سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مهجرو عفرين… تدهورُ الواقعِ الصحيّ ينذرُ بكارثةٍ

رامان آزاد-

تحدياتٌ كبيرةٌ تواجهُ الواقعِ الصحيّ في منطقة الشهباء التي يعيش فيها نحو 250 ألف مواطنٍ من أهالي عفرين المهجّرين قسراً، فمع محدوديّة الإمكاناتِ والنقصِ الحادِّ في الأدويةِ والمستلزمات الطبيّة، بسبب حالةِ الحصارِ وقطعِ الطرقاتِ، ومواصلةِ جيشِ الاحتلال التركيّ والمرتزقة التابعين له القصفَ شبه اليوميّ، تهددُ الألغام حياة الأهالي، فيما يستمرُّ تهديدُ الإصابةِ بفيروسِ كورونا في موجته المستجدةِ.
ظروف معقدة أصعبها الحصار
في كلّ أزمةٍ يتم البحثُ عن بدائلَ تخففُ المعاناةَ عن الناسِ، وفي مقاطعة الشهباء التي أضحت للسنة الرابعة ملاذ المهجرين قسراً من عفرين، يعيشون في ظلِّ ظروف صعبةٍ للغايةِ، والواقع الصحيّ في تردٍ مستمرٍ، ما يهدد بكارثة حقيقيّة نتيجة ثلاثة عوامل أساسيّة هي: القصف شبة اليوميّ لجيش الاحتلال التركيّ والمرتزقة التابعين له، ومخاطر انتشار فيروس كورونا ومحدوديّة الإمكاناتِ الطبيّةِ والبيئةِ غير الصحيّةِ بشكلٍ عام، لذلك فإنّ البديلَ لأزمةِ الواقعِ الصحيّ يكمنُ بتأمينِ المساعداتِ والدعمِ الطبيّ من خلال تزويدِ المراكز الطبيّة بالكوادر المؤهلة والأجهزةِ والمعداتِ الضروريّة وتوفيرِ الأدويةِ اللازمةِ، وآنيةِ نقلِ المرضى في حالِ الطوارئ إلى مدينةِ حلب التي تبعد نحو 15 كم. إلا أنّ حالة الحصارِ المفروضةِ على المنطقةِ، ومنعَ دخولِ الأدويةِ والطواقمِ الطبيّة والأطباء الأخصائيين وتقاعسَ المؤسساتِ الطبيّةِ المحليّة والدوليّة ذاتِ العلاقةِ بات العاملَ الأشدَّ خطورةً.
يعيشُ في مقاطعةِ الشهباء نحو 250 ألف مواطن من أهالي عفرين المهجرين قسراً، نحو 120 ألف منهم في المخيماتِ الخمسةِ وهي (سردم، برخدان، عفرين، العودة، الشهباء)، والباقي يعيشون في منازل شبهِ مدمّرةٍ وغير مؤهلةٍ للسكنِ.
بذلتِ الإدارةُ الذاتيّة جهوداً ضمن الإمكاناتِ المتاحةِ لتجهيزِ مشفى آفرين في بلدة فافين، لتأمينِ الخدمةِ الصحيّةِ مجاناً للأهالي، إلا أنّ إمكاناته محدودةٌ في إجراءِ العملياتِ الجراحيّةِ الدقيقةِ والصعبةِ. ويتجاوز معدلُ المراجعاتِ التي يستقبلها مشفى آفرين في اليوم الواحدِ أكثر من 400 مواطن من مهجّري عفرين، في ظلِّ عدم توفرِ الأدويةِ والأجهزةِ الطبيّةِ والفحوصِ المخبريّة ومواد التحاليل وأنواع التصوير الاختصاصيّ، ما يصعّب معالجةَ المرضى.
ومن جانبٍ آخر قام الهلالُ الأحمرُ الكرديُّ بافتتاحِ ست نقاطٍ طبيّةٍ لتقديمِ الإسعافاتِ الأوليّةِ والإشرافِ على برامجِ اللقاحِ والأمراضِ الموسميّةِ. كما تمَّ تجهيزُ مشفى في بلدةِ تل رفعت، إلا أنّ كلَّ ذلك لم يلبِّ حاجةَ المنطقةِ التي عادت إليها أعدادٌ كبيرةٌ من أهلها.
وفيما كانتِ الحكومةُ السوريّة سابقاً تتخذُ إجراءاتٍ صارمةً على الحواجز، فإنّها خلال الأشهر الأخيرة شددتِ الحصارَ على مقاطعةِ الشهباء، وبخاصة في إجراءاتِ نقلِ الحالاتِ المرضيّةِ الحرجة والمصابين إلى مدينة حلب، فقد منعت سيارة الإسعاف الخاصة بمشفى آفرين من نقل المرضى وحصرت عملية النقل بالهلال الأحمر السوريّ، على أن يتم قبول النقل من قبل طبيب الهلال الأحمر وغالباً ما يحصل التأخير في حضور الطبيب أو إجراءات النقل لعدة ساعات، ما يهدد سلامة المرضى وحياتهم، بسبب إجراءات روتينيّة، وقد يؤدي منع النقل إلى حالات وفاة قبل أو أثناء النقل.

