فضحية جديدة للاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم… واسطة.. فساد.. محسوبيات.. إلى متى؟

روناهي/ قامشلو ـ

---

لا يمر عام أو مناسبة رياضية هامة ولا نشهد فيها فضحية من العيار الثقيل للاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم ولمنتخب للرجال، وآخرها كانت قضية عدم التحاق النجمين المحترفين آياز ومحمد عثمان، ببعثة المنتخب السوري المتواجدة حالياً في كوريا الجنوبية.

وفي الوقت كانت الأنظار تتجه لوصول النجمين آياز عثمان ومحمد عثمان إلى كوريا الجنوبية للمشاركة مع المنتخب السوري بمباراته ضمن الجولة الثالثة ذهاباً من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2022، تفاجئ الجميع بخبر عدم قدرة وصول اللاعبين إلى كوريا.

“تعذر انضمام المحترفين محمد عثمان وآياز عثمان إلى صفوف منتخبنا الوطني بسبب صعوبة إجراءات سفرهما إلى كوريا الجنوبية على أن يلتحقا بالمنتخب في الأردن قبل مواجهة المنتخب اللبناني يوم الثلاثاء القادم ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022”.

وسرعان ما بدأت الجماهير الكروية وصفحات التواصل الاجتماعي المختلفة بانتقاد فساد اتحاد الكرة السوري ورئيسه العميد حاتم الغايب، وضجت الصفحات بالخبر وعن حالة الاستهتار ضمن الكادر الإداري للمنتخب وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن المنتخب أصبح حجة لسفر الكثيرين للفسحة ووصل أحد المعلقين بالقول بتغير اسم اتحاد الكرة التابع لحكومة دمشق إلى “اتحاد السياحة والسفر”.

سقوط الأقنعة

بينما بات السوريين يعرفون جيداً أوضاع الاتحاد العربي السوري وحقيقتهم المخفية فقال أحد المعلقين: “بكرة بيطلع سيادة العميد حاتم الغايب بقول بي علينا مؤامرة من كواكب زحل وعطارد وكل الكواكب”.

من جانبه ذكر رئيس الاتحاد “العربي” السوري “العميد” حاتم الغايب الشخصية التي ما زالت تتعرض للنقد وخاصةً بأن الاتحاد الكرة إلى متى يبقى أسير حكم العسكر؟، فكل القيادات الرياضية هي عسكرية وإن لم تكن عسكرية فهي من عائلة محسوبة على كبار القيادات العسكرية والسياسية لحكومة دمشق.

الغايب قال: “لا يوجد هناك خطأ إداري مقصود أو غير مقصود بشأن قضية آياز ومحمد عثمان كل ما في الأمر هو بسبب متغيرات فيروس كورونا والإجراءات المتبعة في كوريا الجنوبية، كل ما يقال في وسائل التواصل هو غير صحيح هدفهم فقط التشويش على المنتخب”.

ولترد على تصريحه الصفحات الرياضية وكتبت أحدها:

“كفاكم عبثاً بقلوبنا ومشاعرنا.

كفاكم فساد ومحسوبيات.

ألم تكتفوا ؟!

نحنا شعب من حقنا أن نفرح ولكن بوجود العصابات داخل الاتحاد لن نشاهد سوى الإحباط

حاتم الغايب أثبت فشلك الذريع وأنك غير مؤهل لهكذا منصب مكانك داخل نقطة للجيش السوري.

اترك منصبك لأشخاص هم أولى منك وهم أهل ثقة وقادرين على رسم البسمة على وجوهنا.

أيضاً لا ننسى الملك كما كان يُلقب سابقاً عبد القادر كردغلي عندما استلمت منصب مدير المنتخب أصبحت قرش ولم توفر أي شيء.

مباراة كوريا الجنوبية المصيرية ستقرر مصيركم

أرحلوا بصمتٍ أفضل من أن ترحلوا بالإهانة والحملات ضدكم”

حالة من الاستياء تسبق لقاء المنتخب السوري مع المنتخب الكوري الجنوبي يوم الخميس المصادف للسابع من شهر تشرين الأول الجاري، وذلك بعد عدم التحاق النجمين أياز ومحمد عثمان.

بيان جعل الاتحاد أضحوكة

وكان الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق أصدر بياناً يوضح فيه مسألة تعرقل انضمام ثنائي منتخب سوريا المحترف في أوروبا، محمد عثمان، وآياز عثمان.

