قامشلو/ جوان محمد ـ
تُصرف الملايين على لعبة كرة القدم في إقليم الجزيرة، سواء إن كان من طرف الاتحاد الرياضي أو من طرف العديد من الأندية، ورغم ذلك لم يشهد عام 2021 ارتقاء بواقع لعبة كرة القدم كمستوى فني للأفضل، وبقيَ دون المطلوب، كما برزت المدارس الكروية بزيادة عددها، ولكن الحدث الأبرز كان إقامة دورة (ROJ..C) للمدربين.
أصبح موسم نظام الاتحاد الرياضي لدى الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة عكس الماضي، مثلاً كان ضمن العام نفسه تُطبق الروزنامة السنوية للاتحاد بالكامل، وذلك من عام 2015 وإلى عام 2019، وفي عام 2020، أصبح الاتحاد الرياضي أسوةً بكافة الاتحادات في العالم. يعتمد نظام الموسم الرياضي أن يكون 2020 ـ 2021، وتنقسم الروزنامة على مدار العامين، وتبدأ من الشهر التاسع تقريباً، وتنتهي بنفس الشهر في العام الذي يليه.
الملايين تُصرف بدون نتائج مرجوة؟
ونسلط الضوء على لعبة كرة القدم في عام 2021، فبطولاتها لم ترتقِ للمستوى المطلوب فنياً، وجاء ذلك لأسباب كثيرة منها، تجهيز عدة نوادي فقط للموسم الكروي، وفيما تبقى لم تستعد بالشكل المطلوب، ومنها لم تستعد بالمرة بل قامت بجلب اللاعبين مع انطلاق أول مباراة للنادي، ويأتي ذلك بسبب الظروف المادية الصعبة التي تُعاني منها الكثير من الأندية، وتوقف النشاطات لمرتين بسبب جائحة كورونا لتطبيق الحظر الكلي في الإقليم.
بينما عدة نوادي أخرى لم يتوقف نشاطها، وهي تصرف الملايين على هذه اللعبة، وعلى نفس الحالة الاتحاد الرياضي فهو الآخر يصرف الملايين من خلال المصاريف التي تُقدم للحكام والمراقبين وبعض الجوائز التي تقدم نهاية الموسم، وطبعاً لأنه لا يقام دوري واحد في الموسم بل هي دوريات: الأشبال والناشئين، والشباب والرجال للدرجتين الأولى والثانية، بالإضافة لمسابقة الكأس للرجال.
ورغم كل هذه المصاريف على لعبة كرة القدم والتي وتعتبر ذات الشعبية الأولى في كامل مناطق شمال وشرق سوريا، ولكن شاهدنا مستوى فنياً دون المطلوب في إقليم الجزيرة، وخاصةً بالمباريات النهائية، ومنها نهائي دوري الدرجة الأولى موسم 2020 – 2021، والذي جمع بين رجال ناديي سردم والأسايش، وأحرز اللقب نادي سردم بعد فوزه على نادي الأسايش بهدف دون رد، وفي نهائي الكأس لنفس الموسم أحرز أيضاً اللقب سردم، وفاز على ديرك بهدف دون رد وكرر سردم الفوز على نفس النادي “ديرك” في كأس السوبر، وبنفس النتيجة بهدف دون رد، في مباريات كما ذكرنا كانت فاقدة للمتعة والمستوى الفني المقبول.
دورة مميزة للمدربين
ولعل أهم حدث على صعيد لعبة كرة القدم كان إقامة دورة خاصة للمدربين واشترط الاتحاد الرياضي خضوع مدربين كافة الأندية لكل الفئات للدورة باستثناء المدربين الحاصلين على الشهادة (B) الآسيوية فما فوق، وأعلن الاتحاد الرياضي بأن كل من لن يشارك فلن يكون قادراً أن يكون مدرباً لأي نادي في الإقليم، وعليه نيل شهادة اجتياز دورة (ROJ..C)، والتي شارك فيها أكثر من 75 مدربة ومدرب تلقوا دورة تدريبية لمدة أسبوع تقريباً مع إجراء اختبارات لكل المشاركين.
الدورة كانت تعتبر هامة، وحاضر فيها وأشرف عليها مجموعة من الخبرات والاختصاصات المتعددة في مجال الرياضة، على الشكل التالي:
مدير الدورة: الكابتن عماد مسور، أمين السر: الكابتن محمد محرم رسول، وحاضر فيها: المدرب بيرج سركيسيان، شهادة تدريب (B) آسيوية، المدرب محمد سرديني، شهادة تدريب (B) آسيوية، عبد العزيز عزوز ماجستير في الطب الرياضي والعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل، الحكم عبد الرحمن رشو، شهادة تحكيم دولية، الحكم مهند الأحمد، شهادة تحكيم في دوري الدرجة الأولى ـ الحكم محمد مالاتي، شهادة تحكيم في الدوري السوري الدرجة الأولى، ونضال حميد رئيس مكتب كرة القدم في الاتحاد الرياضي.
