سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

واقع خدمي سيء في قرى جنوب الحسكة ومناشدات لإنقاذ المنطقة

الشدادي/ حسام دخيل –

تفتقر العديد من قرى بريف الحسكة الجنوبي إلى خدمات أساسية تعدّ من مقومات الحياة منذ بداية الأزمة السورية، والذي زاد الأمر تعقيداً، سوء الضائقة المالية والأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها المنطقة إضافة إلى تراجع الانتاج الزراعي والجفاف خلال المواسم السابقة.
شحّ في الماء وعدم توفر الكهرباء والمحروقات هذا هو واقع الكثير من القرى كالدشيشة وأبو حامضة القريبة من الحدود العراقية جنوبي مدينة الحسكة، على الرغم من تقديم الأهالي عدة شكاوى للمجالس المحلية بهدف تحسين واقع قراهم الخدمي، من دون أن تلقى هذه الطلبات أي استجابة، كما يقولون.
المواطن شاهين الخلف من قرية خويبيرة التابعة لتلّ الشاير قال لصحيفتنا: “نعيش حياة بدائية، نعتمد على أنفسنا في كلّ شيء، قرانا تفتقر لأبسط الخدمات، لا ماء ولا كهرباء ولا خبز ولا طرقات ولا شبكة اتصالات، فنحن شبه معزولين عن العالم الخارجي وكأننا غير موجودين على الخريطة”.
وأضاف الخلف: “نلجأ لشراء الطحين الذي وصل لأسعار قياسية من أجل تأمين الخبز لأبنائنا، وهناك الكثير من العوائل لا تملك قوت اليوم، ولا تستطيع شراء كيس الحنطة بمبلغ ١٥٠ ألف ليرة سورية، ولا شراء كيس طحين لا يكفي العائلة لمدّة أسبوع بمبلغ ١٠٠ ألف”.
وقال المواطن حامد العبد: إنّ قريتهم تعاني من شحّ في مياه الشرب، حيث يصل سعر المتر المكعب الواحد من المياه إلى أكثر من ١٢٠٠٠ ليرة سوريه إن توفّر.
ويضيف العبد: “الصهاريج الخاصة ببلدية تل الشاير لا تصل إلاّ كلّ ثلاثة أشهر مرة واحدة، ويضطرّ الأهالي في بعض الأحيان لشرب مياه الآبار المُرة”.
ويتابع: “ما يزيد الأمر سوءاً مع دخول فصل الشتاء هو سوء وضع الطرقات، حيث يصعب على صهاريج المياه دخول ٩٠% من القرى المتواجدة في تل الشاير والدشيشة و(أبو حامضة)”.
فيما قال بشار الحميد: “منذ تحرير الدشيشة في عام ٢٠١٨ حتّى هذه اللحظة لم تدخل أيّ منظّمة المنطقة بشكلٍ عام بحجة أن المنطقة ليست آمنة، على الرغم من كل المناشدات المقدمة للجهات المعنية”.
وأردف “رفعنا شكاوينا كلّها ومتطلباتنا للكومينات، والذين بدورهم نقلوها للمسؤولين في الإدارة الذاتية في الشدادي ومقاطعة الحسكة، ولكن دون أي جدوى تذكر لتاريخه”.
وطالب الحميد في نهاية حديثه المسؤولين والقائمين في الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني، بضرورة التّدخّل لإنقاذ المنطقة، وللحدّ من الحلول البديلة الفردية التي لا تحمد عقباها، ولا تصلح الواقع العام المتردّي.