سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مؤونة الأجبان في مهبِ الريح والأسباب كثيرة

منبج/ آزاد كردي ـ

يومًا بعد آخر، تضطر الأسر في منبج إلى شطب أصناف غذائية من قائمة مشترياتها ومن أهمها الأجبان في هذا الموسم نظراً إلى ارتفاع أسعارها إلى مستويات غير طبيعية تفوق قدرة المواطن وسط تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي نتيجة انخفاض الليرة السوريّة أمام الدولار.
تشتهر منبج عن غيرها من مدن شمال وشرق سوريا بتربية الأغنام والأبقار الأمر الذي يساعدها على توفير الكثير من منتجاتها للسكان بأسعار مقبولة، إلا أن ذلك لم يمنع من ارتفاع أسعار منتجاتها خاصةً الأجبان التي أثارت دهشة السكان وإذا ما كان هذا الارتفاع يتلاءم مع مناخ السوق الساخن أم هو ضآلة في الإنتاج تبعاً لمسألة العرض والطلب.
شهرة في صناعة الأجبان
وتنتشر محال السمانة بكثرة في منبج بالقرب من دوار اللمبة وشارع السندس وأيضاً ساحة الخضرة سابقاً ومن خلال جولة لصحيفتنا” روناهي” في هذه الأمكنة لرصد حركة الأجبان تبيّن ضآلة عرض منتجات الأجبان واقتصارها على بعض المحال التي سرعان ما أن تنفد في ساعات الصباح الباكر من ذات اليوم.
ولم تتوقع المواطنة زمو الحمود من قرية قرعة صغير الواقعة جنوبي منبج، أن تجوب العديد من محال السمانة في منبج بحثاً عن سعر “معقول” لشراء مؤونة عائلتها من الجبن، ذاك المنتج المحلي والشعبي الذي طاله الغلاء هذا العام.
ومنذ الصباحات الباكرة في هذه الفترة من كل عام، تتوجه نساء منبج إلى سوق محال السمانة لاختيار الأجبان الطازجة وانتقاء أكثر الأنواع جودة فور وصولها من الأرياف بينما هذا العام شمل الغلاء كل شيء من السلع والمنتجات خاصةً التي تشتهر منبج عادةً بإنتاجها.
دهشة من قلة الإنتاج
ويقول “الفتري”، وهو أحد سكان قرية العريمة على التخوم الحدودية مع الدولة السوريّة غربي منبج 20كم، إن نسبة ارتفاع الأجبان تثير “الدهشة” رغم حلول موسم إنتاجها.
وأجرت صحيفتنا” روناهي” العام الفائت تقريراً عن الأجبان، رصدت فيه سعر الكيلوغرام الواحد من الجبن بـ 2.500 ليرة سوريّة، إلا أن أسعار الأجبان حالياً تشير إلى 5,500-7000 آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد وهو ما لا يطيقه ذوو الدخل المحدود.
واعتاد “الفتري” كل عام تخزين كمية من الأجبان تزيد عن ٥٠ كغ كمؤونة صيفية وشتوية “لكن الوضع مختلف هذا العام ولا أستطيع حتى شراء نصف تلك الكمية”.
وأضاف الفتري الذي يعمل تاجر أغنام إلى أنه لم يستطيع تخزين مؤونة باعتبار أن الفائض من الإنتاج لا يعادل نصف الكمية في العام السابق ويقوم بتسويقه إلى السوق بينما كانت الكمية المباعة من منزله قبل تسويقها إلى الأسواق خلال الأعوام السابقة تتجاوز 400 كيلوغرام.

دعوة لدعم الثروة الحيوانية
يبدو أن حبس الاحتلال التركي لمياه الفرات مؤخراً أثّر على غالبية السكان في كثير من الأعمال لا سيما القطاع الزراعي والكهربائي وهو ما يعيق استقرار إنتاج المحاصيل العلفية مما انعكس سلباً على تربية المواشي بأعداد ضئيلة إلى جانب ضآلة في المنتجات الحيوانية.
ومن جهته، يقول المهندس والطبيب البيطري مدين يوسف، إن كميات إنتاج الأجبان متدنية جداً هذا العام بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار التي كان لشح الأمطار وغلاء الأعلاف وإغلاق المعابر الدور الأبرز في هذا الغلاء.
وأضاف إلى أن نسبة الإقبال على الشراء ضعيفة جداً مقارنةً بالأعوام الماضية، هناك الكثير من السكان صرفوا النظر عن مؤونة الأجبان هذا العام بينما اكتفى من أراد المؤونة بنصف الكمية التي اعتادها، بسبب عدم قدرتهم على شراء كامل حاجتهم وهو ما يفرض على المربين التفكير في تعويض جزء من خسائرهم من خلال بيع منتجات قطعانهم بأسعار أعلى.
وجدد المهندس الزراعي والطبيب البيطري مدين يوسف دعوته للإدارة الذاتية إلى إقامة مشاريع زراعية لتثبيت أسعار الأجبان كتنفيذ مشاريع لتربية الأبقار التي تساهم في دعم المنتجات بأسعار أرخص وتوفيرها بالأسواق بشكل دائم”.