سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سائقا الجرافة الصغيران.. المسؤولية تسلبهم أبسط أحلامهم

غزال العمر/ جل آغا ـ

علي وموسى طفلان من بلدة جل آغا يخرجان مع ساعات الفجر الأولى يسابقان الصباح لعملهما إلى ورشات البناء والعمارة، لكن ماذا يفعل طفلان لم يتجاوزا الثانية عشرة من عمرهما في ساحات العمل الصعبة هذه غير مكترثين بحرارة الصيف ولا ببرد الشتاء، أيّ ظروف فرضت عليهم العمل الشاق؟
تسرق ظروف الحياة الصعبة الطفولة من أطفال يقومون بمهام الرجال، يعملون ويكدون ويحملون مهام جساماً، تترتب على عاتقهم بسبب الفقر والعوز والحاجة بالإضافة لليتم، منهم من يعمل فوق طاقته ومنهم من يعمل ضمن قدرته، ومنهم من يتعرض للاستغلال فيعمل بنصف أجرته، ومنهم من يؤكل حقه ويطرد من عمله.
الطفل علي يسرد تفاصيل حياته
اللافت في قصة بطلينا بأنّ الطفلين النحيلين متمكنين من قيادة آلية كبيرة “الجرافة” يعجز أصحاب العضلات المفتولة من الرجال عن قيادتها. يأخذ الطفل علي أحمد الظاهر ابن الثانية عشرة من العمر من سكان بلدة جل آغا قسطاً من الراحة والعرق يتصبب من جبينه، يروي عطشه بشربة ماء باردة علّها تساعده على مواصلة يوم عمله الشاق بقرية مجاورة، بينما يسوق المركبة ابن عمه الذي يتناوب معه على قيادتها، يبدو الأمر غير مألوف لمن يراهم يتنقلون بخفة بين أكوام الرمل والبحص بجرافتهم بين عمال لا يقل عمر الواحد منهم عن خمسة وعشرين عاماً، لكن الأمر بات معتاداً بالنسبة لسكان البلدة الذين يطلقون عليهم “سائقي الجرافة الصغار”.
علي أخ لثلاثة إخوة ومعيل لأمه، حرمته الحياة باكراً من حنان والده وسنده، ليلعب دور الأب وهو في السادسة من عمره، يقول الطفل بأنّ والده توفى منذ سبع سنوات بحادث سير بشع أفقده حياته، ليترك أمه وحيدة تواجه مسؤولياتها الكبيرة، الأمر الذي دفعه للعمل عندما رأى التعب واضحاً على وجهها أثناء عودتها من العمل في الورش الزراعية.
قرر العمل ليساعد أمه
لطالما لفت انتباه الطفل عمه الذي يركب جرافته ويذهب للعمل ويعود في المساء حيث يقول الطفل علي الظاهر: “ترددت مراراً قبل الطلب منه أن يعلمني قيادة المركبة، لكنّي تشجعت وذهبت أخيراً، عمي أريد العمل معك على الجرافة”، لم يسأله عمه لماذا ولم يجادله وكأنّه فهم ما يرمي إليّه الصبي ويرنو.
وتابع الظاهر بعد صمت مرعب بينهم، وكأنّه ينتظر لحظة نطق عمه للحكم، ليسمعه يردد على مسامعه ويربت على كتفه وبالكاد يحبس دموعه “حسناً يا بطل” قد كان ما يدور بذهن الطفل أكبر من أن يناقشه أحد به أو يثنيه عن قراره.
أشار الطفل إلى أنّ أيام التدريب كانت صعبة وشاقة، فمرة يقسو عليه عمه ومرة يرفق بحاله إلى أن جلس خلف المقود لأول مرة قبل ثلاث سنوات من الآن، جسم نحيل طري غض وآلية مرعبة بصوت هدار وجبال من البحص والرمل في مواجهة الطفل، لكنّها الإرادة والمسؤولية الكبيرة التي يحملها هذا الطفل بقلبه جعلته ينسى الخوف: “كنت سعيداً وكأنّي أركب دراجتي الهوائية ولم أفكر بالخوف” بدأت جبال الرمل تنهار أمام مركبته واستمر بالعمل لأكثر من ربع ساعة وعينا عمه ترقبه وتوجهه.
