سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ما عَجِزَ عنه فريق الرجال حققته النساء… من برشلونة إلى روج آفا

قامشلو/ جوان محمد ـ

طوال عقود من الزمن لم يستطع أي فريق من الرجال لكرة القدم من روج آفا الفوز ولو لمرة بلقب الدوري السوري، لكن بأول مشاركة للسيدات وفي الثانية حققنَ لقب الدوري السوري لكرة القدم للسيدات، وفي الوقت ذاته ما عجِزَ عنهُ رجال برشلونة هذا العام كان لسيدات النادي كلمة أخرى فيه.
منذ عقود من الزمن لم يشهد أي نادي لفئة الرجال من روج آفا ممن يلعبون في الدوري السوري لكرة القدم، مثل الجهاد والجزيرة وعامودا أو أندية أخرى تحقيق لقب الدوري السوري للدرجة الأولى والذي الآن يُسمى الممتاز، وبخاصةً في السنوات الأخيرة باتت أندية الجهاد والجزيرة وعامودا في أسوأ حالاتهم، حتى الكثير من الجماهير قطعت الأمل منهم.
دخلنَ التاريخ
وفي أول دوري رسمي لسيدات كرة القدم على صعيد سوريا في الملاعب المكشوفة كانت للاعبات أندية إقليم الجزيرة بروج آفا الكلمة وحققت سيدات عامودا اللقب في أول نسخة من الدوري وكان لموسم 2019 ـ 2020، وتمتع الفريق بلاعبات من أندية مثل قامشلو والأسايش وأهلي عامودا وجودي، وموسم 2020 ـ 2021، استطاعت سيدات الخابور الفوز بلقب الدوري السوري بنسخته الثانية وجل اللاعبات كنَّ من سيدات نادي قامشلو بالإضافة لنادي فدنك.
وهذان الإنجازان يُدخِلان سيدات روج آفا لكرة القدم التاريخ، ففي ظرف موسمين متتالين لكرة القدم كان اللقب من نصيب ناديين من روج آفا، ورغم الظروف الصعبة التي واكبت مسيرتهن طوال فترة المشاركة عكس الأندية السورية الأخرى المشاركة في الدوري والتي كان يتوفر لها كل شيء، ولكن بالعزيمة والإصرار كانت لسيدات روج آفا الكلمة.
كان مكان انزعاج للكثير من اللاعبين والمتابعين من الرجال حيث أخذ نادي عامودا والخابور طوال فترة المشاركة زخماً إعلامياً، هذا غير الدعم الذي قُدِم من محبي الرياضة في الداخل والمهجر، ولكن ما كان يزعج أكثر التعليقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتنمر الذي كان يحصل، وتناسوا بأنه عندما حصلت سيدات عامودا والخابور على اللقبين كيف كانت أحوالهن فبدون دعم يُذكر حققن ذلك، بينما أندية الرجال ليس الآن ولكن في فترة ماضية كان يُقدم لهم دعم كبير إلا أنهم لم يحققوا ولو لمرة واحدة لقب الدوري السوري بالرغم من حجم المواهب والمخضرمين ضمن تلك النوادي.
سيدات برشلونة أبدعنَ
أما نادي برشلونة للرجال الذي أصبح خارج الحسابات في مسابقة دوري أبطال أوروبا والفوز بلقب الدوري الإسباني فقد حققت سيدات النادي إنجازات كبيرة لهذا الموسم.
حيث حصدت سيدات برشلونة، لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد فوزهن في اللقاء الختامي على سيدات تشلسي 4-0، في نهائي مثير.
وخطفت سيدات البرسا اللقب، أمام أنظار رئيس النادي العائد خوان لابورتا، الذي حرص على التواجد في اللقاء، وذلك بعد أيام قليلة من حصدهن للقب الدوري، ليصبح أول فريق إسباني يفوز بدوري أبطال أوروبا للسيدات، مسجلاً أكبر فوز في نهائي المسابقة (منذ 2009-2010).
من جهته، عجز الفريق اللندني عن تدشين ألقابه في البطولة في أول نهائي له، ليبقى الأرسنال هو صاحب الإنجاز الوحيد للكرة الإنكليزية في البطولة، بحصوله على لقب 2007 على حساب أوميا السويدي.
وسجل رباعية الفريق الكتالوني، ميليانا ليبولز خطأ في مرماها، وأليكسا بوتيليس في الدقيقة الـ14 من ركلة جزاء، وبعد ست دقائق أضافت إيتانا بونامتي الهدف الثالث، قبل أن تختم كارولين هانسسين الرباعية، في الدقيقة الـ36.
وبلغت سيدات البرسا، الدور النهائي بعد أن تجاوزن عقبة سيدات باريس سان جيرمان في الدور نصف النهائي، حيث انتهت مباراة الذهاب التي أقيمت في فرنسا 1-1، قبل أن يحسمنَ مباراة الإياب بنتيجة 2-1.
أما في نصف النهائي الآخر، فانهزمت سيدات تشلسي ذهاباً أمام سيدات بايرن ميونخ في اللقاء الذي أقيم بألمانيا بنتيجة 2-1، قبل أن يقلبن الطاولة في مباراة الإياب، وذلك بسحق سيدات الفريق البافاري بأربعة أهداف مقابل هدف.

يتطلب الاهتمام
إن قدرة السيدات للحصول على الألقاب إنجاز كبير، ولاحظنا بأن لاعبات أندية روج آفا حققن التقدم بخصوص أنفسهن ووضعن بصمة مميزة في الدوري السوري للسيدات على الملاعب المكشوفة، في الوقت الذي عجز عنه الرجال في أندية روج آفا والفوز بلقب الدوري ولو لمرة واحدة، ورغم أن تجربة المرأة الشابة فتية في لعبة كرة القدم ولها عدة سنوات فقط، بينما عقود من الزمن لم تكن كافية لجلب لقب واحد في الدوري من قِبل فرق الرجال.
وكل ذلك يوحي بأنه يُتطلب من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة والجهات المعنية بشؤون المرأة بدعم الفرق النسائية لكرة القدم، ودعمهن بكل ما يُمكن، لأنه حتى الآن لم يلقين الاهتمام المطلوب ولا التكريم الذي يليق بهن ليس فقط في لعبة كرة القدم بل كذلك بباقي الرياضات.