No Result
View All Result
المشاهدات 2
رجائي فايد_
عندما دخلت طالبان كابل إيذاناً بأنها حكمت أفغانستان من جديد وفى مشهد المغادرين لأفغانستان من المطار، تم إطلاق عدة صواريخ على جموع المغادرين وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان (داعش) مسؤوليته عن هذا الهجوم، ليكشف ذلك عن مدى الصراع الدموي بين كلا التنظيمين رغم أنهما ينتميان إلى التنظيمات المتطرفة، وبسببه جعل من أفغانستان هدفاً أمريكياً منذ عقدين من الزمان للاحتلال، رغم أن أفغانستان وطالبان لم يكن لهما يد فيما حدث في الحادي عشر من أيلول وخراسان هو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى، ونشأ هذا التنظيم من أعضاء منشقون عن حركة طالبان، وأعلن تنظيم الدولة أنه أنشأ ولاية له في خراسان كما أعلن هذا التنظيم مسؤوليته عن الهجمات الدموية في السنوات الأخيرة في أفغانستان وباكستان بذبح مدنيين في مساجد ومستشفيات وأماكن عامة.
وبالرغم من أنهما (طالبان وداعش) مجموعتان سنيتان متطرفتان فهما تختلفان من حيث العقيدة والاستراتيجية، لدرجة أن بعض بيانات التنظيم تصف أعضاء طالبان بالكفار، الاتفاق الذي أُبرم في شباط 2020 في الدوحة بين واشنطن وطالبان، والذي ينص على انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان متهماً الحركة بالتراجع عن القضية الجهادية، وبعد دخول كابل والاستيلاء على السلطة في 15 آب تلقت طالبان تهنئة من بعض الجماعات الجهادية، لكن ليس من بينها داعش، وقد يستفيد التنظيم من تداعيات الأحداث الحالية في أفغانستان بسبب انهيار الجيش الأفغاني، والذى يتشابه مع ما حدث في العراق في 2003.
والذي أسفر عن نشوء جماعات جهادية أنهكت الاحتلال الأمريكي وهو ما كان يخشى أن يتكرر في أفغانستان، لذلك وقّعت واشنطن اتفاقية الدوحة من أجل سلامة جنودها، لكن الوضع الحالي لأفغانستان يعتبر مناخاً ملائماً لداعش، من خلال عملياته الإرهابية والتي آخرها ما حدث في مطار كابل وهي مجرد رسائل تريد التأكيد على أنها موجودة في أفغانستان وعلى مستوى عالٍ، وأنهم يمتلكون كل مقومات إعادة إطلاق عملياته ومناوراته وفرض نفسه طرفاً قوياً على الساحة الأفغانية، وانطلاقاً منها على الساحات المحيطة بأفغانستان.
ويحاول من خلال تلك الرسائل أيضاً استقطاب المزيد من العناصر الجهادية دعماً لتنظيمه، ولأن الإعلان عن مسؤولية التنظيم عن هجوم مطار كابل، والذي أودى بحياة عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية والمدنيين الأفغان، فإن أفغانستان من المؤكد أن تشهد تنافساً شديداً بين داعش والقاعدة الذي سترتفع أسهمها ليس فقط في أفغانستان وحدها، ولكن في المنطقة بأسرها، أما على الجانب الأمريكي؛ فإن ضربة المطار شكلت تحدياً كبيراً لأمريكا ووضعت استراتيجيتها منذ احتلالها لأفغانستان على المحك، فقد كلفها ذلك الاحتلال مئات المليارات من الدولارات ودون جدوى، وها هي بعد سنوات من ذلك الاحتلال تضطر للخروج المهين في ظل حالة من التخبط والضياع الأمريكي في إدارة الانسحاب من أفغانستان، وبالتالي فأمريكا حالياً تبحث عن كيفية الخروج من هذه الحالة بما يعيد لها هيبتها ومكانتها الدولية. لذلك؛ فلن يكون أمامها سوى طالبان لتستخدمها ضد القاعدة وداعش والأيام كفيلة بتوضيح ذلك.
No Result
View All Result