زراعة القطن تسير نحو الزوال في منطقة ديرك

 ديرك /هيلين علي ـ

بدأت منذ منتصف شهر آذار المنصرم، عمليات زراعة القطن في عدة مناطق من شمال وشرق سوريا، لا سيما منطقة ديرك، إلا أن زراعته شهدت تراجعاً كبيراً خلال الأعوام الثلاثة الماضية ولأسباب كثيرة، بعد أن كان من المحاصيل الأساسية التي يعتمد على زراعتها العديد من الأهالي.

ففي الأعوام الأخيرة وبسبب الجفاف وقلة الأمطار وهطولها غير الكافي وارتفاع التكاليف تضرر القطاع الزراعي بشكلٍ عام، ومنها زراعة محصول القطن، كما إن الاحتلال التركي ومرتزقته واحتلالهم لعدة مناطق في شمال وشرق سوريا أثر بشكل سلبي على زراعة محصول القطن.

أهم أسباب تراجع زراعة القطن

وعن المشاكل التي تواجه زراعة القطن وأسباب تراجع زراعته قال صلاح حمزة، الرئيس المشترك لمؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية  في ديرك، في حديثه لصحيفتنا “روناهي”: “إن أهم أسباب تراجع زراعة محصول القطن وإنتاجه في منطقة ديرك، هو خروج محالج القطن عن الخدمة وتوقف الإدارة الذاتية عن شراء المحصول، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية للعملية الإنتاجية (كالأسمدة والبذور ومواد المكافحة، فضلاً عن عدم توفر الأيدي العاملة)، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود وعدم مقدرة المزارع على الاستمرار في تمويل العمليات الزراعية للمحصول رغم محاولة الإدارة في تقديم العديد من التسهيلات للمزارعين”.

شكاوى المزارعين وهمومهم

وفي السياق، يعزو المزارع “داني موشي” والذي يعتبر المزارع الوحيد الذي يقوم بزراعة القطن في ديرك، منذ ثلاثة أعوم، أسباب عزوف المزارعين عن زراعة القطن إلى عدة أسباب تتلخص بارتفاع تكاليفها، وانتشار الإصابة ببعض الآفات، وانخفاض التسعيرة؛ لصعوبة تصريف الإنتاج.

وأضاف موشي: “محصول القطن يعتبر من أهم المحاصيل الزراعية التي تراجعت زراعتها في المنطقة، إذ كان العديد من الأهالي يعتمدون على زراعته أو قطاف محصوله لتوفير دخل موسمي لعوائلهم، لكنها تراجعت في منطقة ديرك، كما في باقي مناطق شمال وشرق سوريا”.

ولفت موشي في حديثه لصحيفتنا “روناهي”، إلى أنه لم يزرع سوى 100 دونماً فقط هذا العام، مؤكداً على أنه إذا خسر هذا العام لن يزرعه مجدداً، خاصةً بعد أن توقفت الإدارة الذاتية عن شراء المحصول، مما جعل الفلاحين تحت سيوف التجار الذين يشترون المنتج بأسعار متدنية جداً بعكس السعر الحقيقي له، مما يتسبب بخسائر فادحة للفلاحين.

تضرر القطاع الزراعي بشكل كبير في الأعوام الأخيرة، بسبب الجفاف وقلة الأمطار وارتفاع التكاليف، ولا سيما بسبب العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، واحتلاله مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، إضافة إلى إقدامها والفصائل المدعومة منها، إلى سرقة الصوامع ومخازن القمح ومعامل النسيج في العديد من المناطق السوريّة الأخرى، لا سيما في محافظة حلب التي كانت تقوم بعملية استيراد القطن من إقليم الجزيرة، الأمر الذي أدى إلى خروج المحالج عن الخدمة في المنطقة أيضاً، وعدم شراء الإدارة الذاتية لمحصول القطن من المزارعين، بسبب صعوبة تصريف الإنتاج.