“والدي كان سائقاً لهذه الآلية”
يقول الطفل بأنّ والده كان شغوفاً بهذه الآلة، ما دفع بعمه للبكاء عندما نجح الطفل بقيادتها للمرة الأولى، مردداً على مسامعه: “فرخ البط عوام يرحم تراب أبوك” كلمات حفرت بذاكرة الطفل بمجرد أن نطق بها عمه.
توالت الأيام والصغير يرافق عمه الذي بات يعتمد عليه في كلّ شيء، لدرجة أنّه يستطيع مغادرة موقع العمل ويتركه يعمل بمفرده، خاصة بعد أن اشترى له هاتفاً للتواصل بينهما لأيّ طارئ أو عطل.
أم علي المرأة التي تتشارك وابنها في حمل أعباء الأسرة “35 عاماً” من سكان بلدة جل آغا تودع كلّ يوم ابنها وتوصيه بنفسه والانتباه والحذر، فهو بنظرها طفل بألف رجل ولا سند غيره لها ولأولادها، تقول أم علي بأنّ أكثر ما يحز بنفسها هو اختيار طفلها لهذا العمل الشاق الذي يبعده عن البيت لساعات طوال.
وأضافت بأنّ أشد ما يسعدها عندما تسمع صوته يرن بأذنها “أمي ماذا تحتاجون” فتتقصد الأم طلب بعض الأغراض منه، ليحضرها معه، لأنّها تشعر بأنّ هذا الأمر يسعده ويشعره بالفرح، فهي تناقشه في أمورهم المنزلية كشاب لا يتوانى لحظة واحدة عن تأمين طلباتها وطلبات إخوته.
“يمة ارضي عني وادعيلي”
تطمئن أم علي على ابنها عبر الهاتف ومن المستحيل أنّ ينتهي الاتصال دون أن تسمع منه “يمة ارضي عني وادعيلي” تحبس الأم دموعها مرددة: “كم أنا فخورة بعلي وكم أشعر بسعادة والده في قبره لأنه خلف رجلاً صغيراً بعمره كبيراً بأفعاله”. يعود “علاوي كما تناديه أمه” متعباً، يتناول طعامه بعد أنّ يستحم ويذهب للاطمئنان على أخواله وأعمامه وسرعان ما يعود ليخلد للنوم، فصوت جرافته التي سيشغلها عمه في الصباح الباكر بات كمنبه يومي.
رفيقا الدرب والكفاح
“أنا وعلي نحب لعب كرة القدم وسجلنا في النادي بيوم الجمعة” هذا ما قاله موسى إبراهيم الظاهر ابن العم ورفيق درب الكفاح الطويل؛ موسى، ابن العشر سنوات الذي حدثنا عن تجربته: “تركت المدرسة بعد أنّ تركها علي فقد شعرت بالوحدة والفراغ، تعلمت من والدي العمل والتحقت بعلي ليصبح طريقنا واحداً”.
موسى الظاهر أخ لأربع إخوة، والده يعمل سائقاً ببلدة جل آغا يشعر بالندم، لأنّه لم يواصل تعليمه ليقول: “كلانا نادم على تركه للمدرسة لكن الحياة صعبة، نحب الدراسة ونناشد الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بتأمين حياة كريمة لنا لنعود لدراستنا”.
عمالة الأطفال ورفضها في العالم من خلال الإعلام والمنظمات الإنسانية والجهات المعنية ليس مجرد شعارات رنانة ومادة دسمة لطرحها كقضية مجتمعية منبوذة وغير محببة، بل يجب معالجة الأسباب للوصول للحلول، لا ترفضوا عمالة الأطفال قبل أن تكون الحلول بين يديكم، فكم من طفل لولا عمله لنامت أسرته جائعة، فمقولة “لو كان الفقر رجلاً لقتلته” لم تقل عن عبث، أمنوا لهم أبسط مقومات الحياة والمساعدة وسيهبون أوطانهم الحياة بعلمهم وعملهم، فلكل طفل حكاية وغصة يعللها بالآمال والإرادة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle