سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كأس العالم كل عامين

روناهي/ قامشلو ـ

المتعة العالمية الأولى على كوكب الأرض هي مشاهدة مونديال كأس العالم، هذا المونديال الذي يقام كل أربعة أعوام مرة، إلا أنه ثمة اقتراحاً بإقامته كل عامين، والموافقة المبدئية حصلت، فهل سيطبق المقترح؟ وهل بالفعل هي لمصلحة الجماهير والمنتخبات والفيفا؟
وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” مبدئياً على مقترح سعودي بإقامة كأس العالم لكرة القدم للرجال وكأس العالم لكرة القدم للنساء كل عامين، بدلاً من النظام المعمول به حالياً بإقامة المونديال كل أربعة أعوام مرة.
ووصف جياني إنفانتينو الاقتراح السعودي بأنه “بليغ ومفصل”، حيث صوت 166 اتحاداً محلياً لصالحه مقابل 22 صوتاً ضده.
وقال إنفانتينو إن الدراسة ستبحث أنظمة التصفيات المؤهلة للبطولات.
ومع انتشار الخبر كانت الغالبية موافقة على هذا المقترح وبأنه أفضل من الانتظار لمدة أربعة أعوام، وأكد البعض بأن المنتخبات التي لم تتأهل لكأس قد تتأهل، وهم يتأملون بتغيير طريقة التأهل عبر التصفيات التي تقام للقارات المختلفة في العالم.
وقال ياسر المشعل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم: “نعتقد أن مستقبل كرة القدم يمر بمنعطف حاسم”.
وأضاف: “لقد تفاقمت المشاكل العديدة التي واجهتها كرة القدم الآن بسبب الجائحة المستمرة”.
وتابع: “من المهم مراجعة كيفية تنظيم اللعبة العالمية، والتي يجب أن تتضمن ما إذا كانت دورة الأربع سنوات الحالية لا تزال هي الأساس الأمثل لكيفية إدارة كرة القدم من منظور المنافسة ومن منظور تجاري، إضافة إلى تطوير كرة القدم بشكل عام”.
واستطرد: “إن وجود عدد أقل من مباريات المنتخب الوطني التنافسية ذات المغزى يمكن أن يعالج المخاوف المتعلقة برفاهية اللاعب، بينما يعزز في نفس الوقت قيمة ومزايا مثل هذه المسابقات”.
هل سيطبق؟
ويقام كأس العالم للرجال كل أربع سنوات منذ البطولة الافتتاحية في عام 1930، باستثناء عامي 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية الثانية.
تقام بطولة السيدات أيضًا كل أربع سنوات منذ أن بدأت في عام 1991.
قد يؤثر الانتقال إلى جدول كل سنتين على البطولات الدولية الأخرى مثل البطولة الأوروبية، والتي تقام أيضًا كل أربع سنوات.
تفكير بجدية
قال مدير التطوير في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أرسين فينغر إن الاتحاد يفكر في إقامة كأس العالم وبطولة أوروبا كل عامين، مع مراجعة جدول المسابقات، على أن يعتمد على جدول مضغوط لمباريات التصفيات، وضرورة وجود فترات راحة من أجل اللاعبين.
وقال فينغر الذي يعد مستشاراً مقرباً من رئيس الفيفا جياني إنفانتينو إن الوضع الحالي بإقامة كأس العالم كل أربع سنوات غير عادل بالنسبة للاعبين، ويجب أن يكون التركيز على اللعب في “بطولات ذات قيمة”.
وقال المدرب الفرنسي السابق في مقابلة مع شبكة “بي إن سبورتس”- “إذا نظرت إلى الفرق في كأس العالم يكون عادة متوسط الأعمار بين 27 و28 عاماً، ولهذا السبب وفي ظل إقامة كأس العالم كل أربع سنوات تكون الفرص محدودة جداً في حصد اللقب مجدداً، لأنه عندما تأتي النسخة التالية من البطولة يكون متوسط الأعمار بين 32 و33؛ لذا فربما نكون في حاجة إلى تنظيم كأس العالم كل عامين”.
