الإسلام الديمقراطي ـ7ـ

 محمد القادري-

 ـ جعل عمر بن الخطاب إمارة المؤمنين بعده في سِتّة استقرَّوا مع المَشورة على عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي كان على عهده إجماع الأمة على جميع المصاحف واعتمادها وحرقِ ما سواها من نسخ القرآن الكريم التي كانت مكتوبة على ألواحٍ أو جلودٍ أو ورق بردي أو غير ذلك.

ـ قُتِل عثمان بن عفان رضي الله عنه على أيدي فئةٍ من شعبه المسلم، وبويع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرّم الله وجهه بإجماع كبار الصحابة والأكثرية العظمى من الشعب، بينما امتنع أمير الشام معاوية بن أبي سفيان عن المبايعة.

ـ قُتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أيدي الخوارج الذين خرجوا عليه رافضين قبوله التحكيم بينه وبين معاوية.

بايع أيضاً فئة عظيمة من المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب أميراً للمؤمنين، ولكن معاوية وشعبه رفضوا وأعلنوا الحرب، فما كان من سيدنا الحسن رضي الله عنه إلا إعلان الصلح معهم ليحقن دماء الشعب المسلم، فكان عام الجماعة وكان آخر إجماع عام للمسلمين.

ـ القياس: وهو قياس حكمٍ شرعي لم يردفه قرآن ولا سنّة ولا إجماع على مثله مما ورد فيه نص، ويقول به علماء الأمة المجتهدين المتبصرين، وتأتي شرعيته من آيات التبصُّر والأمثال في القرآن الكريم وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من اجتهد فأخطأ فله أجر، ومن أصاب فله أجران، اضطر الشعب الإسلامي إلى القياس بعد أن انتهى الإجماع العام في الأمّة بعد مبايعة يزيد بن معاوية وقتل الحسن بن علي رضي الله عنه، حيث بدأ الحكم الملكي الوراثي الذي لا ديمقراطية فيه.

بدأ الاجتهاد واتباع مذاهب المجتهدين كإجماع جزئي للشعب المسلم بعد ضعف الدولة الاسلامية وتفككها إلى دويلات وإمارات، وظهرت أمور لم تكن في الأولين فوضع المجتهدون مصادر فرعية للتشريع الاسلامي منها:

ــ الاستحسان: وهو استحسان حكمٍ وحرفه عن مثله في القياس لمصلحة عامة.

ــ المصالح المرسلة: وهو المحافظة على مقصود الشرع في حماية حقوق الإنسان.

ــ العرف: وهو ما تعارف عليه الناس ولا يتعارض مع الشريعة. وهو اليوم بعد تشتت وتفتت المجتمع الإسلامي وغياب المرجعية الموحدة له يمكن أن يكون الملجأ ضمن الأعراف الدولية العادلة التي تحترم حقوق الشعوب.

الخاتمة: دور الإسلام الديمقراطي اليوم يتجلّى في الدعوة إلى تأمين حق العيش المشترك، وضمان العدالة الاجتماعية والأمر بالمعروف الذي هو الأعراف الأخلاقية الإنسانية التي يعبر عنها الضمير الحي والعمل على الإصلاح والتقارب بين الشعوب (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاةِ الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) 114 النساء.