بعد توقف طويل مصانع غزة تعود ببطء للعمل

بدأت مصانع ومنشآت قطاع غزة الإنتاجية بالعودة إلى العمل تدريجيا بعد توقف استمر أشهرًا، إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتبعات تشديد إسرائيل للحصار ومنع إدخال المواد الخام، الأمر الذي أثّر على آلاف العمال في غزة الذين تُركوا في وجه العوز والحاجة.

مصنع “عودة” لخياطة الملابس، استأنف عمله بعد توقف طويل إثر منع إسرائيل إدخال المواد الخام إلى قطاع غزة. يقول مالك المصنع محمد عودة (42 عامًا) خلال حديثه مع وكالة هاوار إن “إغلاق المصنع لفترات طويلة، كبّده خسائر فادحة، إلى جانب أن الأمر طال رزق عشرات العمال، الذين يشكل عملهم في المصنع مصدر دخلهم الوحيد”.

وبيّن أنه “جرى استئناف العمل داخل المصنع، بعد توقفه، نتيجة إغلاق المعابر ومنع المواد الخام، بعد الحرب الأخيرة على غزة”.

وبحسب عودة، يراوح عدد العمال في المصنع بين 30 إلى 40 عاملًا، مبينًا أن العدد يتضاعف في المواسم والفترات التي يزداد فيها العمل كالأعياد والمناسبات.

وعلى الرغم من أن المصنع بدأ يعود تدريجيًّا إلى الحياة، إلا أن (عودة) يخشى من تجدد توقف إدخال الأقمشة والمواد الخام في أي لحظة، فالأمر “غير مضمون أبدًا في هذه البلاد”، كما يقول. ويضيف: “هناك ضرورة لتسهيل تصدير الملابس إلى الضفة الغربية وغيرها من الأسواق، لزيادة دافعية ومعدل العمل”.

وينتج مصنع عودة الذي يعمل منذ ستينيات القرن الماضي وترث إدارته الأسرة، جيلًا بعد جيل، من 700 إلى 800 قطعة ملابس يوميًّا. حسب الطلب، وتفاصيل العمل.

وليس ببعيد عن مصنع عودة، عاد مصنع “فينتانا” للمشروبات الغازية في غزة إلى العمل بعد وصول المواد الخام. ومصنع فينتانا يضم عشرات الأيدي العاملة. حيث تعطّل العمال إثر إغلاق المصنع، وجرى تسريح جميع العاملين، البالغ عددهم 115 عاملًا لمدة طويلة.

وقال مدير العلاقات العامة في مصنع “فينتانا” عاهد مهدي لوكالة هاوار إن الحرب الأخيرة وتشديد الحصار، أثر بشكل كبير على عمل المصنع، مبينًا أن إغلاق المعابر أدى إلى نفاد مخزون المواد الخام اللازمة للإنتاج لفترة طويلة.

وكذلك، عادت بعض منشآت المواد الغذائية في غزة إلى العمل مع دخول احتياجاتها الضرورية لعملها. يقول زكريا الغول وهو عامل في أحد المصانع الغذائية، إنه لم يصدق أن “المعلم هاتفته قبل أيامٍ، ليخبره بعودة العمل بعد توقف وصل لنحو أربعة أشهر”. مضيفًا “إن إغلاق المصنع تركه وأسرته في وجه العوز ودون دخل طوال الأربعة أشهر”.

ويشير الغول (32 عامًا) وهو أب لخمسة أولاد، إلى أنه عاش أيامًا صعبة “لم أتمكن فيها من توفير لقمة أولادي. تراكمت الديون علي، يعني الحرب علينا لم تتوقف، بل وصلت لأدق تفاصيل حياتنا”.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلنت مصادر إسرائيلية، بدء سلسلة من التسهيلات الإنسانية إلى قطاع غزة، بينها السماح بإدخال بعض المواد الخام بشكل تدريجي. وإثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أغلقت كبرى مصانع ومنشآت قطاع غزة الصناعية التي تضم آلاف العمال، أبوابها، إثر تعرضها للدمار أو إثر منع إدخال إسرائيل المواد الخام إلى غزة في إطار تشديد حصارها على القطاع. الأمر الذي كان له انعكاسًا ملحوظا في غزة، بزيادة نسب البطالة والعمال العاطلين عن العمل، ومساهمة في تعقيد أزمات القطاع المعيشية والإنسانية.

ويقول مدير عام المعابر في وزارة الاقتصاد بغزة رامي أبو الريش، إن ما سمحت إسرائيل بدخوله من مواد خام وغيره من متعلقات المصانع والمنشآت الإنتاجية في غزة، محدود، ولا يزال رفض إدخال المواد الكيميائية وغيرها من المواد التي تصنفها على أنها ذات استخدام مزدوج (عسكري/ مدني) إلى غزة، مستمرًّا.

وبيّن أن “حركة المعبر التجاري الوحيد الذي تسيطر عليه إسرائيل، لا تزال مشددة، ولا تشبه الحالة التي كانت عليها قبل الحرب الأخيرة في 10مايو/ أيار الماضي”.