 

 

 

 

 

 

وفاة مواطن
في 26/7/2021 توفي المواطن محمد حسن موسى (43 عاماً)، بعد إصابته باحتشاء عضلة قلبية حاد. ويوم الخميس 29/7/2021 أصدر مشفى آفرين تقريراً طبياً حول سبب الوفاة، وجاء في التقرير:
“راجع المريض محمد حسن موسى مشفى آفرين في الـ 26 من الشهر الجاري في تمام الساعة الثالثة ظهراً، بعد إصابته باحتشاء عضلة قلبية حاد، وفي تمام الساعة 3:45 تم إبلاغ مكتب إسعاف حلب بأن المريض بحاجة إلى الذهاب لمشفى حلب لإجراء قثطرة قلبيّة إسعافيّة، وعلى هذا الأساس قمنا بالإجراءاتِ والموافقاتِ اللازمةِ لذهابِ المريضِ، وفي تمامِ الساعة 4:25 تحدثنا إلى الهلال الأحمر السوريّ ليتمَّ نقلُ المريضِ بسيارةِ الإسعافِ وتبيانِ حالته الحرجة، وفي تمام الساعة 5:15 وصلت سيارةُ الإسعافِ الخاصة بالهلالِ الأحمر السوريّ إلى مدخلِ مقاطعة الشهباءِ، عند دوّار الأحداثِ، ولكنَّ المريضَ كان قد تُوفي”.
وفاة ثلاثة أطفال
في 28/7/2021 أصدر مشفى آفرين تقريراً خاصاً بوفاِة ثلاثةِ أطفالٍ من مهجّري عفرين، خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة إهمالٍ وتأخرِ سيارةِ الإسعافِ الخاصّةِ بالهلالِ الأحمرِ السوريّ لنقلهم في الوقتِ المحددِ. وبخاصةٍ بعد توصيةِ الطبيبِ المشرفِ على إحدى هذه الحالات بضرورةِ نقلِ الطفلِ على وجهِ السرعةِ.
الطفلة جوانا جوان حسين
تقيم عائلتها في ناحيةِ الأحداث، تبلغ من العمر شهراً، وراجعوا مشفى آفرين بتاريخ 21 من الشهر الجاري، وتمَّ نقلها إلى وحدةِ العناية المركزيّة، لأنّها كانت تعاني من انسدادٍ في الأمعاءِ، بالإضافة إلى إقياءات برازيّة، بعد إجراء الإسعافات اللازمة لها وإبلاغ مكتب إسعاف حلب بضرورة إحالة الطفلة إلى حلب في تمام الساعة الثانية ظهراً، لكن سيارة الهلال الأحمر السوريّ وصلت مشفى آفرين في الساعة الخامسة مساء، بالإضافة إلى نفاد أسطوانة الأكسجين من تلك السيارة وهي في طريقها إلى مدينة حلب، والاضطرار إلى نقل الطفلة إلى سيارة إسعاف أخرى تابعة أيضاً للهلال الأحمر السوريّ، لتسوء حالة الطفلة وتفقد حياتها قبل وصولها إلى مشفى حلب.
الطفلة آية رشيد حمو
تقيم عائلتها في ناحية تل رفعت، وتبلغ من العمر سنة، راجعت مشفى آفرين بناحية فافين بسبب إقياءات حادة كانت تعاني منها، حيث تلقّتِ العلاجَ اللازم في تمام الساعة الثانية ظهراً، وتمّت مراقبة الطفلة ولكن دون استجابة، وتمَّ قبولها في جناحِ الأطفالِ فوراً في الساعة الثالثة، وتم إجراء تثبيط قلبيّ تنفسيّ ثم إنعاش الطفلة حسب الأصول ووضعها في وحدة العناية المركّزة، وإبلاغ مكتب إسعاف حلب بضرورة نقل الطفلة إلى حلب في تمام الساعة الرابعة عصراً، لتتأخر سيارة الهلال الأحمر السوري أربع ساعات، وتنقل الطفلة من مشفى آفرين في الساعة الثامنة مساء، لتفقد حياتها بعد تثبيط قلبيّ تنفسيّ.
محمد أمين موسى كور حمو
تقيم عائلته في ناحية احرص، ويبلغُ من العمر شهرين، راجع مشفى آفرين في 20 الشهر الجاري، في تمامِ الساعة الخامسة مساء، وكان يعاني من جرثومةٍ بالدم، بالإضافة لنزلةٍ تنفسيّةٍ، وتمَّ إجراءُ اللازم له، وإبلاغُ مكتبِ إسعافِ حلب بضرورة إحالته إلى حلب، وأنّه بحاجة لجهاز تنفسٍ اصطناعيّ بالإضافة إلى عنايةٍ مشددةٍ، ولكن لم تُوّقع الإحالةُ إلا في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً، لعدم وجودِ الدكتورة (أ ـ أ) التابعة لصحةِ حلب، ولم تصل سيارة الإسعاف للهلالِ الأحمر السوريّ إلا في الساعة 11 والنصف ليلاً ولينقلَ الطفل محمد إلى حلب متوفياً.

