سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نخر المرض أجسادهم ولا يطلبون إلا حياة كريمة

قامشلو/ رشا علي –

في منزل لا يقي برد الشتاء ولا وحر الصيف، غرف جدرانه متهالكة متصدعة، تسكنها عائلة أوضاعها الاقتصادية أقل ما يمكن قوله عنها أنها مأساوية، ناهيك عن المرض الذي أنهك أجسادهم.
أسرة تعاني من ظروف اقتصادية في غاية الصعوبة، يسكنون منزلاً بالإيجار في حي الهلالية، ولا يوجد لديهم أدنى متطلبات الحياة، غرف طينية تملؤها رائحة الرطوبة بسبب الجدران المتصدعة، ومطبخ يفتقر لكل شيء، ثلاثة أطفال حرموا من التعليم بسبب الفقر المدقع، والد مريض ووالدة مريضة وكلاهما بحاجة إلى المعالجة.
ومن أجل تسليط الضوء على الوضع الاقتصادي الصعب لهذه العائلة قامت صحيفتنا “روناهي” باللقاء بهم ومعرفة أوضاعهم وظروفهم المعيشية الصعبة، التقينا في البداية مع الأب ضياء الدين محمد والبالغ من العمر٤٩ عاماً، والذي يعاني من مرض القلب وبحاجة إلى عملية جراحية ولكن ظروفهم المادية حالت دون إجرائها، فيتحدث قائلاً: “لدي ثلاثة أطفال، وأنا مريض بالقلب، لا أستطيع إجراء العملية، فإذا أجريت العملية سأظل من دون عمل، زوجتي أيضاً تعاني من وجود كتلة في الرأس، لا أعلم ماذا أفعل”!

ظروف مادية صعبة
أما عن سبب حرمان أطفاله الثلاثة من حقهم في التعليم، فأشار محمد إلى أن ظروفهم المادية الصعبة لم تسمح له بإرسالهم إلى المدرسة قائلاً: “لدي ثلاثة أولاد، فالكبير لا يتجاوز ١٤ عاماً، إنه يعمل في الحدادة، لكن بسبب إصابته بمرض الأكزيما في يديه لا يستطيع العمل كثيراً، أعلم أن لدى أولادي الرغبة في التعلم، وأنا أريد أن يعيش أولادي مثل بقية الأطفال، فهم ينظرون إلى غيرهم بعين الحسرة، لكن ظروفنا المادية مزرية”.
واختتم ضياء الدين محمد الأب لثلاثة أولاد حديثه مناشداً المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بتقديم المساعدة: “يكاد قلبي يتفطّر وأنا أرى زوجتي وأطفالي، وأنا في حَيرةٍ من أمري، أناشد المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة، أن ينظروا إلى حالتي الصعبة بعين الرحمة والرأفة ويقدموا لأطفالي المساعدة ليعيشوا حياة كريمة، وتقديم المساعدة لمعالجة زوجتي”.

 

 

 

 

 

 

الرغبة بتعليم أولادها
وفي السياق نفسه؛ تحدثنا مع “موجف سروخان” والبالغة من العمر ٣٩ عاماً والمريضة بكتلة في الرأس، ونوهت إلى أنهم يعانون من ظروف مادية قاسية وصعبة، وبأن أولادها ما زالوا صغاراً وزوجها مريض ولا يستطيع العمل قائلةً: “لا أعرف القراءة أو الكتابة، كنت أتمنى أن يستطيع أولادي تعلم القراءة أو الكتابة، ولكن ظروفنا المادية حرمتهم من ذلك، نسكن منزلاً أشبه بالخراب، يمتلئ في الشتاء بماء المطر، استأجرناه مقابل ٢٥ ألف ليرة ولا نستطيع تسديد هذا المبلغ، فلا يوجد عندنا دخل ولا أحد يقدم لنا المساعدة”.
بحاجة إلى المعالجة
وبشأن المرض الذي تعاني منه أوضحت موجف بأن في رأسها كتلة ويجب أن تجري عملية جراحية في دمشق من أجل استئصالها قائلةً: “في بعض الأحيان يغمى علي لأكثر من نصف ساعة بسببها، وأنا بحاجة إلى إجراء عملية لاستئصال هذه الكتلة، ولكن العملية تكلف أكثر من مليون ليرة ولا أملك مئة ألف ليرة، لا نستطيع حتى شراء أي لباس لأولادي، أما أثاث المنزل فأنتم ترون أن البيت خالٍ من الأثات، سوى بعض الآواني المهترئة”.
وفي ختام حديثها ناشدت “موجف سروخان” المنظمات الإنسانية والجهات الخيرة وأصحاب الأيادي البيضاء بتقديم المساعدة لها ولأطفالها قائلةً: “وضعنا المادي لا يطاق ونحن بأمس الحاجة إلى المساعدة، لم نتلقَّ المساعدة من أحد، أتمنى من المنظمات الدولية والجهات المعنية وأصحاب الخير تقديم المساعدة لنا، وتوفير العلاج لي ولزوجي، وتأمين لقمة عيش لأولادي، حياتنا مأساوية ونحتاج لأبسط الأشياء”.