سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

55 عاماً مضت على لغة الضاد وهي في توهجٍ يومٍ بعد يوم

خمس وخمسون عاماً مرت على تكريس منظمة الأمم المتحدة يوم الثامن عشر من كانون الأول من كل عام “اليوم العالمي للغة العربية” لتصبح لغة الضاد ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة الأممية، ويرجع السبب في تسمية اللغة العربية بلغة الضاد إلى كونها اللغة الوحيدة التي تحتوي على صوت الضاد، علماً أنه حرف يتميز بصعوبة نطقه عند غير العرب، حتى أنّ بعض القبائل العربية لا تستطيع النطق به، كما أن بعض المتكلمين بغير العربية يعجزون عن إيجاد صوت بديل له في لغاتهم.
ولم تكن سورية عبر تاريخها الحديث بعيدة عن الاهتمام باللغة العربية فمنذ عام 1919 تأسس فيها أول مجمع لغوي يُعنى بهذه اللغة ونهوضها وصون تراثها وتعريب المؤسسات والتعليم والمناهج لتكون سوريا سباقة في تعريب كل المراحل التعليمية بمدارسها وجامعاتها وحقول المعرفة فيها ليكرس الإعلام السوري بمؤسساته قضية الحفاظ على اللغة العربية في نتاجه ولغته اليومية.
وتُصنف العربية من أكثر لغات العالم نمواً وازدهاراً بما تمتلك من قدرة على التكيف والتطور فأنها تتميز بالغنى الهائل بالمفردات والمصطلحات وقدرتها على الاشتقاق والنحت فاستوعبت كل لغات المشرق والعالم القديم ووثقت ما شاهده العرب عبر عصورهم فغدت مرجعاً عالمياً وروت تاريخاً يمتد لقرون وامتد لأصقاع الأرض.
وللإعلام دور في الحفاظ على اللغة العربية مما انعكس طرداً في الحياة الثقافية مستفيداً من قدرة الإعلام في التأثير وانعكاساته ولا سيما أنه يشكل خبز حياة يومي بالنسبة للمتلقي فالإعلام أسهم في بعث اللغة العربية لذا ظلت لغة حيّة.
دور العربية تخطى التصويرية والنقل اللذين كانا مرتبطين بنظم الشعر ورواية القصص والأحداث والأقوال وإنما تجاوزها إلى النقد والتحليل لتصل إلى أمهات العلوم وتطرق باب الفلسفة بقوة علماً أن النقد يعمل على إبراز مواطن الجمال في اللغة وهي مجموعة من العلامات تنبع أهميتها من إنتاج المعنى كما يقوم أيضاً بالوقوف على رموز وإشارات فك تلك الرموز لتسهم في دائرة إنتاج المعنى بفعل يوازي طاقة النص الإبداعي الذي يبيّن أهمية اللغة.
وصدر في سورية بالآونة الأخيرة عشرات الكتب التي تُعنى باللغة العربية وضرورة صونها منها “سلطان الكلمة” للباحث مالك صقور الذي أكد أن اللغة هي حامل للثقافة والركن الأساسي في هوية الإنسان وانتمائه ولذلك تتعرض لمخاطر من أعداء الأمة والإنسان الذين يدركون أن القضاء على الثقافة العربية يبدأ بتقويض اللغة حاملة هذه الثقافة.