 

 

 

 

 

 

 

مهجرو عفرين ضحية تسييس الملف الصحيّ
وفي تصريح لوكالة هاوار تحدث الدكتور عثمان شيخ عيسى، من إدارة مشفى آفرين، حول حوادث وفيات الأطفال الثلاثة، وأشار إلى أنّ السببَ هو السياسةُ التي تمارسها حكومة دمشق بحقِّ مهجّري عفرين في مقاطعة الشهباء، والسعي إلى تهجيرهم مرة أخرى، عبر منع دخول المتطلباتِ الأساسيّة للمنطقة من الأدوية والمستلزمات الطبيّة اللازمة للعمليات، ما يؤدي إلى فقدان المواطنين لحياتهم.
وأوضح شيخ عيسى أنَّ حكومة دمشق تمنع المواطنين من الذهاب إلى مدينة حلب لتلقّي العلاج في مشافيها، بالإضافة إلى منعها دخول الأجهزة الطبيّة والأدوية إلى مشفى آفرين في الشهباء، منذ أكثر من ثلاث سنوات. فيما تُمنع سيارةُ الإسعافِ الخاصة بمشفى آفرين من نقل المرضى إلى مشافي حلب، وحُصر نقل المرضى بسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوريّ، الأمر الذي زاد من تعقيد الوضع.
ولفت إلى أنّ الطاقم الطبيّ للهلال الأحمر السوريّ يعملُ ببطءٍ، ويهملُ المرضى أثناء نقلهم إلى حلب، عدا تأخرهم عن الموعد المحدد للوصول إلى مشفى حلب، مما يتسبب بفقدان المرضى حياتهم. وأنّه بسبب إهمال الطاقم الطبيّ للهلال الأحمر السوري بنقل المرضى إلى مشافي حلب وتأخرهم لساعات طويلة، فقد ثلاثة أطفال حياتهم.
ودعا الدكتور عثمان شيخ عيسى الجهات المعنية بالتدخل الفوري والسريع وفتح المعابر والطرق المؤدية إلى مناطق الشهباء، لنقل المرضى إلى مدينة حلب وتأمين المستلزمات الطبيبة بكافة أنواعها.
لم نتلقَّ أيَّ دعمٍ دوليّ في مواجهة كورونا
وفيما يخوض العالم صراعاً في مواجهةِ فيروس كورونا، وتنقلُ مئاتُ ملايين اللقاحات عبر العالم، كانت مقاطعة الشهباء استثناءً عن العالم، وانتقد الرئيس المشترك لهيئة الصحة لإقليم عفرين، الدكتور محمد نور، تقاعس المنظمات عن القيام بواجبها تجاه أهالي إقليم عفرين وبشكلٍ خاص خلال انتشار فيروس كورونا.
وقال: “أمام ما وصلنا إليه من شح في الأدوية يمكن تسميتها بكارثة صحيّة قد تؤدي إلى الإضرار بصحة المواطنين المرضى أو أنهم قد يفقدون حياتهم، ونشعر بالاستغراب لموقف المؤسسات والمنظمات الفاعلة ذات التأثير عن صمتها إزاء هذا الواقع، ونأمل أن ترفع صوتها وتعمل ما بوسعها لرفع هذا الحظر وإدخال المواد الطبية والأدوية والمستلزمات وانتقال المرضى بشكل آمن وسلس من مناطق الشهباء إلى مدينة حلب بغرض العلاج والتداوي.
وأشار إلى أن القطاع الصحيّ وصل إلى حالة حرجة، ومشفى آفرين الرئيسيّ والنقاط الطبيّة الرديفة التي تقدم الخدمة الطبيّة بالمجان وصلت إلى وضعٍ أقرب للعجزِ عن تأدية مهامها الموكلة إليها، وتشتد حالة الحصار يوماً بعد يومٍ، ولا إدخال للمواد والمستحضراتِ الطبية، وعشرات آلاف المواطنين حالتهم الصحيّة باتت مهددة إما بالضرر أو بالوفاة، وهناك بعض المرضى بحاجة ماسة للنقلِ إلى مدينة حلب للعلاج من أمراض صعبة أو إجراء التصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي أو التحاليل الهرمونيّة والمناعيّة أو الجراحة المعقدة كالعصبيّة والقلبيّة، وسيارة الإسعاف الوحيدة التي كان يُسمح لها بنقل المرضى أُوقفت. وحياة المرضى في خطر وبالتالي فنحن أمام كارثةٍ صحيّةٍ حقيقيّةٍ ما لم تخرجِ المنظماتُ والأطرافُ الفاعلةُ والقوى المؤثرةُ عن صمتها.