كما نرى هم قامات وشخصيات رياضية لها باع طويل في مجال التدريب والتحكيم في رياضة كرة القدم، وشارك الدورة التي قُسمت إلى مجموعتين الأولى بمدينة قامشلو وانضم إليها متدربات ومتدربين ومثلها في مدينة رميلان.
الدورة تناولت الكثير من النقاط من علم التدريب وطرق وأساليب تجهيز الفرق والنوادي وقوانين لعبة كرة القدم، والصحة والتغذية والمناسبة، ولأن الدورة لم تصل لمبتغاها بعد أن انتهت بجانبها العملي وتوقفت بسبب تطبيق الحظر الكلي بإقليم الجزيرة، فقد قرر المشرفون والمحاضرون على الدورة إكمالها عبر الإنترنت.
واستمرت الدورة التدريبية roj..c ببرنامجها ومحاضراتها النظرية عن طريق ميزة التواصل (ON LINE)، وتم تزويد المتدربين بالمحاضرات والمعلومات الخاصة بالدورة عبر أرقام الواتس آب.
كما قررت إدارة الدورة إقامة دورة تكميلية إضافية لمدة يومين بعد الاختبارات العملية والنظرية للدورة الأولى، وذلك لكل من تنطبق عليهم شروط التقدم للدورة التكميلية:
١- الذين تغيبوا عن الالتحاق بالدورة الأولى بعذر رسمي تقبلته إدارة الدورة، ومكتب كرة القدم والذين تم تسجيلهم ضمن الدورة الأولى سابقاً.
٢- الراسبون في الدورة الأولى.
٣- المخالفون لبنود وشروط الدورة والمستبعدون بسبب عقوبة ومخالفات تنظيمية وإدارية.
٤- لا يحق للمتدربين الذين صدرت بحقهم عقوبة الاستبعاد عن الدورة الأولى بسبب مخالفة انضباطية التقدم للدورة التكميلية.
٥- يخضع المتقدمون للدورة التكميلية لاختبارات عملية ونظرية.
٦- كل المتقدمين الذين تنطبق عليهم شروط الدورة التكميلية عليهم التقدم بكتاب خطي إلى إدارة الدورة، ومكتب كرة القدم لقبول الترشح للدورة التكميلية.
وتعد هذه الدورة ذات أهمية كبيرة، ولكن الأهم هو ترجمة ما تلقاه المتدربات والمتدربون على أرض الواقع من خلال تجهيز الفريق كما يتطلب قبل وأثناء انطلاقة الدوري والبطولات بالإضافة لصقل معلوماتهم في مجال القوانين لكرة القدم، حيث نعاني من قلة الثقافة الكروية والمعلوماتية لدى الكثير من المدربين وحتى البعض منهم يناقشون مواد قانون كرة القدم القديمة ولم يعلموا بعد أنها تعدلت.
وكان برنامج الدورة بحسب الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة على الشكل التالي:
![]()
اليوم الأول:
اليوم الأول:آ- رموز ومصطلحات كرة القدم.
ب- مبادئ أساسية لكرة القدم.
ج- عناصر اللياقة البدنية.
– اليوم الثاني:
آ- تغذية وعلم نفس.
ب- السرعة وتحمّل السرعة (الشدة – الحجم – الكثافة).
ج- مبادئ وأساليب وطرق اللعب.
– اليوم الثالث:
آ- محاضرة في التحكيم (مواد قانون كرة القدم – تعديلات – واجبات ومهام).
ب- مهام وصفات المدرب الناجح.
ج- تحليل المباريات.
– اليوم الرابع:
آ- الهيكلية التنظيمية والإدارية للفريق مهام وواجبات.
ب- عملي (بناء اللعب – تطوير اللعب – إنهاء اللعب).
ج- إصابات رياضية.
– اليوم الخامس:
آ- توزيع الحصة التدريبية.
ب- برنامج تدريبي للفترة الانتقالية.
ج- برنامج تدريبي فترة إعداد خاص.
– اليوم السادس:
آ- محاضرة (أخلاقيات اللعبة الرأسمالية).
ب- اختبارات (أتمتة).
وفي الجانب التحكيمي لم تكن الاستعدادات كما يجب، حيث أُجريت اختبارات، ولكن لم تكون كما يراد لها وكما يُتطلب، وسط تراجع في مستوى التحكيم وبروز أخطاء كثيرة في الموسم الرياضي 2020 ـ 2021.