ويعتقد فينغر الذي سبق له انتقاد دوري الأمم الأوروبية أنه إلى جانب كأس العالم يجب أيضاً إقامة بطولة أوروبا كل عامين.
وقال فينغر “استبعدوا باقي المسابقات، يجب تنظيم البطولات ذات القيمة واستبعاد كل المسابقات الموازية خارج اللعبة. يجب أن يدرك الناس الأشياء المهمة وخوض مباريات ذات معنى فقط”.
ويعتقد المدرب الفرنسي أيضاً أنه يجب تقليص عدد مرات التوقف الدولي لخوض مباريات خلال موسم البطولات المحلية.
وقال فينغر “أود التفكير في أنه من بين الحلول أن نتناقش في ضغط مباريات التصفيات، فبدل إقامتها في عدة أشهر، يمكن إعادة تنظيمها وإقامتها كلها بشكل مجمع في شهر واحد أو شهرين، حتى يكون بوسع اللاعبين على الأقل تخصيص وقت اللعب مع الأندية”.
ويعتقد فينغر (71 عاماً) أنه لا يستطيع استبعاد العودة إلى مجال التدريب، لكنه أكد أن لديه الكثير من العمل مع الفيفا.
وقال مدرب أرسنال السابق “لا أستبعد الأمر نهائياً، لكنني أريد ترك بصمة في تطوير الأكاديمية ومركز الأبحاث في زيورخ والمساهمة لكي تكون كرة القدم خارج أوروبا وداخلها أيضاً في حال أفضل، ويجب ألا ننسى أيضاً نمو كرة القدم النسائية، وهي في حاجة للكثير من الدعم”.
الأمر ليس بالسهل
ويبدو أن كثير من الاقتراحات والنقاشات ستعقد ولن يكن بالأمر السهل اعتماد إقامة كأس العالم كل عامين مرة بدلاً من كل أربعة أعوام.
وتظهر مقترحات كثيرة ما بين الفترة والأخرى، ففي عام 2018، اقترح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جياني إنفانتينو، إقامة بطولة كأس عالم مصغرة، بمشاركة ثمانية منتخبات، كل عامين دون المساس بالمونديال.
وقال إنفانتينو إن البطولة المقترحة ستقام في أكتوبر أو نوفمبر من كل عامٍ فردي اعتباراً من 2021.
وأضاف رئيس الفيفا إن هناك رغبة من مجموعة “جادة وقوية” من المستثمرين لدفع 25 مليار دولار مقابل حقوق هذه البطولة، إضافة إلى نسخة معدلة لكأس العالم للأندية وبمشاركة 24 فريقاً اعتباراً من 2021.
وفي المقابل ووفقاً لهذا المقترح سيتم إلغاء كأس القارات التي تقام حالياً كل أربع سنوات قبل عام واحد من نهائيات المونديال.
وأرسل إنفانتينو هذه الخطة إلى أعضاء مجلس الفيفا المسؤول عن اتخاذ القرارات لكنها لم تحصل على الموافقة بعد.
ويبدو المقترح السعودي ليس بعيداً كثيراً عن مقترح إنفانتينو أو إكمال لخطته التي لم تصدر الموافقة عليها، ومن الصعب التكهن في الوقت الحالي بأن المقترح السعودي سوف يبصر النور قريباً، وسط ظهور “ثورة انفصالية”، كما سميت، عن بطولة سوبر ليغ قبل فترة، والتي فشلت بعد عدة أيام من الاتفاق عليها من قبل 12 نادياً من إسبانيا وإيطاليا وإنكلترة وهي:
ستة أندية إنكليزية هي مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي وأرسنال وتوتنهام وثلاثة أندية إسبانية هي ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وثلاثة أندية إيطالية هي يوفينتوس وإنتر ميلان وإي سي ميلان. مع غياب لأي فريق فرنسي أو ألماني.
ولكن سرعان ما هدد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا بمعاقبة كل النوادي وحصل ذلك بالفعل ولكن الخطوة في المحصلة توقفت ولم تكتمل، ولكن المقترح السعودي لاقى ترحيباً كبيراً حيث صوت 166 اتحاداً محلياً لصالحه مقابل 22 صوتاً ضده.