خسارة مدوّية للمنتخب السوري… واتهامات نهايتها رحيل المعلول

روناهي/ قامشلو ـ لا شيء غريب وعجيب في الأمر؟ خسارة المنتخب السوري أمام المنتخب الصيني بثلاثة أهداف لهدف أمر طبيعي، توقعنا وكتبنا منتخب الواسطات والفساد الذي ينخر في الرياضة التابعة للنظام السوري بشكلٍ عام، ماذا سينجب غير منتخب هزيل، تصريحات نارية متبادلة أدت في النهاية لاستقالة المعلول وبالأحرى هروبه.

ظهر الوجه الحقيقي للمنتخب السوري في امتحانه أمام المنتخب الصيني في التصفيات الآسيوية المؤهِّلة لكأس العالم 2022 في قطر وآسيا 2023 في الصين.

وكان اللافت في التغريدات والمنشورات للاعبين من المنتخب السوري بأنهم ضحية صراعات والذين لم يُفصِحوا عن الجهات ومن هم المتصارعين في كلامهم؟ حيث بعد ساعة من خسارة المنتخب السوري، نشر “محمود المواس” عبر صفحته في فيسبوك: “سنبقى ضحية صراعات، مبروك التأهل”.

في الوقت نفسه ظهرت حرب التصريحات الإعلامية بين رئيس الاتحاد الرياضي العام التابع للنظام السوري فراس معلا ونبيل معلول مدرب المنتخب السوري.

حرب إعلاميّة

وذكر مدرب المنتخب السوري “نبيل معلول” بتصريح صحفي اتهم فيه الاتحاد الرياضي في سوريا بشكل غير مباشر بأنه مسؤول عن أداء المنتخب، وألمح إلى أن الصراعات بين اتحاد الكرة والاتحاد الرياضي العام، ومن ثم اتهم الأخير بأنه لم يدفع مكافأة اللاعبين فرد عليه رئيس الاتحاد “فراس معلا” بنشر صورة عن قرار المكافآت وتاريخه 8 حزيران الجاري وقيمتها 1000 يورو لكل شخص من أفراد البعثة.

وبعد كل هذا الجدال قرر معلول الرحيل عن المنتخب السوري، حيث أعلن عن تقديم استقالته للاتحاد السوري بسبب عدم حصوله على مستحقاته وبحسب موقع كورة ومن مصدر خاص، أن الاتحاد سيوافق على استقالة معلول، وإحالة ملف مستحقاته للاتحاد الآسيوي، الذي تكفل بدفعها من الأموال المجمدة والتي تقدر بأكثر من 15 مليون دولار.

وكشف المصدر، أن الاتحاد سيكلف لجنة المدربين بالبحث عن مدرب جديد، من المتوقع أن يكون محلياً، وقد يكون أجنبياً لقيادة المنتخب في الدور الحاسم المؤهل لمونديال 2022.

وأشار إلى أن هوية المدرب الجديد ستُحسم في الأيام المقبلة، وذلك بعد طلب الاتحاد من لجنة المدربين تكثيف المفاوضات مع عدد من المدربين، وحتى صبيحة يوم الجمعة 18/6/2021، لم يُحدد من سيدير دفة المنتخب السوري.

وكان المنتخب السوري تصدّر المجموعة الأولى للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023 بـ21 نقطة من 7 انتصارات وهزيمة وحيدة أمام الصين بنتيجة 3-1.

معلا يُصرّح

وأكد فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا إن التونسي نبيل معلول المدير الفني للمنتخب لا يستحق مكافأة التأهل للدور الحاسم من مونديال 2022 وكأس آسيا بالصين 2023.

وقال معلا في تصريحات تلفزيونية “معلول طالب اتحاد الكرة بمكافأة قدرها أربعة آلاف يورو رغم تراجع أداء المنتخب تحت قيادته”.

وتابع: “رفضت الطلب لأن معلول سينال أكثر من 80 ألف يورو مكافأة التأهل بحسب العقد المُبرم مع اتحاد الكرة”.