لا جديد في بطولات الفئات العمرية
في مجال بطولات الأشبال والناشئين بقية النقطة الأبرز هي قضية تزوير أعمار اللاعبين وهي قضية قديمة وتتجدد مع كل موسم، وحتى في الموسم الجديد 2021 ـ 2022، عوقِب مدربين وإداريين من النوادي وشُطبت نقاط لهم بسبب ثبوت حالات تزوير.
ولكن بالمجمل بطولات الأشبال والناشئين لا تصل للمستوى المطلوب بسبب عدم الاهتمام الزائد من قبل الكثير من النوادي، ودخول البطولات في أوقات الموسم الدراسي، وعلى نفس الشاكلة بطولات الشباب للدرجتين الأولى والثانية فلا جديد مجرد تنافس للوصول للقب مع مستوى فني دون المطلوب.
إن صرف الملايين على هذه اللعبة كان يتوجب ظهور تطورات كبيرة على صعيد اللعبة وخاصةً فنياً، ولكن بات الكثير من اللاعبين ينظرون لأنفسهم مجرد لاعبين موظفين لديهم مهمة وهي لعب مباراة، وليس اللعب بغيرة على قميص النادي، وتقديم كل ما لديه، باستثناء مجموعة من اللاعبين، ولكن الكثيرون باتوا على نفس الشاكلة التي تحدثنا عنها.
أما الأندية التي هي غير قادرة لمنح لاعبيه الرواتب مثل الأندية التي تتلقى الدعم من بعض الهيئات أو التيارات السياسية أو جهات وشخصيات تجارية وحزبية، فلاعبيها يلعبون ولكن يفتقرون للكثير، مثل قلة التمارين لأنهم غير مُفرغين لكرة القدم بل يمارسوها مع أعمالهم اليومية، ولا يتلقون تدريبات اللياقة اللازمة مثل لاعبي عدة نوادي في إقليم الجزيرة، ورغم هذا الأمر فتظهر مباريات نشاهد فيها المستوى الفني متقارب وهذا دليل عدم حصول تطور واضح في لعبة كرة القدم في إقليم الجزيرة رغم صرف الكثير من الأموال عليها ولو كانت بشكلٍ متفاوت من نادي إلى آخر.
زيادة في عدد المدارس الكرويّة
وما برز هذا العام هو زيادة عدد المدارس الكروية للصغار، والتي انتشرت في العديد من المدن في إقليم الجزيرة منها في كركي لكي وديرك وقامشلو وعامودا والأرياف حتى ومناطق أخرى، وكثر الجدل بخصوص هذه المدارس من قضية أخذ اشتراكات من الأطفال الذين ينضمون لهذه المدارس، ولكن حسب اطلاعنا لم يتجاوز سقفها عشرة آلاف ل.س، للاعب لأغلب هذه المدارس والبعض منها كانت لأولاد الشهداء ومن هم يعانون من أوضاع صعبة بالمجان.
ولكن انضمام الأطفال لهذه المدارس أفضل من البقاء في الشوارع والانصراف بأمور سيئة على الإنترنت، ومع رفاق السوء، وبعض المدارس تنتج مواهب وترفدها للنوادي، وكان التميز هو ظهور مدارس للفتيات لكرة القدم للصغار للمرة الأولى في قامشلو وعامودا وديرك وكركي لكي، وكل هذه الخطوات هي جيدة وتصب في خانة المستقبل الكروي للمنطقة في حال استمر الاهتمام بالمواهب الصغيرة.
وتتوقف العديد من المدارس مع بدء الموسم الدراسي من كل عام، ولكن البعض منها تستمر مثل مدرسة أمل الجهاد في قامشلو وآريان على أرضية ملعب حليق وبراتي بفروعهما تربه سبيه وقامشلو وزادت المدرسة هذا العام فرعاً جديداً في عامودا.
موجز سريع لألقاب البطولات الرسمية
وقبل اختتام بانوراما كرة القدم لهذا العام، نسرد من حقق الألقاب في البطولات الرسمية في لعبة كرة القدم للموسم 2020 ـ 2021:
ـ بتاريخ 15/1/2021 انتهت بطولة الأشبال بكرة القدم والمباراة النهائية جمعت بين ناديي برخدان وسردم وفاز فيها برخدان بهدف بدون رد، على أرضية ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو.
ـ بتاريخ 22/1/2021، أقيمت المباراة النهائية لدوري الناشئين جمعت بين ناديي برخدان والأسايش، وانتهت بفوز برخدان بهدف بدون رد، على أرضية ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو.
