأسئلة عن الممثلين المصريين، تتعلّق بأعمالهم، بل بحياتهم الشخصية، دون أن أجد مقابلاً معرفياًّ مصريّاً بالجوانب الثقافية الكردية وللحديث بقية.
No Result
View All Result