سيظل يوم الثلاثين من حزيران 2013، يوماً فارقاً في تاريخ الدولة المصرية، ففي هذا اليوم خرج الملايين من أبناء الشعب المصري في تظاهرات تفوق بكثير من مظاهرات ثورة كانون الثاني 2011، وكانت التظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، بعد حكمهم لمصر لمدة عام واحد فقط، بعد أن ظلوا في المعارضة طوال حوالي ثمانين عاماً، اصطدموا خلالها بكل الحكومات في مصر الملكية والجمهورية، تعاطف معهم الكثيرون من المصريين وغير المصريين، انتشروا في البلاد المختلفة، واصطدموا بالحكومات، حتى في داخل البيت السعودي الذي احتضنهم، ولأن المسلمين رأوهم مظلومين بسبب خطبهم من فوق المنابر وفي الإعلام الداخلي والخارجي، وبسبب هذا التعاطف الشعبي فقد سيطروا على النقابات العمالية والمهنية، ولكن هذا التعاطف تلاشى خلال عام واحد من الحكم، وهو من أغرب الأمور في الساحة الشعبية الإسلامية عندما تصطدم بالإسلام السياسي الجماعاتي، وعن أسباب الانهيار السياسي السريع والمفاجئ للجماعة المتأسلمة، نجد أسباباً كثيرة أهمها أن أعضاء الجماعة أوصلوا رسالة إلى الشعب المصري بأن مجرّد انتمائهم إلى الجماعة “جهاد في سبيل الله”، وإن الحفاظ على هذه الجماعة هو هدف وغاية في حدّ ذاته.
السابق بوست
القادم بوست