No Result
View All Result
المشاهدات 0
رجائي فايد-
قبل المعركة الأخيرة (سيف القدس) كان من المحرمات الإعلامية عربياً ذكر إسرائيل بسوء، وإن جاء ذكر الإسرائيليين فهم ذوو القربى (أولاد العم)، ويتم التعتيم على أي انتهاكات ارتكبوها بحق الفلسطينيين، سواء بقضم مزيد من الأراضي الفلسطينية من أجل تهويدها، أو اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، كما لو كانت تلك من الأمور العادية التي يجب أن يتعايش معها العرب، ووصل الحال إلى أن الإجابة على سؤال هام: من هو الأولى بالعداء؟ لتنقلب الصورة وتكون الإجابة هي (قطاع غزة)!
وما قام به الرئيس الأمريكي السابق (ترمب) لصالح إسرائيل (نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلانها عاصمة أبدية لإسرائيل وقضم المزيد من أراضي فلسطين، ضم هضبة الجولان … إلخ)، قد مر ببساطة عربية دون أدنى اعتراض، إذ وصل الحال بمعظم الحكومات العربية إلى النظر لفلسطين وفق (كفى ما صار لنا من أجل فلسطين، فحالنا سيصبح أفضل بدون الهم الفلسطيني).
وبعد أن كانت السرية هي طبيعة العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل أصبحت علنية بل ومدعاة للتفاخر، وكأنهم بذلك يقدمون أوراق اعتماد مشروعية أنظمتهم لجهة الاعتماد، وهي البوابة (الإسراأمريكية)، إذ وفق قناعتهم المستجدة أنه في غياب حماية تلك البوابة سيصبح بقاء أنظمة تلك الدول مهدداً، وأكد (ترامب) على ذلك علناً وبكل تبجح، (أنه لو تخلى عن حماية تلك الدول أسبوع واحد لما بقيت أنظمتها)، وابتلعت أنظمة تلك الدول هذه الإهانة ولم يصدر عنها أي تعليق احتجاجي ولو من باب عتاب الأحبة الذي لا يفسد للود قضية! وتواكب مع ذلك غياب الأفلام والمسلسلات عن الفضائيات العربية، والتي كانت حتى الأمس القريب موضع اهتمام الجماهير حيث كانت تتحدث عن جرائم إسرائيل وبطولات المقاومة العربية سواء كانت قتالية أو استخبارية.
وحلّ على الأنظمة العربية زمن ما بعد معركة (سيف القدس)، فبعض هذه الأنظمة شل لسانهم لاكتشافهم كم أن رهانهم كان خاسراً ولم يجدوا سوى الصمت تعبيراً عن غرابة المشهد الذي كانوا لا يتمنونه، ومنهم (شعوب الأغلبية) من وجدوا في نتائج هذه المعركة ما كانوا يتمنونه، فاضطرت للتوحد مع أماني شعوبها وأعادت إلى الذهن العربي قضيته المركزية (فلسطين).
وبالوعي الذى انبعث من جديد عاد الخطابان السياسي والإعلامي العربي في معظمه إلى موقعه السابق المقاوم، وكان الحديث عن أهمية المقاومة ضد الغاصب، ولابد من تلك المقاومة لردع المحتل الإسرائيلي، ولأن القدس ليس كأي مدينة، والمسجد الأقصى ليس كأي مسجد، وكان صمود الفلسطينيين أمام الضربات الوحشية موضع عز وفخار لنا وعار على إسرائيل، وتحدى أهل غزة جنرالات الجيش الإسرائيلي أن يقدموا على اقتحام غزة، ونجحوا في تحديهم، وبحثت الفضائيات العربية في أرشيفها المهمل (بتعمد سابق) عما يناسب تلك الصحوة، فعرضت فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) الذي تضمن مشهداً لحرق العلم الأمريكي، وفيلم (السفارة في العمارة) الذى ينتهي بجنازة طفل فلسطيني مقاوم وهتاف (يسقط قتلة الأطفال)، وفيلم (إعدام ميت) و(بئر الخيانة)، و(الصعود إلى الهاوية) ومسلسل (السقوط في بير سبع) الذى يدين خيانة التعامل مع إسرائيل، كما عرضت فيلم (الرصاصة لا تزال في جيبي) الذى يتحدث عن أهمية المقاومة وعدم اليأس رغم هزيمة (1967).
إن أهم ما أسفرت عنه نتائج هذه المعركة (سيف القدس) هو عودة الوعي، فلسطينياً، بضرورة التوحد، وعربياً بالإيمان بأن فلسطين هي القضية المركزية.
No Result
View All Result