وجاء في البيان: “بعد أن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تفسيرات متعددة فيما يتعلق بسبب تعرقل التحاق اللاعبين، محمد عثمان، وآياز عثمان ببعثة منتخبنا الوطني الأول المتواجدة في كوريا الجنوبية للقاء منتخبها ضمن الدور الحاسم من التصفيات المونديالية يود الاتحاد العربي السوري لكرة القدم توضيح النقاط التالية:

أولاً: كافة أفراد البعثة حريصون كل الحرص على إنجاز عملهم كما يجب وبما ينعكس إيجاباً على مصلحة المنتخب.

ثانياً: السبب الرئيسي في عدم التحاق اللاعبين يعود أولاً وأخيراً إلى رفض شركات الطيران بصورة مفاجئة وغير مُعتادة إدخال اللاعبين بجوازات سفرهم الأوروبية، رغم تأكيد السفارة الكورية في بيروت وكذلك السفارة الكورية في الإمارات عدم الحاجة لإصدار (فيزا) لهما على الجواز الأوروبي، بينما تمكن اللاعب عبد الرحمن ويس من الالتحاق ببعثة المنتخب لأنه استخدم جواز سفره السوري حسب رغبته الشخصية، وسيتواجد اللاعبان ضمن بعثة منتخبنا إلى الأردن.

ثالثاً: تم تغيير مراقب المباراة بسبب نفس الحالة ولذات السبب حيث تعذر وصول المراقب المكلف إلى كوريا الجنوبية.

رابعاً: قام الاتحاد العربي السوري لكرة القدم بمخاطبة مراقب المباراة، وممثل الاتحاد الآسيوي، وشرح الحالة بالتفصيل لهما، كما سيقوم أيضاً بمخاطبة الاتحاد الآسيوي للعبة في ذات السياق.

خامساً: يُقدّر اتحاد كرة القدم حرص الجماهير السورية على مصلحة المنتخب، لكنه يؤكد أن كل ما قيل من تفسيرات، وتأويلات هو أمر غير دقيق على الإطلاق.

سادساً: التأخير الحاصل في توضيح الجزئيات، والحيثيات السابقة يعود أولاً للعطل الذي أصاب كافة مواقع التواصل الاجتماعي، ولفارق التوقيت بين سوريا، وكوريا الجنوبية، والذي يقارب ست ساعات.

واختتم البيان بتنويه الاتحاد السوري: “يتمنى الاتحاد على الجميع توخي الدقة في نقل أي معلومة والالتفاف خلال المرحلة الحالية حول المنتخب الذي ننتظر ظهوره بأفضل صورة خلال المباريات القادمة”.

وبعد تلك الانتقادات التي طالت تصريح الغايب رئيس الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، زادت حدة الانتقادات والسخرية بعد صدور البيان، حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالسخرية والاتهامات للاتحاد السوري لكرة القدم، وخاصةً في البند السادس الذي اتهم عطل شبكات التواصل الاجتماعي الذي حصل مساء الاثنين المنصرم في أغلب مناطق العالم بأنه كان من إحدى الأسباب التي منعت التحاق اللاعبين بالمنتخب!.

مجموعة من التعليقات

“عندنا بالاتحاد الرياضي السوري بتشوف إلي عمرك ما شفتو”.

“صرلكن عشر سنين بدون كهرباء وماشية البلد على التوكل وقف الفيس بوك ست ساعات حطيتو كلشي برقبتو”.

“نفس الحكي تبع الفيس يعني في تقصير فهل يُعقل بعثة تحتوي 66 إداري ما فيها تخلص أمور أفضل لاعبين بقمة الفورمة يا أما هل الإداريين قابضين من بعض اللاعبين المحليين وكان الهدف إبعاد العثمانين”.

“بقا حاج نضحك على بعضنا اتحاد السياحة والسفر والمحسوبيات لازم محاسبة وإقالة وسجن لأن الهدف أصبح واضح والجمهور والحلم ضحية”.

“حطيتو أعذار برافو عليكن بس أنو تروحو بهل العدد الكبير سياحة ليش في أسماء ما في داعي تسافر بس الشغله فوضى بسبب شخصين معروفين مين هنن الله يفجعني فيكن يا رب”.

“من عشرات السنين ماشفنا اتحاد رياضي بيشتغل لصالح المنتخب…!!! كل الاتحادات السابقة والاتحاد الحالي همهم مصالحهن الشخصية وبس حاجة تبريرات وحجج قرفتونا الرياضة”.

“إذا كنتوا بتعرفوا أنو البسبور الأوربي لا يخوّل اللاعبين أخذ الفيزا. ليش ما خبرتوهم واشرفتو على هل الموضوع شخصياً وقلتلن لا تستخدموا البسبور الأوروبي؟

كأنه الموضوع مبيت وتاركينهم يعملوا هيك حتى جماعة النفعيات ياخدوا مكانن ماهيك؟”

“حطوها برقبة مارك”

“توقيف الواتس والفيس هو جزء من المؤامرة الكونية على سوريا هيك القصد بس استحوا يكتبوها”

“والله غرغرة الدمعة بعيني العذر أقبح من الذنب”.

جيوش الإداريين!

سيلٌ من التعليقات مستمرة منذ ساعة نشر خبر عدم التحاق العثمانين بالمنتخب السوري، وأردفنا البعض منها، كما بنفس الوقت نشرت وتساءلت مواقع إعلامية مقربة من حكومة دمشق ومنها موقع تلفزيون الخبر:

“اثنان من أهم نجوم الجيل الحالي لمنتخب سوريا، والمحترفان في الدوريين الممتازين في هولندا واليونان، سيفتقد لخدماتها المنتخب، الذي عجز منذ عامين عن دخول مباراة واحدة، بصفوف مكتملة”.

وتابعت تلك الوسيلة: “وإن كانت كل منتخبات العالم معرضة لغياب بعض نجومها لظروف ما، فإن “صعوبات السفر” تشكل عذراً غريباً بعض الشيء، لتبرير غياب لاعب عن منتخبه الوطني”.

وتساءلت: “وكيف يتمكن المنتخب من حل جميع صعوبات السفر، حتى لو كنا في زمن كورونا، لـ28 لاعباً من بينهم عبد الرحمن ويس القادم من اليونان، ويعجز عن حل تلك الصعوبات بالنسبة لآياز ومحمد عثمان؟”.

وأضافت: “وهل سيتمكن مثلاً اتحادنا بفرض وجهة نظر سوريا مثلاً في لقاء الإياب، والذي لنفترض جدلاً، أقيم في دمشق، بعد فك الحظر عن ملاعبنا، “بالمناسبة ما جديد هذا الملف”، وعدم “التفييز”، لنجم كوريا “هيونغ مين سون”، لدخول سوريا وحرمان الكوريين منه؟”.

وأشارت ساخرةً: “وعلى سيرة الإداريين، تشهد بعثة منتخب سوريا في كوريا سفر جيش كبير من الإداريين والموظفين في الاتحاد، فكيف “زبطت أمورهم” بسلاسة، بينما لاعبون يحتاجهم المنتخب، يجدون صعوبات بالسفر فيغيبون؟”.

واختتمت: “ماذا يفعل في الإمارات وكوريا، ذلك الجيش الإداري الكبير؟ وهل يتحمل اتحاد الكرة مسؤولية الضغط الكبير الذي ألقاه على كاهل المنتخب حالياً؟، فالجمهور لن يقبل سوى بالانتصار على الكوريين، أو الخروج بنقطة مع أداء قتالي، وغير ذلك سيجد الاتحاد والمدرب والجميع نفسهم في مرمى الانتقاد الكبير”.

“فالخسارة في حال وقعت “لا سمح الله”، ستُعزى لغياب العثمانين، وستجعل جميع النقاد والمحللين والمدربين والفنيين والمتابعين، يطرحون السؤال التالي: “كيف يخسر منتخبنا لاعبين من الأساسيين وبسبب من؟، وكيف نهدي الكوريين سبب تفوق إضافي توّج بانتصارهم، بحرمان ذاتنا من نجمين في منتخبنا؟”.

المباراة

وستقام مواجهة سوريا وكوريا الجنوبية، في ثالث مراحل التصفيات، يوم الخميس المصادف للسابع من شهر تشرين الأول الجاري، في الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت دمشق.

والجدير ذكره وكما نوهنا في بداية التقرير أن السجل السوري حافل، بارتكاب أخطاء إدارية، أدت في نهاية الأمر، لخروج المنتخب السوري من تصفيات مونديالين متتالين، عندما جهل إداريو المنتخب آلية احتساب الترتيب بين فرق أهداف أو مواجهات، في2008، وفي 2011، عند إشراك جورج مراد، اللاعب المخالف لمعايير الفيفا للعب مع المنتخب السوري، ما أدى لإقصاء سوريا من الدور الأول لتصفيات مونديال 2014.