وَفَيَات سابقة
يُذكر أنّ القطاعَ الصحيّ في مقاطعة الشهباء مرَّ بفترات عصيبة وبخاصة في بداية وصول أهالي عفرين المهجرين، ففي 17/4/2018 فقد المواطن صادق حسن (68 عاماً) من قرية باخجه بناحية بلبله حياته وكان يعاني من مرض “عصب المعدة”، ومع سوء حالته راجع مشفى في بلدة الزهراء، ووقع فريسة للاستغلال وسوء العلاج وتوفي بالمشفى.
وفي 10/4/2018 توفيت الطفلة الرضيعة همرين يوسف البالغة (16 يوماً) وفي 5/4/2018 وكذلك توفيت الطفلة أمينة نور (خمسة أيام) من قرية ميدان أكبس، بسبب إصابتهما بالتهاباتٍ في القصبات وضيق بالتنفس والحاجة إلى جهاز رذاذ وأوكسجين وجهاز تنظيف الصدر والقصبات، إلا أنّ الأدوات الطبيّة لم تكن متوفرة.
التهديدات الصحيّة جِديّة وفي مستوى بالغ الخطورة مع استمرار القصف العشوائيّ لجيش الاحتلال التركيّ والمرتزقة التابعين له، ما يسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة آخرين فيما الألغام المزروعة من مخلفاتِ الإرهابِ تمثل “القاتل الصامت”، وقد أسفرت عن استشهاد مواطنين أو إصابة آخرين بجروح أو بتر لأوصالهم، ونسبة الضحايا من الأطفال مرتفعة كما في مجزرة تل رفعت في 3/12/2019 والتي ارتقى فيها 10 مواطنين شهداء بينهم ثمانية أطفال.
المجلس الوطنيّ الكرديّ في وادٍ آخر
أصدر المجلس الوطنيّ الكرديّ الخميس 29/7/2021 بياناً قال فيه: “تتعرض مدينة درعا، مهد الثورة السوريّة، بما تبقى من سكانها، منذ أسابيع إلى حصار خانق تنفذه قوات النظام والمليشيات التابعة له، يستهدف التهجير القسريّ لحوالي 50 ألف من سكان المنطقة جلهم من الأطفال والنساء، وناهيكم أن ما يجري يتناقض مع اتفاق المصالحة التي رعته روسيا، وكذلك يتناقض مع قرار مجلس الأمن 2254 وجميع القرارات الأممية التي تمنع مثل هذه الانتهاكات الجسيمة والتي تعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”.
وأكد البيان: “إننا في المجلس الوطني الكُردي في الوقت الذي نعبر عن تضامننا الكامل مع أبناء درعا وندين بأشد العبارات جميع محاولات التهجير القسري، والتغيير الديمغرافيّ التي حصلت وتحصل على كامل الجغرافية السورية، من أية جهة كانت، ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الجريمة في درعا التي تتعارض مع جميع المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان”.
يبدو أنّ المجلسُ الوطنيّ الكرديّ في وادٍ آخر، إذ إنه وقف مع أهالي درعا لدواع إنسانيّة أو وطنيّة، وندد بالتغيير الديمغرافيّ هناك كما ذكر فيه بيانه، ورغم أنّ أهالي عفرين المهجرين قسراً أولى بالتعاطف، فهم على مرأى النظر ومعاناتهم دخلت السنة الرابعة وكذلك مناطق شمال سوريا المحتلة، إلا أنّه لم يعبر عن أدنى تضامنٍ أو تعاطف معهم ومع أطفالهم مع استمرار القصف فوق رؤوسهم والانتهاكات الممارسة بحقِّ الأهالي الباقين فيها.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle