فوزي سليمان-
رغم الضغوط الهائلة التي تمارس على أبناء شعبنا الكردستاني في كافة أجزائه، إلا أنه لا بد من الإدراك تماماً أن المرحلة التي نمر بها لهي حقاً حياتية ومصيرية وتحدد مستقبل كردستان ومنطقة الشرق الأوسط على الأقل لعقد قادم إن لم نقل إلى الأبد، وهذا ما يدركه الجميع.
ولهذا فالمرحلة لا تقبل بأي شكل من الأشكال الوقوع بالغفلة وخصوصاً هناك في مناطق ميديا تسطر ولا تزال إلى اللحظة أقدس الملاحم البطولية ضد الاعتداءات السافرة للدولة الفاشية التركية التي لم تنقطع منذ قرن كامل، والتي تحاول بكل قوتها ضرب ومحو القوة الوحيدة المتبقية على الساحة الكردستانية والمتمثلة بمنظومة المجتمع الكردستاني، وعلينا أن ندرك بأنها الفرصة الأخيرة المتبقية كي نصل بقضيتنا العادلة إلى بر الأمان.
فاللغة التي يتبعها العدو هي القتل والتنكيل والإنكار، ولم يترك وسيلة إجرامية إلا وارتكبها بحق الشعب الكردستاني عموما وممثله KCK بدءاً من استخدامه للأسلحة الكيمياوية وقطع المياه واحتلال أجزاء من روج آفا، إلى جانب التغيير الديموغرافي في شمال وشرق سوريا وكذلك في باكور وباشور كردستان، كل ذلك وسط صمت عالمي مريب.
ولذلك ومهما كانت الظروف التي يمر بها أبناء شعبنا وصعوبتها والمشقات الحياتية التي يعاني منها؛ لا بد من الالتفاف حول المقاومة التاريخية التي يبديها أبناء شعبنا في متينا وحفتانين وزاغروس وخاكورك وكذلك في سجون الفاشية التركية، وأن يكون ذلك أولى أولوياتنا، العدو لا تغمض له عين ولا يهدأ له بال، فهمه الأول والأخير هو القضاء على آمال شعبنا أينما كان، وعلى هذا الأساس لنكن لائقين بالمقاومة وكلٌّ من موقعه، والنصر حتماً هو حليف شعبنا وقضيته العادلة.
