المرأة في إدلب بين مطرقة السلطة وسندان المجتمع السياسي والديني

تقرير/ شيلان خوجة –

على مدار سبع سنوات تعرض أهالي إدلب لشتى أنواع الانتهاكات الجسدية والنفسية من القتل والاغتصاب والاعتداء، ولم تسلم المرأة في إدلب من هذه الانتهاكات التي تمارس في المدينة. وبهذا الخصوص أكدت عضوة حزب سوريا المستقبل هاجر ناصيف: “إن الذهنية التي تمارس بحق المرأة في إدلب ذهنية سلطوية تمتد عمرها إلى آلاف السنين”.

في لقاء خاص لصحيفتنا مع عضوة حزب سوريا المستقبل هاجر ناصيف قالت: “إن المرأة في إدلب على عكس الرجال؛ فهنَّ لا يتمتعن بالحرية على الأصعدة الحياتية كافة والقناعات الفكرية والسياسية، وهذا يعود إلى الموروث الاجتماعي وضيق الأفق الذي تتميز به الكثير من النساء في إدلب، ويرجع هذا إلى الانتماء العشائري وسيطرة الرجل وقسوة التقاليد الاجتماعية التي تساهم في تقليص حركة المرأة، وهذا يدل على الذهنية الذكورية والسلطوية للرجل على المرأة على مر العصور اقتصادياً واجتماعياً وعلى الأصعدة كافة”.

حالها في ظل الثورة السورية

عن المرأة الإدلبية في ظل الثورة السورية قالت هاجر: “المرأة السورية عامة، والإدلبية خاصةً خرجت لتشارك في المظاهرات السلمية، لكن تم اعتقالهن وزجّهن في السجون، وعندما انتقل الحراك الثوري من السلمي إلى المسلح، لم يتقبل المجتمع مرة أخرى الدور الريادي للمرأة بأن تحمل السلاح في وجه الاعتداءات التي تحصل بحقها، ولم يسمح لها بالدفاع عن أرضها، لكن بالإصرار والعزيمة والإرادة القوية خرجت المرأة الإدلبية سعاد الكياري للدفاع عن الأرض وتصدت للتنظيمات الإرهابية حتى ارتقت إلى مرحلة الشهادة”.

حرمت من أداء واجبها

وأشارت هاجر بالقول: “إن المرأة كان لها دور في النشاط الثوري والسياسي في إدلب وكان دورها بناءً، ولكن دوراً كان خجولاً بعض الشي، وعندما هيمنت القاعدة على أغلب مناطق إدلب، شكلت حكومة الإنقاذ الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام، عندئذ بدأت بإصدار القرارات والبنود والقوانين التي تحرم المرأة من أبسط المتطلبات”.

وأوضحت هاجر: “كأنهم كانوا في جبال تورا بورا بأفغانستان، وإلى جانب ذلك فرض اللباس الشرعي على المرأة، حتى طالت المدارس والجامعات والمعاهد، وإن لم تلتزم بها الطالبة والمعلمة كان تتعرض للجلد أو يفرض عليها التزام المنزل”.

الفساد خيم على المجتمع الإدلبي

 وأكدت هاجر بأن الفساد في إدلب منتشرٌ كثيراً في ظل حكومة الإنقاذ التي تشرف عليها مديرية التربية والتعليم العالي، وقالت هاجر: “من لديهم شهادات لم يتم توظيفهم، وإنما بالمقابل إن توظيف النساء ممكن لمن يحملن الشهادات أو يحملن الشهادات بمعدل منخفض، وذلك التوظيف يأتي بالواسطة حيث تكون هنالك صلة قرابة أو علاقة معينة مع عصابات ومافيات حكومة الإنقاذ، أو أنهن قريبات من أمراء جبهة النصرة. من جهة أخرى فإن الجهل انتشر كثيراً في إدلب بسبب سيطرة عناصر القاعدة والأخوان المسلمين، وكل شيء يتقلص إلى أضاعف مضاعفة، لأن المنظمات والمؤسسات الإنسانية المختصة بالتعليم لم يكترثوا بإعادة بناء ما دمرته الحرب، بل اقتصر عملهم على إنشاء معاهد شرعية فقط. فالمرأة الطبيبة لا تمارس عملها الإنساني كما يستوجب، وذلك بحجة مخالفة الشريعة الإسلامية”. وأكدت هاجر بأن من يدعون الإسلام فالإسلام منهم براء.

لم تسلم من الاغتصاب والقتل أيضاً

من ناحية أخرى؛ انتشرت عمليات اختطاف الأطفال في إدلب بهدف التجارة بالأعضاء وطلب الفدية أو الانتقام؛ وبهذا الصدد قالت هاجر: “إن هذه الظاهرة باتت منتشرة في الأعوام الماضية وحتى يومنا الراهن وهذا يعود إلى الفلتان الأمني ووجود عناصر القاعدة، ويتراوح المعدل الشهري لحالات خطف الأطفال إلى ثمانية أطفال، ويصل المعدل إلى مئة طفل سنوياً، وهناك عدة أمثلة على هذه الانتهاكات والخطف بحق الأطفال، كالطفلة التي عثر على جثتها ملقاة في معرة مصرين وبعد الفحص الذي أجري لها تبين بأنها فاقدة أعضائها”. واستنكرت هاجر هذه الحالات اللاإنسانية ووصفتها بأنها ظاهرة تقشعر لها الأبدان.

وفي نهاية حديثها؛ أكدت عضوة حزب سوريا المستقبل هاجر ناصيف بأن المرأة الإدلبية تعاني الويلات من عناصر جبهة النصرة والقاعدة وحكومة الإنقاذ التي تدعي الإسلام، والتي كل أعمالها تتنافى مع الدين الإسلامي منذ سيطرتها على إدلب. وقالت: “هناك المئات من نساء إدلب تعرضن للاغتصاب والخطف، ولكن تم طمس هذه الحقيقة خوفاً من تلك الجماعات، ونناشد نساء سوريا كافة لرصِّ صفوفهن والوقوف بوجه تلك الذهنية السلطوية والشوفينية”.