2020 وضعٌ صحي متأزم.. تمت السيطرة عليه في شمال وشرق سوريا

روناهي/ قامشلو: عامٌ مُثقل بالمرار مسح بكفه العالم، ليترك الأطباء والكوادر الطبية أمام المشاق والصعوبات، فكانت الكوادر الطبية كافة الجندي المحارب الذي واجه المخاطر من أجل سلامة الأهالي

كان عام 2020م الأكثر وفرة بالمصائب والكوارث، شكل وباء كورونا ضيفاً ثقيلاً أزهق أرواحاً كثيرة، ففي ظل ارتباك العالم كله أمام جائحة كورونا، التي خيمت بظلالها على العالم؛ كانت مناطق شمال وشرق سوريا بعيدة عن باقي مناطق العالم، ولم تكبدنا جائحة كورونا الكثير من الأرواح مقارنة ببلدان أكثر تقدماً واستقراراً، فهيئة الصحة بنت حاجزاً منيعاً لحماية المواطنين، حيث قامت بإصدار جملة من القرارات للمحافظة على السلامة العامة، وبتاريخ 11/3/2020 صُنِّف فيروس كورونا وباءً عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية.

اختراع جديد!

بتاريخ 14/3/2020 قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بناء على مقترح مقدم من خلية الأزمة التي تشكلت لمواجهة الوضع الطارئ, منع كافة التجمعات وإغلاق المعابر الحدودية وتعطيل المدارس والمعاهد والجامعات، وذلك كإجراء احترازي لدرء خطر فايروس كورونا. بتاريخ 20/3/2020 أعلنت هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا عن اكتشاف جديد، توصلت إليه مختبراتها بعد بذل جهود مشتركة مع المعهد السويدي (PIS)، حيث كانت النتائج إيجابية وجبارة، لمواجهة فيروس كورونا الذي اجتاح معظم الدول، وبات وباءً عالمياً.

بعد جهود مشتركة وعمل متواصل على مدار الساعة بين هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومعهد PIS السويدي، أُعلن عن اكتشاف جديد توصلوا إليه في مختبراتهم، وتم التوصل إلى اختبار يستطيع تشخيص الإصابة بفيروس كورونا المستجد في 30 ثانية. ولم يسبق لأحد حتى الآن التوصل إلى هذا الأمر الذي يتم فيه اختبار المريض عبر أخذ عينة من بلغمه واجراء التحليل عليها ليتبين ان كان مصابا ام لا.

تدابير احترازية

بتاريخ 20/3/2020 وضمن التدابير الاحترازية التي اتخذتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وخلية الأزمة التي شُكلت في 15 آذار لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي اجتاح معظم دول العالم، جهزت الإدارة الذاتية 9 مراكز للحجر الصحي في مناطق شمال وشرق سوريا. ومراكز الحجر الصحي التي شُيدت من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي موزعة في كافة المناطق، 4 منها في إقليم الجزيرة والباقي موزعون بين كوباني والرقة والطبقة ومنبج ودير الزور، وبعيدة عن المناطق السكنية، ومجهزة بشكل كامل بالأسرّة والمعدات الأولية.

فرق إسعافية

شكلت هيئة الصحة فرق إسعاف في كافة مدن ونواحي شمال وشرق سوريا، وهي مؤلفة من سيارات وكوادر طبية مجهزة بلباس ميداني، بالإضافة إلى تخصيص أرقام طوارئ لاستقبال الحالات المشتبه بها، وخلية الأزمة متواصلة مع كافة المراكز الطبية على مدار 24 ساعة، وفرق ميدانية مهمتها التدخل بشكل عاجل وإسعافي في حال الاشتباه بأي حالة إصابة بالفيروس، وإذا دعت الحاجة إلى التدخل، يُنقل المشتبه به إلى مراكز الاستقبال في المدن والتي مهمتها الكشف على الشخص، وبعد التأكد من إصابته بالفايروس يُنقل إلى مركز الحجر الصحي أو المنزل بحسب درجة الإصابة.

تطبيق الحظر

سعت الإدارة الذاتية بكافة طاقاتها لمنع تفشي فيروس كورونا في المنطقة، وتصدر بشكلٍ مستمر قرارات وتوجيهات بخصوص ذلك، كما أعلنت تعليق الدوام في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى إغلاق المقاهي والكفيتريات ومنع حدوث تجمعات ضمن المنطقة. عند تسجيل أول حالة وفاة بالوباء في سوريا، كان من أولى الإجراءات أن قررت الإدارة تعطيل كافة المدارس اعتباراً من 14 آذار وحتى إشعار آخر، حرصاً منها على سلامة الطلبة وحمايتهم من مخاطر فيروس كورونا. وبموجب هذا القرار أغلقت 4317 مدرسة أبوابها أمام 789225 طالباً وطالبة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا.