وأضاف: “لا يمكن لمعلول أو غيره أن يخدعنا، المنتخب السوري كان يحتاج نقطة وحيدة من ثلاث مباريات ليضمن التأهل، حيث في رصيده 15 نقطة، فهل يُعقل أن يحصل على مكافأة على الفوز أمام المالديف وغوام؟”.

وأكمل: “الشعب السوري لا يمكن أن يخدعه أحد، المنتخب هو منتخب البلد ومعلول لم يُقدم أي إضافة أو جديد للمنتخب الذي تراجع في عهده”.

هذه التصريحات والاستقالة والحروب عقب المباراة كافية كدلالة بأن المنتخب السوري أصبح ضحية مجدداً واللاعبين هم مجرد دمى متحركة لا أكثر ولا أقل، فلا دور لهم في المستطيل الأخضر ولا خارجه طبعاً في المواجهات الحقيقية غير تلك المباريات والفوز على منتخبات ضعيفة مثل جزر المالديف وغوام فهذه المنتخبات الفرق الشعبية في سوريا قادرة للفوز عليها وهذا ليس تنقيص من شأن الفرق الشعبية ولكن لأنها منتخبات وطنية ويجب أن تقدم الأفضل لا محالة.

إذاً انتظر السوريين عام وأربعة أشهر ليعرفوا مستوى المنتخب السوري والذي اختُبر فقط في مباراة الصين رغم الفوز على جزر المالديف بنتيجة ثلاثة أهداف بدون رد كان فوزاً غير مُقنعاً فالمنتخب السوري ما كان يخرج من أية مباراة مع منتخب جزر المالديف إلا بفوز كبير ويصل إلى ثمانِ أهداف.

سبق البدء والمشاركة بالتصفيات مباراة ودية مع المنتخبين مثل إيران والبحرين وخسر المنتخب المباراتين. بعد هذه الخسارة التي سبقها تطبيل وتشبيح لإدارة المنتخب ومدربه، وتطبيل وتشبيح مضاد لهما من جهة أخرى، خرج بعض اللاعبين بسردية “الصراعات” وتحميلها ولو بشكل غير مباشر مسؤولية الخسارة (دون أي توضيح هذه الصراعات بين من ومن).

انتقادات لاذعة

وتناولت المواقع والصحف والصفحات والوسائل الرسمية والخاصة خسارة المنتخب السوري وكانت الانتقادات لاذعة بحيث جاء في موقع سناك سوري:

“في الأثناء لم يُعلّق اتحاد الكرة على المستوى الهزيل الذي ظهرنا به، أو على تحرك اللاعبين غير المسبوق على السوشل ميديا، لكن عشرات الشبيحة وعشرات المدافعين خرجوا معلقين على الخسارة ليس بالدفاع عن إدارة المنتخب وإنما بالهجوم على منتقدي هذا الأداء وإظهارهم على أنهم إما منتفعون وحاقدين، وإما لديهم تصفية حسابات مع الاتحاد أو صحفيين يريدون منفعة، أو حمقى لا يفهمون كرة القدم، وكل هذه الاتهامات قد يكون بعضها وارداً وأن نسبة من كل المعلقين المعترضين لديهم مصالح شخصية، لكن هل هؤلاء يتحملون مسؤولية الصورة التي ظهر بها المنتخب والمستوى الذي قدمه؟ وهل إذا ظهر ميسي مثلاً وهو أفضل لاعب بالعالم بصورة سيئة لن تنتقده الصحافة الأرجنتينية؟ وهل يستطيع مثلاً مدرب ريال مدريد القول إن النقد السلبي هو سبب خسارته؟ وهل قال مدرب منتخب الصين عندما خسر من منتخبنا في الذهاب واستقال بعد الخسارة أن فلان أو علان سبب سوء مستوى فريقه؟”.

وتابع الموقع حديثه واستمر في توجيه الانتقاد الكبير لردة الفعل لمن يدافعون عن خسارة المنتخب السوري وجاء فيه أيضاً:

“يتجاهل المخونون ومهاجمو المنتقدين أهم جزئية وهي المستوى الذي ظهر به المنتخب، وأن حصاد الاستعداد كان صفراً، وأن مواجهة الصين الضعيف كشف كل عيوب منتخبنا، فلا يتحدثون عن المباراة وما حدث بها بل يبحثون عن شماعة يعلقون عليها ما حدث، وبلا أدنى شك هناك عوامل عديدة تقف خلف الخسارة، لكن كل هذه العوامل لا تلغي أن هذا المستوى الذي ظهر به المنتخب هو أسوأ من المستوى الذي كان عليه مثلاً في آخر مبارياتنا بآسيا، أو في التصفيات السابقة”.

“سردية الصراعات هي سردية مضحكة، وتبادل الاتهامات أيضاً بين الاتحاد الرياضي واتحاد الكرة والمدرب والمطبلين للثلاثة أمر مضحك أيضاً، فيكفينا مؤامرات السياسة حتى تخرجوا علينا بسردية “الصراعات”، لقد مللنا هذه الخطابات ونريد من يخرج ليقول أنا مسؤول، أن يقال فلان لأنه مسؤول، أن يحاسب فلان لأنه مسؤول…. إلخ من خيارات غير الكلام الفارغ الذي نسمعه الآن”.

التشبيح وصل للرياضة

ولم يتوانَ موقع سناب سوريا عن فضح ما يحصل وكان ضمن سياق تقاريره وأخباره:

تقدم “نبيل معلول” مدرب منتخب سوريا لكرة القدم المستقيل على الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في بورصة التشبيح لدى بعض السوريين.

وأشار الموقع يحتل “المعلول” صدارة بورصة التشبيح في البلاد حالياً، فترى المشبحين له يملؤون المجموعات والصفحات الرياضية منشورات مديح له وهجوم على من يقول أي كلمة عنه غير التطبيل والتزمير، من مبدأ “صفق له” أو “اخرس يا خاين”.

“شبيحة المعلول” ليسوا من يدافعون عنه أو يمدحونه فهؤلاء لا مسَّ بهم، وإنما هم من اتخذوا من أنفسهم شخصية “الهملالي” وراحوا يراقبون من ينتقد هنا أو هناك لكي ينقضوا عليه ويضعوا الكلبشات على يده التي تلمس الكيبورد، ويكمموا فاه منشوراته وتعليقاته أو يرفعونه فلقة بالتنمر (متأملين يوصل عواه للمعارض الرياضي لقبرص).

وتابع الموقع: هم بالمناسبة لايوفرون في تشبيحهم للمعلول أحداً، فمن الممكن أن يخونوا محللاً رياضياً استضافته أي قناة من أجل التعليق على المباراة وتجرأ وقال كلمة “نقد للمعلول” ويستعيدون تاريخ أجداده في الملاعب، وكأن المحلل اختصاصه المديح والتصفيق وليس التحليل.

واختتم الموقع: ملاحظة هذا ليس انتقاداً للكابتن “نبيل معلول” “حاشا وكلا”، بل انتقاد لكم “أنتم الشبيحة بكل أنواعكم”.

طبعاً هذا الكلام نُشِر قبل استقالة المعلول ونلاحظ بأن الهالة الإعلامية كانت ضغطت بقوة على كافة الأطراف وفي المحصلة المنتخب السوري يضيع ومثل كل مونديال كان المدرب أول من يتوجهون له ويصفوه بأنه السبب الرئيسي لعدم التأهل، ويتناسى الجميع شكل وصورة الكرة بشكلٍ عام في سوريا كيف هي؟ فمنتخب الفئات العمرية يعيش على الفساد والرشاوي أدفع وضع ابنك في المنتخب، فكيف ستُبصِر النور الكرة السوريّة في ظل كل هذه الحروب والمتاهات المختلفة والتي دائماً توصِلنا لنتيجة واحدة وهي يلزمنا نظام سياسي جديد غير النظام القائم حالياً يكون نظام ديمقراطي ويضع رياضيين بعيدين عن المحسوبيات والفساد والصراعات في الاتحادات الرياضية.