حلم السوريين يتبدد باتحاد فاسد وفاشل… الشمشون الكوري يهزم المنتخب السوري

روناهي/ قامشلو ـ

منذ عقود من الزمن وحلم السوريين وصول منتخبهم إلى مونديال كأس العالم، ولكن في ظل اتحادات فاسدة هذا الأمر غير ممكن وخاصةً بعد فضحية مدوية للاتحاد السوري، عندما أخطأ إدارياً وتسبب ذلك بعدم التحاق النجمين المحترفين آياز ومحمد عثمان لبعثة المنتخب السوري، الذي خسر أمام المنتخب الكوري الجنوبي بهدفين لهدف.
وفي الوقت كانت الأنظار تتجه لوصول النجمين آياز عثمان ومحمد عثمان إلى كوريا الجنوبية للمشاركة مع المنتخب السوري بمباراته ضمن الجولة الثالثة ذهاباً من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2022، تفاجئ الجميع بخبر عدم قدرة وصول اللاعبين إلى كوريا.
لتنكسر معنويات الجماهير واللاعبين قبل لعب المباراة، ولكن خرج المحروس المدير الفني للمنتخب السوري والنجم السوري السومة وحاولوا منح السوريين جرعة أمل بتصريحات بأنهم واثقون باللاعبين، ويتأملون بالخروج بنتيجة إيجابية.
المباراة
المنتخب السوري تأثر بغياب أبرز لاعبيه محمد عثمان وآياز عثمان، بسبب خطأ إداري، ومحمود البحر للإصابة، ورغم ذلك قدم المنتخب السوري الشوط الأول بشكل مقبول نسبياً وأهدر المنتخب الكوري ثلاث فرص أمام مرمى إبراهيم عالمة، وبدون منافس كان عبد الرحمن الويس نجم المنتخب السوري بتحركاته وسرعته، فيما لم يظهر السومة كما كان متوقعاً.
الشوط الثاني ظهر فيه المنتخب الكوري بتركيز أفضل، وخاصةً في وسط الملعب، فسجل بيوم هوانغ هدف التقدم، وسط تهاون من الدفاع السوري.
المنتخب الكوري لم يتراجع للمواقع الدفاعية وبقي مهاجماً، فيما اعتمد المنتخب السوري على الهجمات المرتدة السريعة والتي كان أخطرها للسومة من تمريرة محمود المواس، فيما أنقذ العالمة مرماه من فرصتين.
نزار محروس مدرب سوريا أشرك علاء الدالي لتعزيز القوة الهجومية، بديلاً لسعد أحمد، فنجح خريبين في تسجيل هدف رائع، ليرد المنتخب الكوري سريعاً عبر هيونغ مين سون، من سوء تغطية داخل منطقة الجزاء فشل العالمة بإبعادها ليتقدم أصحاب الأرض مجدداً بهدفين لهدف.
وفي الدقائق الأخيرة حاول نسور قاسيون خطف هدف مباغت، ولكنهم فشلوا في اختراق الدفاعات الكورية القوية.
بعد المباراة تملك الحزن السوريين ومنهم بكوا في ساحات دمشق عقب نهاية المباراة وأصبحوا يتجهون لفقدان الأمل بالتأهل للمونديال وحتى بطاقة الملحق بحسب التعليقات أنها أصبحت صعبة المنال.
وعاد الجماهير والوسائل الإعلامية الرياضية بانتقاد الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، وطلبوا بحله على الفور، بعد الخطأ الكارثي والفضيحة الكبيرة والتسبب بغياب آياز عثمان ومحمد عثمان.
اتحاد كاذب
الاتحاد السوري الذي كان برر غياب النجمين بتحميل السفارة الكورية الجنوبية في لبنان المسؤولية ببيان صحفي، بالإضافة لتعطل شبكات التواصل الاجتماعي الاثنين الماضي، مما خلق حالة من السخرية والاستياء من قبل جماهير المنتخب السوري.
ولكن جاء الرد على بيان الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، بيبان من قبل الاتحاد الكوري لكرة القدم، وأوضح في البيان الذي نشرته صحيفة “شو سن” الكورية الجنوبية:
أن “اللاعبان اللذان يلعبان في أوروبا، ولم يسمح لهما بالدخول، يحملان جنسية مزدوجة”.
وتابع البيان: “الجواز الذي طلبه الاتحاد السوري لكرة القدم للحصول على تأشيرة وإعفاء من الحجر الصحي لكلا اللاعبين هو جواز سفر سوري، واكتملت العملية الإدارية وحصلا على التأشيرة، على جوازهما السوري، دون أي مشاكل”.
وأضاف البيان: ”المنتخب السوري جاء إلى كوريا أولاً بجوازات السفر السورية للاعبين اللذين صدرت لهما التأشيرات وإعفاءات الحجر الصحي، أي أن الجوازين لم يكونا بحوزة آياز ومحمد عثمان”.
وأكمل البيان: “الطائرة رفضت سفر العثمانين لعدم وجود التأشيرة والإعفاء من الحجر الصحي على جوازهما الأوروبيين، بل ظلت موجودة في حوزة البعثة السورية على جوازي السفر الخاصين بالعثمانين“.
وختم البيان: “نوضح مرة أخرى أن الموقف كان بسبب خطأ إداري في إدارة أو طلب جواز سفر المنتخب السوري ، وليس مشكلة إدارية من قبل القنصلية الكورية أو الاتحاد الكوري لكرة القدم”.
بينما ذكر مصدر مقرب من اللاعبين لوسيلة إعلامية محلية أن “العثمانين كان بمقدورهما السفر، لو أرسل اتحاد كرة القدم الجوازات السورية لهما، والممهورة بختم الفيزا، وبالإعفاء من الحجر الصحي”.
وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “اتحاد كرة القدم هو المعني بتبرير لماذا أصدر فيز دخول على جوازات اللاعبين السورية، ولم يرسلهما لآياز ومحمد عثمان، فاللاعبان توجها بجوازاتهما الأوروبية، بناء على تأكيد الاتحاد، بإمكانية دخولهما بهما”.
وبعد نهاية المباراة صرّح المحروس المدير الفني للمنتخب السوري: “خسرنا المباراة بأخطاء فردية، بالطبع منتخب كوريا الجنوبية كانت سيطرته أكبر على الكرة”.
وأشار: “المنتخب الكوري الجنوبي منظم جداً ويلعب كرة سريعة والعلامة الفارقة هو اللاعب “سون” بتحركاته وخبرته والمساحات التي صنعها لزملائه وسجل هدف الفوز أيضاً”.
ونوه: “استراتيجيتنا كانت بإغلاق المساحات وتضييقها لأن المنتخب الكوري خطير جداً واعتمدنا على الهجمات المرتدة”.
واختتم المدير الفني للمنتخب السوري نزار محروس حديثه: “منتخبنا لعب بإيقاع وفكر تكتيكي جيد وكنا أقرب للتعادل وهذه هي كرة القدم تُحسم بالأخطاء، وإن شاء الله التعويض في المباراة القادمة أمام المنتخب اللبناني”. بينما نشرت صفحات رياضية سورية عن وجود فساد كبير ضمن بعثة المنتخب السوري وخاصةً في الكادر الفني والإداري، حيث ذكروا بأنه سافر مع البعثة أولاد وبنات مسؤولين من حكومة دمشق للسياحة والسفر بمهمات وهمية على أنهم إداريين، وكذلك ضمن الكادر الفني بأنه يتم محاولة إبعاد المحرفتين مقابل زج لاعبين محلين في التشكيلة بعد تلقي رشاوي ومبالغ مالية لقاء ذلك.