قسم العينية في مشفى القلب والعين

عدا عن التصدي لجائحة كورونا قامت هيئة الصحة هذه السنة بمشاريع عدة لخدمة المجتمع، وأهمها: افتتاح مركز للأشعة والرنين المغناطيسي في مدينة قامشلو بتاريخ 26/1/2020م، المركز افتتح في حي العنترية خلف مشفى القلب والعين، وستتم معالجة المرضى المُهجّرين وأعضاء القوى العسكرية والأمنية بالمجان.

بتاريخ 16/2/2020م، افتتح في مدينة قامشلو، قسم العينية في مشفى القلب والعين، بهدف التخفيف من أعباء السفر إلى المناطق الأخرى لتلقي العلاج، استكملت هيئة الصحة مشروع “مشفى القلب والعين” الواقع في المنطقة الصناعية بمدينة قامشلو، وذلك بافتتاح قسم العين بأجهزته الطبية الحديثة والمتطورة، بإشراف عدد من الأطباء الأخصائيين في أمراض العين وجراحتها، وبأسعار رمزية أي لا تتجاوز 30% من الأسعار في المراكز الخاصة، وبشكلٍ مؤقت سيتم استقبال المرضى لمدة ثلاث ساعات صباحاً، ولكن الخدمة الإسعافية التي تتطلب حاجة للخدمات في جراحة العين ستكون على مدار 24 ساعة، إضافةً إلى غرفة للعمليات.

طواقم طبيّة وكوادر مختصة

وحسب ما ذكر الرئيس المشترك لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة الدكتور منال محمد لصحيفتنا، فإن جميع الأطباء اختصاصيون في جراحة العين، إضافةً إلى خضوع الكوادر الفنية؛ التي تعمل على هذه الأجهزة لدورة تدريبية من قبل المهندسين الذين أشرفوا على هذه الأجهزة وكيفية استخدامها. وتضمنت أجهزة حديثة ومنها: جهاز التصوير الظليلي لشبكية العين بالفلوروسين وجهاز أرغون ليزر لوقف نزف الشبكية وجهاز ياك ليزر (خزع المحفظة الخلفية)، وطبوغرافية القرنية للسماكات وجهاز أوستي  للشبكية، وجهاز أوتو للقدرة البصرية وقياس عدسة العين، وإيكو عين وجهاز الساحة البصرية وجهاز فاكو لعمليات الساد.

بتاريخ 4/3/2020م، افتتحت لجنة الصحة في مقاطعة الحسكة بالتنسيق مع هيئة الصحة في الجزيرة مستوصفاً في منطقة الغرة بجبل كزوان. المستوصف يتألف من عدة أقسام ومنها “الإسعافات الأولية، الصيدلية والأطفال” وغيرها، سيخدم أهالي أكثر من 140 قرية في تلك المنطقة.

 بتاريخ 15/3/2020 افتتحت هيئة الصحة في إقليم الجزيرة مستوصف ميسلون الّذي نشب فيه حريق منذ خمسة أعوام بعد ترميمه، لتقديم الخدمات الطّبّية بشكلٍ مجانٍ لأبناء المدينة والقرى المحيطة به. ويعمل ضمن المستوصف كادر طبّيّ مؤلّف من أربعة أطباء، و10 آخرين بين ممرّضين وإداريين، وينقسم إلى عدة أقسام واختصاصات، منها “النسائية، الأطفال، الداخلية، الصيدلية، بالإضافة لقسم المخبر الذي مازال قيد التجهيز”. ويقدم المستوصف كافّة الخدمات بشكلٍ مجاني للأهالي.

الهلال الأحمر الكردي الجندي المجهول

ولا ننسى الهلال الأحمر الكردي الذي كان سباقاً بالمساعدة وتقديم كل ما يحتاجه المجتمع، فمنذ تأسيسه من أواخر عام 2012م، وهو يلعب دوراً بارزاً في حماية المدنيين من خلال تقديم يد العون إغاثياً وصحياً، بمجموعة مؤلفة من الكوادر الطبية والمتطوعين شكلوا فرقاً صحية للتدخل فوراً، منذ البداية تمكن الهلال من إثبات دوره الفعال في مناطق الصراع، وتطور العمل فيما بعد وفتح المزيد من المراكز، وبدأت أعمال الهلال تتوسع لتشمل جميع مناطق شمال وشرق سوريا، الهلال يعمل كجسر يربط بين مناطق الإدارة الذاتية السورية والعالم، والمشاركة بمكافحة الأوبئة وتحسين الصحة العامّة من حيث رفع مستوى الوعي من خلال تقديم الخدمات والبرامج الاجتماعية والتنموية والإنسانية، نقل الجرحى والمصابين وتبادل أسرى الحرب وتوصيل وصاياهم بأمانة ولم شمل الأُّسَر المنكوبة والعناية بهم، وتأهيل الكوادر في وقت السلم للاستفادة منهم زمن الحرب في مجال الإسعاف الأولي وإدارة الكوارث.