مطالب بحل الاتحاد
وقبل المباراة وبعدها ظهرت ضغوط كبيرة ومطالب بحل الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم بعد الخطأ المرتكب بعدم التحاق آياز عثمان ومحمد عثمان، ولكن القضية لا تكمن في حل اتحاد وجلب اتحاد آخر بداله فالمعضلة مستمرة منذ عقود وبات المطلب حل جذري اقتلاع جذور الفساد والتي تكمن بعدم وضع عسكريين في المناصب الرياضية السورية التابعة لحكومة دمشق حيث حتى الآن حزب البعث “العربي” الاشتراكي ومنذ توليه السلطة منذ عقود وإلى الآن يتحكم بمفاصل الرياضة بوضع إدارات الأندية والمنتخبات الوطنية.
وبعد خسارة سوريا أمام الشمشون الكوري استقر المنتخب في زيل الترتيب بنقطة وحيدة من تعادل بالإضافة لخسارتين، ولحسب نفس المجموعة في الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، فازت إيران على الإمارات بهدف بدون رد وسيطر التعادل السلبي من دون أهداف على لقاء منتخبي العراق ولبنان وبات ترتيب المنتخبات على الشكل التالي:
1ـ إيران 9 نقاط.
2ـ كوريا الجنوبية 7 نقاط.
3ـ الإمارات 2 نقطة.
4ـ لبنان 2 نقطة.
5ـ العراق 2 نقطة.
6ـ سوريا 1 نقطة.